كيف يثق اللبنانيون بدولتهم؟
ـ قال رئيس الجمهورية في كلمته في الإفطار الرئاسي إنّ اللبنانيين يحجمون عن الاستجابة للدعوات التي تصلهم للمشاركة بالتضحيات من أجل الإنقاذ الوطني في محنة اقتصادية تتوقف على تخفيض الإنفاق العام للدولة، وفسّر الرئيس هذا الإحجام بمكانه قائلاً انّ القضية ليست ضعفاً في وطنية اللبنانيين بل هي عدم ثقة بالدولة، داعياً الحكومة لفعل ما يستدعي استعادة هذه الثقة خصوصاً لإقناع اللبنانيين بأنّ ما سيُقدّمونه سيعود إليهم بطريقة أخرى.
ـ عدم ثقة اللبنانيين بالدولة صحيح لكنه يتوزّع على عناوين ليس نقص الثقة في وجهة استخدام التضحيات التي يطلب الى اللبنانيين تقديمها إلا احدها، فعدم الثقة عائد أولاً وقبل كلّ شيء لما وصفه الرئيس بتفضيل المصلحة الخاصة على المصلحة العامة، ولكن عند المسؤولين وليس عند المواطنين فهذا ما يعتقده اللبنانيون حال مسؤولي الدولة الذين يطلبون منهم فعل العكس.
ـ أن يثبت المسؤولون أنهم يفضلون المصلحة العامة على مصالحهم الخاصة هو الطريق الوحيد لإقناع اللبنانيين بالإستجابة لدعوتهم لفعل ذلك، والإثبات هنا له وجوه عديدة تتجاوز مجرد إعلان النوايا الطيبة.
ـ هل يقارب المسؤولون قانون الانتخاب بعين المصلحة العامة أم المصلحة الخاصة؟
ـ هل يتعامل المسؤولون مع الخطاب الطائفي بروح المصلحة العامة ام المصالح الخاصة؟
ـ هل ينظر المسؤولون للخيارات الاقتصادية والمالية والمشاريع العامة بعين المصلحة العامة ام المصالح الخاصة؟
ـ هل يقبل المسؤولون بتقديم التضحيات من حساب مصالحهم الخاصة لخدمة المصلحة العامة حتى لو كانت في تخليهم عن مناصبهم التي لا تعادل ربما ينظر اللبنانيين مطالبتهم بتضحيات تتصل بحاجاتهم الأساسية التي تفوق عندهم مناصب المسؤولين وعائداتها المادية والمعنوية.
ـ لقد وصل اللبنانيون الى مرحلة من اللاثقة بات على المسؤولين فيها إثبات أهليتهم لطلب التضحيات من اللبنانيين قبل ان يطلبوها ويسألوا اللبنانيين عن اهليتهم للمواطنة.
التعليق السياسي