الدراما المصرية… نصوص «مسلوقة» وإخراج ضعيف
هنادي عيسى
يبدو أنّ الدراما المصرية هذا الموسم تعاني من أزمة كبيرة اذ معظم الأعمال التي قدّمت في رمضان لم تلق قبولاً من المشاهدين بل تضجّ مواقع التواصل الاجتماعي بالانتقادات القاسية لعدد كبير من النجوم على سوء اختياراتهم ومنهم مي عز الدين، محمد رجب، محمد رمضان، محمد عادل إمام، ياسر جلال، أمير كرارة وغيرهم.
اذا أردنا الغوص في أسباب تردّي حال الدراما التلفزيونية لا شكّ من الوقوف عند حالة الاحتكار التي فرضتها شركة الانتاج «سنرجي» لصاحبها تامر مرسي والتابعة لمؤسسة «إعلام المصريين» التي تملكها الدولة المصرية.
بعدما مُنع معظم المنتجين المصريين من تقديم أعمال درامية وأبرزهم شركة «العدل غروب» التي كانت تنتج سنوياً عدداً كبيراً من المسلسلات المميزة ومنها ليسرا ونيللي كريم لكن بسبب الضغوط توقفت هذه الشركة عن الإنتاج.
اذن، مسألة الاحتكار التي فرضها المنتج تامر مرسي أثّرت سلباً على مجمل الأعمال التي تقدّم هذا العام، فاتضح أن النصوص «مسلوقة» والإخراج ضعيف وغالبية المسلسلات طغى عليها الملل في الأحداث هذا عدا التكرار الكامن في القصص المعالجة، مما أفقد المشاهد متعة المتابعة.
واذا أردنا أن نشير إلى الأعمال المصرية التي حقّقت نجاحاً هذا الموسم فسنجد أنها جميعها بعيدة عن «سنرجي» فمثلا مسلسل «ولد الغلابة» للنجم أحمد السقا هو من إنتاج شركة «صباح للإعلام» لصاحبها صادق صباح. يعتبر هذا العمل الأنجح لناحية النصّ الذي كتبه أيمن سلامة وأخرجه محمد سامي، كما حقّق مسلسل «زي الشمس» نجاحاً مثمراً لدينا الشربيني وإخراج سامح عبد العزيز فهو من إنتاج «أم بي سي» و»ايغل فيلمز» وأيضاً هذا العمل هو الأكثر انتشاراً في مصر. واعتبرت الشربيني مفاجأة الموسم، أما مسلسل «حدوتة مرة» لغادة عبد الرازق يلاقي صدى طيباً في الأوساط. وتعتبر هذه الأعمال الثلاثة هي الأبرز.
أما على الصعيد الكوميدي فثمة مسلسل «الواد سيد الشحات» لأحمد فهمي وهنا الزاهد هو العمل الوحيد الذي برز من إنتاج «سنرجي»، إضافة إلى مسلسل «فكرة بمليون جنيه» لعلي ربيع وصابرين الذي نال حظه من القبول فهو من إنتاج شركة الصبّاح.
الاحتكار أساء إلى الدراما التلفزيونية المصرية وعلى القيّمين عليها أن يعيدوا حساباتهم كي لا يقعوا في الفخ نفسه العام المقبل.