موسكو تدعو واشنطن إلى تحمّل مسؤولية الجرائم في سورية
دعت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس الخميس، الولايات المتحدة وشركاءها إلى الاعتراف بمسؤوليتهم عن الجرائم التي ارتكبها التحالف في سورية.
وقالت المتحدثة الروسية خلال مؤتمر صحافي: «نودّ أن نسأل الممثلين الغربيين الذين يشعرون بالقلق الشديد بشأن الوضع الإنساني في إدلب: على سبيل المثال، لماذا لا تطلبون عقد اجتماعات منفصلة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في شمال شرق سورية».
وتابعت بقولها: «على وجه الخصوص، حول عواقب ما يسمّى بمكافحة داعش التنظيم الإرهابي المحظور في روسيا وعدد من الدول ؟ سوف نستمع باهتمام. والمعلومات حول هذا الموضوع، وكذلك البيانات المؤكّدة حول مقتل السوريين المسالمين نتيجة أعمال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة».
وأضافت زاخاروفا: «بالنسبة للأميركيين وشركائهم في التحالف، كان يجب عليهم أن يتحلّوا بالشجاعة وأن يتحمّلوا المسؤولية عن الجرائم المرتكبة في سورية، حيث هناك الكثير منها».
على صعيد ميداني، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن مسلحي «جبهة النصرة» يحاولون منذ أول أمس السيطرة على بلدة كفر نبودة، مؤكدة أنهم تكبدوا خسائر في الأرواح والمعدات.
وأوضحت الوزارة في بيان أن 140 مسلحاً قُتلوا، ودُمّرت دبابتان و3 راجمات للصواريخ تابعة لهم، مشيرة إلى أن الجيش السوري وبدعم من سلاح الجو الروسي يواصل التصدي للهجوم، الذي يشنه مسلحو «جبهة النصرة».
وفي السياق نفسه، قال مصدر عسكري سوري، إن الجيش السوري استقدم تعزيزات عسكرية نوعية خلال الساعات القليلة الماضية إلى جبهات القتال بريف حماة الشمالي الغربي.
وأضاف المصدر أن هذه التعزيزات تأتي مع ارتفاع وتيرة المعارك التي تشهدها جبهات ريف حماة الشمالية والشمالية الغربية، وخاصة بعد سلسلة الهجمات التي نفذتها المجموعات الإرهابية المسلحة على مواقع الجيش السوري بريف حماة.
وكانت التنظيمات الإرهابية التي يقاتلها الجيش السوري في ريف حماة الشمالي الغربي وريف إدلب الجنوبي استقدمت تعزيزات كبيرة تتضمن نحو 300 آلية ومدرعة وآلاف المسلحين، أتت من مناطق سيطرة الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا في ريف حلب الشمالي الغربي، مستغلة وقف إطلاق النار المؤقت الذي أعلنه الجيش السوري.
وشنت التنظيمات الإرهابية خلال الأيام الأخيرة هجمات معاكسة عدة على مواقع الجيش في ريف حماة الشمالي الغربي، دافعة بقوات النخبة من المقاتلين والانتحاريين الأجانب إلى خطوط المواجهة الأمامية.
وقد تمكّن الجيش السوري من إحباط جميع هذه الهجمات موقعاً في صفوف الإرهابيين مئات القتلى والجرحى، لكنه عمد مساء الأربعاء، أمام ضراوة المعارك إلى سحب وحداته من بلدة كفرنبودة وأعاد نشرها في محيط البلدة تمهيداً لشنّ هجوم معاكس يرجّح أن يستأنف معه معركة تحرير إدلب.
وكانت وسائل إعلام سورية، أفادت بأن قوات الحكومة نبّهت سكان محافظة إدلب الخاضعة غالباً لسيطرة الجماعات المسلحة ببدئها عملية عسكرية واسعة لاستعادة المنطقة.
وكشفت صحيفة «الوطن» السورية أمس، أن مروحيات تابعة للجيش تلقي بشكل مكثف قصاصات ورقية على قرى ريف إدلب، تطالب السكان المحليين بإخلائها قبل بدء «معركة تحرير إدلب الكبرى».
وجاءت هذه التطورات بعد اندلاع اشتباكات عنيفة بين القوات السورية و»جبهة النصرة» الإرهابية في محيط بلدة كفر نبودة الاستراتيجية عند الحدود الإدارية بين محافظتي إدلب وحماة، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن صدّ الجيش السوري ثلاث هجمات للمسلحين منذ صباح الثلاثاء.
وأفادت وكالة «سانا» الحكومية الرسمية بأن القوات السورية وجّهت رمايات نارية مركزة على تحركات الإرهابيين بين بلدتي الهبيط وكفر نبودة، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم وتدمير آليات وعتاد لهم، بالإضافة إلى كمية من الأسلحة والذخيرة كانت بحوزتهم.
وذكرت وسائل إعلام سورية في وقت سابق أن الجيش السوري يخوض معارك شرسة مع المسلحين في ريف حماة، ونفذ قصفاً مركزاً طال تحصينات المجموعات الإرهابية المسلحة في بلدتي كفرزيتا واللطامنة بريف حماة الشمالي.
وأظهر مقطع فيديو، مشاركة راجمات الصواريخ في استهداف مواقع وتحصينات تنظيمي «حراس الدين» و»جيش العزة» الإرهابيين، على التوازي مع استهداف المدفعية الثقيلة خطوط تحركهم في البلدتين والمزارع المحيطة بهما.
وكان الجيش السوري قد بدأ مؤخراً عملية عسكرية واسعة النطاق لتحرير ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي المتاخم لمحافظة إدلب، تمكن خلالها من استعادة عدد من البلدات والتلال الاستراتيجية، التي مهدت للسيطرة على كفر نبودة وقلعة المضيق.
إلى ذلك، اعتبر حزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا، أنه لا عيب في عقد اجتماعات بين المخابرات التركية والسورية لوقف القتال في سورية، رغم دعم أنقرة لجماعات مسلحة تقاتل القوات الحكومية السورية.
جاء ذلك رداً على تقرير نشرته إحدى وسائل الإعلام التركية أفاد بوجود اتصالات رفيعة المستوى بين ممثلين كبار لتركيا وسورية.
من جهته، أعلنت الولايات المتحدة أن الدول الحليفة لها تعهّدت بزيادة عدد قواتها في سورية في إطار عمليات التحالف الدولي ضد «داعش».
وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية، جيمس جيفري، خلال جلسة استماع في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب التابع للكونغرس الأميركي، إن حلفاء الولايات المتحدة «يكثفون عملهم» في ما يخص رفع عدد قواتهم في سورية.