لا تجوز المقارنة بين اندحار «الجيش الإسرائيلي» عام 2000 وانسحاب القوات السورية من لبنان
عمر عبد القادر غندور
لا نريد من جهتنا ان نشارك في التعليقات حول العيد الوطني للتحرير في أيار عام 2000 والتي خرج فيها العدو الصهيوني من الجنوب نتيجة العمليات البطولية للمقاومة الإسلامية، دون ان ننكر دور المقاومة في الحركة الوطنية التي قدّمت دماً وشهداء.
أما المطالبة بدمج عيد التحرير في أيار عام 2000، ومناسبة خروج الجيش السوري من لبنان في 22 تشرين الثاني 2005، فلا تصحّ شكلاً ولا مضموناً، لأنّ الجيش السوري لم يدخل الأراضي اللبنانية محتلاً، بل تلبية لطلب السلطة اللبنانية الرسمية التي عبّد موفدوها طريق بعبدا دمشق طلباً للدخول السوري لمنع تمدّد المنظمات من أعالي الجبال الى الساحل… بينما التحرير عام 2000 شكل منعطفاً تاريخياً لأول اندحار صهيوني عن أرض عربية ومن دون شرط، وهو ما عبّر عنه فخامة رئيس الجمهورية حين قال انّ ذكرى 25 أيار هي خير دليل حيّ عن إرادة الشعوب المنتصرة في النهاية في مواجهة الظلم والاحتلال، واعتبر انّ إنجاز التحرير ما كان ليتحقق لولا الروح الوطنية العالية التي تحلى بها اللبنانيون في مواجهة الطغيان والقوة العسكرية الغاشمة…
لا يجوز ان نقارن «إسرائيل» بسورية الدولة العربية الشقيقة كما سائر الدول العربية.
وتبقى «إسرائيل» بمنطق الأحداث والتاريخ مخلب القط التي أرادتها الإدارات المتعاقبة في الولايات المتحدة بديلاً للنظام الإقليمي العربي الذي يجب ان يكون مهترئاً مفككاً وتابعاً على صورة ما يسمّى جامعة الدول العربية او «جامعة العجز العربي»، وتكون «إسرائيل» دولة مركزية في «الشرق الأوسط الجديد»، معادية للثقافة العربية وللهوية القومية واستتباع الجماعات العربية المذهبية والاتنية وإلحاقها بـ «إسرائيل» كمركز قوة عسكرية واقتصادية مسيطرة، وهو ما يجري التمهيد له في قمة البحرين!
من جديد نحن لا نريد الانخراط في مواقف متباينة بين العيد الوطني للتحرير وبين ما هو غير ذلك.
لا بل نرى اعتراف الطرف الآخر بعظمة التحرير في أيار 2000 هو خطوة متقدّمة نأمل ان تتعزّز بالروحية الموضوعية، وتحكيم العقل بدلاً من التعبئة الغرائزية والمكابرة السخيفة واللغو الذي لا طائل منه…
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي