مؤتمر البحرين الخطوة الأخيرة من مأتم الاعراب فلسطين لا تباع ولا تشترى لأنّ لها شعباً يحميها
اياد موصللي
قال سعاده: «لم يتسلّط اليهود على جنوبي بلادنا ويستولوا على مدن وقرى لنا إلا بفضل يهودنا الحقيرين في ماديتهم الحقيرين في عيشهم الذليلين في عظمة الباطل.
انّ الصراع بيننا وبين اليهود لا يمكن ان يكون فقط في فلسطين بل في كلّ مكان حيث يوجد يهود قد باعوا هذا الوطن وهذه الأمة بفضة من اليهود، انّ مصيبتنا بيهودنا الداخليين أعظم من بلائنا باليهود الأجانب».
وما زال الأعراب يمارسون نفس أدوار العمالة، فبعد حرب لم يخوضوها أصبحوا سماسرة المفاوضات والتسويات وصكوك التمليك وتطويب فلسطين بشكل لليهود، لقد صنع الاستعمار من هؤلاء المشايخ والأمراء حكام دول وهمية، ليكونوا يوماً ما صوته وسوطه، وهذا هو دورهم يمارسونه بإيمان وحماسة، صدق القول الكريم: «والأعراب أشدُّ كفراً ونفاقاً».
هؤلاء الأعراب الذين أتقنوا فنون السمسرة، وإيقاظ الفتن فجالوا في كلّ الميادين وأوقدوا كلّ النيران وأطلقوا مختلف أنواع ثيران الهدم والتدمير… علم «إسرائيل» يرفرف في غرف نومهم وبَخّور معابدهم في أنوفهم وتقطر دماؤهم بسموم الحقد… انظروا الى أجسادهم التي قيل فيها: جسم البغال وأحلام العصافير… خسئوا وخسروا وانتصرت فلسطين، في خنادق المقاومة اللبنانية والفلسطينية النقية الموحّدة تحت هدف واحد، فلسطين. لا تخافوا الحرب بل خافوا الفشل…
ما تحاول إمارة البحرين ومشيخات وممالك الخليج تحقيقه اليوم هو الخطوة الأخيرة من المهمة التي أقيمت حكوماتهم من أجل تنفيذها وتحقيق ما أعلنه رئيس الولايات المتحدة الذي قال:
«بعد 52 عاماً، حان الوقت لاعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل الكاملة على هضبة الجولان التي لها أهمية استراتيجية وأمنية حيوية لدولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي!». هكذا يفعل كما فعل رعاة البقر من أجداده وسلبوا البلاد التي يقيمون فيها الآن…
وفي 14 آذار/ مارس الحالي، أسقط التقرير السنوي لحقوق الإنسان لعام 2018، الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية عن اسرائيل، صفة الاحتلال لمرتفعات الجولان السورية والضفة الغربية الفلسطينية، واستعاض عنها بعبارة «التي تسيطر عليها إسرائيل». رغم كلّ هذا الذي جرى ويجري لا زلنا نتحدث مجموعات ونحارب بالخطابات او بقذائف نرميها ونتلقى بدلاً عنها التدمير.. والقتل وتوسيع السيطرة لا لأننا عاجزون بل لكوننا متقاعسين.. «انّ فيكم قوة لو فعلت لغيّرت مجرى التاريخ».
الخليج أشبه بمحمية أميركية غربيـة بكلّ معنى الكلمة، تكفي إشارة من وزير الخارجية الاميركي ليصدر القرار والموقف.. منذ الثورة العربية الكبرى الى يومنا هذا وقياداتنا عمالة وتبعية، ومَن تمرّد سُحق، وشارك أبناء جلدته في سحقه كما حدث للعراق يوم تمكّن ان ينشئ دولة كان إيمانها «إنْ لم تكونوا احراراً من أمة حرة فحريات الأمم عار عليكم»، وما جرى للعراق يحاولون تطبيقه على سورية بأدوات عربية صرف… وأصبحنا صورة الضعف الوحيدة في العالم نتفنّن بشكل لا مثيل له في الخضوع، نركض لنيل البركة والمباهاة والظهور بالصور… وتقديم الأموال التي حرمنا شعبنا منها الى عدو متغطرس..
أهذه هي العروبة… وهل هم من نسل خير أمة أخرجت للناس؟
يوم أظهرت المقاومة في لبنان عام 2006 قوّتها وبطشت بعدو أراد إخضاعها، ظهر الكثير مما كان مخبّأ لدى أولئك الذين لقبوا بحماة الحرمين وهم لم يتحركوا في تلك الفترة إلا لحماية العدو المغتصب.
فإذا عدنا الى مجريات الأمور كما حدثت عام 2006 وتبعنا الموقف العربي الخليجي تبيّن لنا انّ ما يقومون به اليوم هو إتمام لما بدأوه قبلاً.
وزير الخارجية السعودي آنذاك سعود الفيصل اجتمع بالسفير الأميركي جايمس اوبرويتر في جدة بعد ان استدعاه من الرياض بتاريخ 30 تموز وعرض عليه النقاط التالية.
ـ «نحن نفهم المخاوف من المطالبة بوقف لإطلاق النار قد لا يصمد. ولكني أتمنى ان تطلبوا وقفاً لإطلاق النار وان تتركوا حزب الله يرفضه. عندها، سيكتشف الجميع حقيقة حزب الله، بأنه خارج عن القانون. بدلاً من ذلك، أنتم تحوّلون حزب الله الى أبطال. حزب الله يقول للبنانيين ان يصمدوا أسبوعين إضافيين وسيحقق لهم النصر الكامل».
ـ «ما يحصل الآن يقوّي حزب الله ولا يضعفه. هكذا تقول تقديرات الخسائر التي نحصل عليها من مصادر متعددة استخبارية وغير استخبارية».
ـ «نحن لا نرى ايّ فائدة للمصالح الأميركية من السياسة المتبعة حالياً. وهي بالتأكيد لا تدعم هدفنا المشترك في مواجهة التهديد الإيراني في العراق. نحن نخشى أن تكونوا تعتمدون على مستشارين لهم مصالحهم الخاصة، بدلاً من اصدقائكم الأوفياء الذين لا مصلحة لهم في هذا النزاع، ما خلا قلقنا على البلد الصغير لبنان».
ـ تأتي البلاد العربية الأخرى إلينا لترى انْ كنا نفهم السياسة الأميركية. لا يزال ملك الأردن عبدالله هنا. لا أحد منا يدرك الهدف من الموقف الحالي. لا يمكننا ان نشرح لجمهورنا ما لا نفهمه».
ـ «تكلّمت مع الرئيس مرتين أخيراً، وطالبت، باسم الملك، بإعادة تفعيل الجهود في الموضوع الفلسطيني».
ردّ السفير بأنّ الولايات المتحدة قد صدمها ايضاً قصف قانا اليوم. وشدّد على انّ وزيرة الخارجية قد عادت الى المنطقة وهي في إسرائيل اليوم، وانّ الولايات المتحدة تبحث عن وقف مستدام لإطلاق النار مدعّماً باتفاق حكومي «إسرائيلي» لبناني. قال السفير انه سينقل آراء وزير الخارجية حالاً، وسأل انْ كانت ثمة خطوات محددة يوصي بها وزير الخارجية. ردّ سعود الفيصل بأنّ وضع مزارع شبعا تحت وصاية الأمم المتحدة سيقود الى نزع سلاح حزب الله، لأنها آخر بقعة لبنانية محتلة».
انّ الدور الذي قام به ويقوم الأعراب لم يكن حميداً ولا مشكوراً… وما تقوم به اليوم البحرين هو امتداد للعلاقة الوطيدة التي كانت تربط ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة مع الموساد. كما نشر موقع «ويكيليكس» وصحيفة «الغارديان» البريطانية الخطوات التي نراها ونقرأ عنها هي إتمام لما بدأه ترامب. حيث أراد ان ينهي الوجود القومي الفلسطيني جغرافياً ثم إدارياً ثم قانونياً ودولياً ويفسح المجال أمام «إسرائيل» لتتمدّد ويتحقق لها ما أورده سفر التثنية والاشتراع، والإعداد… والتلمود.
القرار الفلسطيني الموحّد المعبّر عن نفسية شعبنا وإيمانه هو ما يترجم إرادتنا وقرارنا ويرسم طريق مستقبلنا.. لن نسمح لصوت من أصوات الخيانة العميلة ان ترسم لنا الطريق.. نقف دائماً تحت نصل سيف العز ونتلو هتافنا.
ونردّد مع الشاعر نزار قباني: «سمّيتك الجنوب»
«يا من يصلي الفجر في حقل الألغام، لا تتنتظر من عرب اليوم سوى الكلام، لا تنتظر منهم سوى رسائل الغرام.. سمّيتك الجنوب»، يا شجر الورد الذي يحترف الغناء يا ثورة الأرض التقت بثورة السماء، يا جسداً يطلع من ترابه قمح وأنبياء اسمح لنا بأن نبوس السيف بين يديك.
يا أيها السيف الذي يلمع بين التبغ والقصب. يا أيها المهر الذي يصهل في بريه الغضب، أياك ان تقرأ حرفاً من كتابات العرب، فحربهم إشاعة، وسيفهم خشب، وعشقهم خيانة، ووعدهم كذب.
إياك ان تسمع حرفاً من خطابات العرب فكلها فجور وقلة أدب، وكلها أضغاث أحلام ووصلات طرب، لا تستغيث بمأرب أو وائل، او تغلب، فليس في معاجم الأقوام قوم اسمهم عرب!
ونسجل هنا ما قاله رئيس وزراء «إسرائيل»، ديفيد بن غورديون ترديداً توراتياً: «سيأتي من نسلك ملوك ويحكمون حيث تطأ قدم الإنسان الى تلك اعطِ كلّ الارض التي تحت السماء، وسوف يحكمون كلّ الأمم حسب رغبتهم، وبعد ذلك سوف يسحبون الأرض كلها اليهم ويرثونها الى الأبد». هذا هو دستور «إسرائيل»…