من وَحيِ 25 أيار الذكرى السّنوية لعيد المقاومة والتحرير..
زاهر الخطيب
باسْمِ أُمّتِنا والمجاهدين.. إني أَرفِضْ، وأَتِّهِم:
حُكَّامَ صُلحٍ وتطبيع مع العدو الصهيوني، وحكامَ خُضوعٍ وخنوع لهيمنةِ استعمار..
كَفانا ضَياعُ المَعنيّين العرب، سنواتٍ بالمفاوضات.. فلم نَعُدْ نُطِقْ صَبراً…
حتى ضاقت بنا المفاوضاتُ والصَّفْقات.. أخطرُها وآخرها: «صَفْقةُ القرن»:
وهي تصفيةٌ شاملة للقضيّةِ الفلسطينية المركزيَّة في الصراع العربي ـ الصهيوني..
إني أرفِض، وأتّهم باسْمِ عروبةٍ أصيلة.. وباسْمِ «إسلامٍ حقيقي» عن الإمام الخميني
وإني أسَال: أيحِقُّ لرئيسٍ أو لِحاكم، لملكٍ، لأمير، أو لسلطان.. أو أيّ عَربيِّ كان.. من دين الإسلام.. أو من ديانات إيمانية، لا تجمعُنا بها عباءَةُ عروبة..
وإنما تجمعُنا بها عباءَةُ «إسلامٍ حقيقيٍّ» وجهاد.. أو من مذاهبَ عدة.. أو قوميّاتٍ شتى..
أيحِقُّ لهذا أو ذاك من أي نبعةٍ فكرويَّة كان، أن يُسعِفَ، «نازيةً صهيونية» دسَّها الاستعمار.. في قَلْب الوطن العربي.. فيما إيران «الفارسية القوميّة» تنصُرُ قضايا العرب العادلة:
أسقطتِ الشاهَ العميل، وَعَلمَ «إسرائيل».. ورَفَعَت بحقٍ عَلمَ فلسطين.. في سماء طهران..
وإلاّ فماذا يعني التآمر، اليومَ، من معظم حكام الخليج ضد إيران الثورة، لا إيران الشاه..
سوى تسهيلٍ لتمريرِ «صفقة العَصرِ أوِ القرن».. وراءها «إسرائيل» ودعم أميركا؟؟..
وماذا يعني أيضاً، في هذا الوقت بالذات.. إسعافُ صهاينة غادرين بمَرْوَحِيتْين؟
أهي مبادرة ذاتية، أهي هِزَّة وجدان أم مطلوبةٌ من أشرار؟ كي يتقدَّم مسؤولُ دولة عربية.. لإخماد حريق في فلسطين أسْموها مناطق إسرائيلية يزعُمُ زعيمُهم: أنه «صديق» وهذا كذَبٌ ورياء.
لأن نتنياهو.. ليس صادقاً وليس صَدوقاً.. بل عدو صهيوني كاذب فاسد مرتَكِبٌ مُلاحَق..
وماذا يعني أن تبُثَّ إذاعة: باسم إسرائيل بالعربية «الصديق عند الضيق.. شكراً لمصر»..
أَلا يِهزُّ ضميرَ عربيِّ: حِصارُ غَزّة.. وَقتَلُ أطفالها والأهلين.. في فلسطين؟..
لماذا لا يُسعَفُ الشعبُ العربيّ في اليمن «السعيد»؟.. أليس اليمنُ وأطفالُ اليمن في ضِيق؟ أَلا يُقتلون بالآلاف، من جوعٍ، ونارِ حديد..
أينكُم أيها المُسعفون العرب من رغبات ترامب ومن حكام الخليج ومن «شرِّ ما خلق» «إسرائيل»؟
والشغلُ شّغال ضد إيران الثورة، هل خُتِمَ على قلوبكم وعقولكم وعلى سَمْعِكُم، وأَبصارِكم بغشاوة؟
فلا تَروْن ولا تسمعون؟؟.. أينكُم من خِدعةِ ترسيمِ الحدود البريّة والبحرية بين لبنان والعدو الصهيونيّ.. بإشراف الأمم المتحدة.. ودَعمِ الإدارة الأميركية؟..
أليست هذه مناورات احتيال تندرج في سياق إلغاء حق عودة الفلسطينيين لتوطينهم.. في مخيمات لبنان، وتوَطينِهم حيث هم، أو في أي بلدٍ عربي أو غربي كان..
وهدفُ ترامب الرئيسي: تمريرُ «صفقة القرن» التي يعمل عليها مَعَ العدو الصهيوني والرجعية العربية..
ألا يُدرِكُ أيُّ ضميرٍ عربيّ: أن مِصر العروبة ستبقى عَربيّة.. ولنَ تُصبحَ عِبريّة.. لو انشقّت الأرضُ عن السماء؟؟.. فشَعبُ مصر رَفَضَ التطبيع، وجيشُ مصر بطلٌ مغوار.. مع جيش سورية في حرب تشرين، وللجنديِّ العربيّ الباسل رُدَّت الكرامة والاعتبار!!
مصرُ العروبة: إنما هي مصرُ جمال عبد الناصر.. عروبةٌ ننتمي إليها.. وينتمي النَّاصرُ ونصرالله إليها.. فهي الأمة العريقة..
وجمال عبد الناصر قائدٌ قوميٌّ عربي خالدٌ في ضمائر الأحرار، وفي وِجدان الشرفاء..
لاءاتهُ الثَّلاث: لا صُلح، لا اعتراف، لا مفاوضات، إنما هي لاءاتُ موقفِ شَجاعةٍ ووفاء..
تذكّروا يوم قدمّ النّاصِرُ استقالتّه، مُحمِّلاً نفسه مسؤوليةَ نكسةٍ غَدَرت به:
لم نَرَهْ يُبرِّرُ لتمديد.. أو يُبرِّرُ لتجديد.. إنما رأينا الملايين تزحَفُ نحوَه..
تُعيدُه، لِسُدَّةِ المسؤولية.. تهتف حِداءاتِ. نصر وناصر.. وهي عطشى لقائد مخلص أمين لقوميته العربية.. يدِكُّ عرشَ الفساد في مصر، ويؤمِّم القناة منتصراً مع شعبه في السويس على العدوان الثلاثي..
وبعد الرحيل: كانت رؤيتُه حاضرة، في المقاومة بكل تجلِّياتها وحصلت فعلاً..
وكان ما قيل فيه وعَنه غيضٌ من فيض.. ستبقى يا جمال عبد الناصر حبيب الملايين..
في وجدان الفقراء، وفي قلوب الأحرار في العالم.. ولك في ضمائرنا والأذهان كلُّ الإجلال وكلُّ المحبة وكلُّ التقدير..
ولمناسبة 25 أيار عيد المقاومة والتحرير..
أليسَ هو مناسبةٌ بهيجة لعُرسٍ وتبريك لشهادة؟؟..
تتجدّد الذكرى مع الأجيال، في كل سنة: بهجةٌ وتبريكْ..
لمن استُشهِدُ في سبيل أن نحيا بِعزٍّ.. وفخرٍ.. وإباء..
إننا باسم شعبنا وأمتنا نجدِّدُ عهدَنا للمقاومة، معهم مستمِرُّون لاستكمال تحرير أراضينا.
واستردادٍ شاملٍ لحقوقنا، وكاملٍ لسيادتِنا في وطننا العربي: بالكفاح الشعبيّ والجهاد المسلح..
بكل تجليات المقاومة الفكَّرية والسياسيَّة والثقافيَّة والدبلوماسيَّة:
على أن تكون كلُّها.. فــي خدمة الكفاح المُسلّح..
فنحن الأقوياء بالروح، وبالقوة نستِرد حقوق أمتنا المشروعة، التي سُلبت منا بالقوة والأمة قادرةٌ على النَّصر وفعلت ذلك غير مرة.. صمود 93، 96، انتصار الـ 2000 وانتصارالـ 2006، والانتصار ضد الإرهاب التكفيري.. أو ألم يَبِنْ أنهم «أوهُن مُن بيت العنكبوت»؟..
«أوَلم يُغِلق 25 أيار عام 2000 بوابة الهزائم بفتح باب زمن الانتصارات»..
«ولن يعود لبنان إلى الزَّمن الإسرائيلي.. ولن يدخلَ الزَّمن الأميركي»؟؟..
على حد قول سماحة السيد حسن نصرالله حفظة الله..
ألسنا الأقوياء جيشاً وشعباً ومقاومة والحلفاء؟..
وعلى درب استكمال تحرير الأمة إلى آخر حبة من تُراب فلسطين..
وآخر حبة، من تراب الجولان واسترداد كامل حقوقنا المشروعة التي تُقرّها شرائعُ الأرض السماء
إنيّ وباسْم من أمثل في أول أيار.. وباسمكم في 17 أيار، كان رفضٌ لاِتْفاق الذِّل والعار..
أُقِسمُ، اليومَ، مُجَدَّداً، بآخر نقطِةِ من دَمِ شهيد، في بحر دماء شهداء العروبة..
والعروبيين، ودماء المجاهدين والثوريين، في أَممِ الأرضين..
وأعلن عن رفضيَ الاعتراف بأيِّ زعيم كان، لأي أمة انْتمى..
كما أرفض أيَّ حاكم كان.. من حكام العالم أجْمعْ.. سوى.. سوى.. سوى:
سوى القادةِ والحكامِ والرؤساء الأوفياء لدماء شهداء تُرابِ الوطن والإنسان والحرية..
وهم في الوِجدان كثُرُ لا يُحصى في التاريخ عَددُهم..
أَنذكُرُ.. مع حفظ الألقاب التي يستحقون على الأرض وتحت قبة سمائنا..
على سبيل المثال لا الحصر: أَنذكُرُ حافظ الأسد.. بشار الأسد.. يوسف العظمة، انطون سعاده.. إِميل لحود.. طانيوس شاهين.. الخامنئي.. موسى الصَّدر.. محمد سعد.. ويضيقُ المجال للتَّعداد..
أَنذكُرُ لينين في التاريخ، وبوتين اليوم، إلى قائد ثورة الصين.. وكاسترو.. وغيفارا.. وشافيز.. وبوليفار مُلُهِم ثورات بلاد اللاتين.. شهداء وشاهدون أحياء في الوجدان أو أحياءٌ عند ربهم يرزقون.. ما بدّلوا تبديلاً، وَوَفقاً لقول سيد الشهداء عباس الموسوي:
«شهداؤنا عظماؤنا». أَنذكُرُ قائد الانتصارين عِماد.. وظافر ينثر دماه في تراب الشياح لفك الحصار عن تل الزعتر.. وجورج حبش، وجهاد جبريل، وسمير القنطار، وباسل..
أم نذكرُ هادي في الجبل الرفيع، شهيداً ابْنُ صاحب الشّرف الرفيع؟..
أَو «عُمر أبو ليلى» يتحولُ سكيناً «مغروزة» في بطن صهيونيّ تمساح؟..
أمْ الصبية «عهد» بقبضتها القوية تضرِبُ وجه صهيونيّ وغد، مدججٍ بالسلاح؟..
أم أطفالَ الحجارة نَذكُرْ «بهروا الدنيا حُملوا الشمسَ لنا والأَمل بعد عصورِ انكسار» وأَلم..
«وما في يدهم إلاّ الحجارة»! أَنذكُرُ سناء الحسناء الخُلُق مزروعةٌ دماءها في تراب الجنوب «دُرّةٌ في تاج البطولات».. وأمثالهم الذين أناروا دربنا وعقولنا ونفوسَ الأجيال..
فباتت عندنا الرؤيةُ «أنور».. افْرحوا عيدنا، اليوم، إنما هو الأصغر.. وعيدنا الأكبر..
سيكون يومَ تقومُ سلطةُ العدل «والذين استضعُفوا في الأرض» «أئمة» على أنقاض سلطات الظلم والطغيان وَالجَوْر.. افْرحوا وتعالَوْا بالعيد يا أبناء الأمة في المناسبة البهيجة.. نبارك ناصر.. والخُميني.. ونصرالله. نُحيي: شهيدين وشاهدَ صدقٍ ووعدٍ وعهد..
على درب النصرِ أوِ الشهادة… وإنّا باسمه تعالى.. الغالبون الظافرون…
ــــــــــــــــــــ
هامش: قول ورد فــي كلمةٍ نُشرت فــي «صـوت الشغيلة» تاريخ 28ـ1ـ1981 يوم شرَّفني الإمام آية الله العظمى بلقائه خلال العدوان العراقي على إيران الثورة…
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمين عام رابطة الشغيلة، نائب ووزير سابق