تعطّل المفاوضات حول نووي إيراني يعود إلى التركيز على عدد أجهزة الطرد المركزي

غريب أمر الصحافة الغربية، إذ تظهر يومياً بمظهر مَن لا يريد خيراً لهذا العالم. أما المناسبة، فتجدّد المفاوضات بين إيران والغرب حول ملفّ الأولى النووي، والمحاولات الحثيثة من بعض الصحافة الغربية، بزرع العراقيل أمام أي اتفاق عتيد. واليوم، والعالم على عتبة هذا الاتفاق المنشود، يطالعنا مقال لديفيد بلير، نشره في صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية، ويرى فيه أنّ تعطّل المفاوضات كل هذه المدة يعود إلى موقف واشنطن وطهران من الملف، وتركيزهما على عدد أجهزة الطرد المركزي التي يمكن لطهران الإبقاء عليها، لا إمكانية أن تصل إلى تصنيع السلاح النووي.

ويضيف أن التركيز على العدد، مثلما هو واقع بين الطرفين المتفاوضين، لا معنى له، لأن إيران لا يمكنها أن توفر وقوداً لمفاعلها النووي في بوشهر من هذه الأجهزة، لأن المفاعل ببساطة من صناعة روسية، وروسيا وحدها تحتكر نوعية الوقود الذي يعمل به.

وبينما كان الرئيس الأميركي باراك أوباما يتصل ربما بوزير خارجيته جون كيري ليستطلع كلّ جديد في ما يخصّ المحادثات مع الإيرانيين في فيينا، اتخذ قراراً، مدّد بموجبه الدور القتالي للقوات الأميركية في أفغانستان لسنة أخرى، وذلك في أمر سرّي وقّعه في الأسابيع الماضية.

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في هذا الخصوص، إنّ هذا القرار مرتبط إلى حدّ ما بتقدّم «جهاديي داعش» السريع في العراق، الذي أثار انتقادات لأوباما لسحبه القوات الأميركية من هذا البلد من دون إعداد جيش عراقيّ في المكان.

وفي ما يلي، جولة بانورامية على أبرز التقارير التي وردت في بعض الصحف البريطانية والأميركية والإسبانية والتركية، خلال اليومين الماضيين.

«دايلي تلغراف»: أجهزة الطرد المركزي الإيرانية غير قادرة على إنتاج وقود لمفاعل «بوشهر»

نشرت صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية مقالاً عن الملف النووي الإيراني وسبب تعثّر المفاوضات بين طهران والدول الغربية لسنوات. ويرى كاتب المقال، ديفيد بلير، أن تعطّل المفاوضات كل هذه المدة يعود إلى موقف واشنطن وطهران من الملف، وتركيزهما على عدد أجهزة الطرد المركزي التي يمكن لطهران الإبقاء عليها، لا إمكانية أن تصل إلى تصنيع السلاح النووي.

ويعتقد بلير أن غالبية الأجهزة التي تملكها إيران تعود تكنولوجيتها إلى الخمسينات، وهي بالتالي غير مناسبة تماماً، أما التي تحرص عليها فتلك التي صنعت في السبعينات، وهي لم تصممها وإنما اشترتها من الباكستاني، عبد القادر خان، الذي سرق تصاميمها من أوروبا.

ويضيف أن التركيز على العدد، مثلما هو واقع بين الطرفين المتفاوضين، لا معنى له، لأن إيران لا يمكنها أن توفر وقوداً لمفاعلها النووي في بوشهر من هذه الأجهزة، لأن المفاعل ببساطة من صناعة روسية، وروسيا وحدها تحتكر نوعية الوقود الذي يعمل به.

أما المطلوب من الدول الغربية، في نظر الكاتب، فيكمن في فرض الشفافية التامة وتمكين المراقبين من الاطلاع على المفاعلات السرّية، لا التركيز على أجهزة، لا تسمح لإيران بإنتاج سلاح نووي.

«نيويورك تايمز»: أوباما يعلن بقاء قوّاته في أفغانستان بسبب «داعش»

ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما مدّد الدور القتالي للقوات الأميركية في أفغانستان لسنة أخرى، في أمر سرّي وقّعه في الأسابيع الماضية.

وكان أوباما قد أعلن أنّ العمليات القتالية لحلف شمال الاطلسي بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان ستنتهي في أواخر السنة الحالية. وكان يفترض أن تتركز مهمة الحلف اعتباراً من الأول من كانون الثاني بوجود 9800 جنديّ أميركي وحوالى ثلاثة آلاف آخرين من ألمانيا وإيطاليا ودول أخرى، على دعم القوات الأفغانية في التصدي لحركة طالبان بالتزامن مع عمليات أميركية لمكافحة الإرهاب.

لكن في تغيير استراتيجيّ، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أنّ أوباما وقّع أمراً يقضي بالسماح للقوات الأميركية بمواصلة المهمات ضدّ طالبان خلال عام 2015. ويسمح الأمر الجديد بدعم جوّي من قبل الطائرات والقاذفات والطائرات المسيّرة الأميركية.

وقالت الصحيفة إنّ مستشارين مدنيين احتجّوا على تمديد المهمة في 2015 مشيرين إلى أنّ ذلك يعرّض حياة أميركيين للخطر في المعركة ضدّ طالبان، وأوصوا بالتركيز على مكافحة تنظيم «القاعدة» فقط.

إلّا أنّ مسؤولاً كبيراً أكّد للصحيفة أنّ القوات الأميركية لن تقوم بدوريات منتظمة ضدّ طالبان السنة المقبلة. وقال: «لن نستهدف مقاتلين لمجرد أنهم أعضاء في طالبان. إنّ بعض أعضاء طالبان يهدّدون بشكل مباشر الولايات المتحدة وقوات التحالف في أفغانستان، أو يقدّمون دعماً مباشراً للقاعدة، وسنتخذ الاجراءات اللازمة ليبقى الاميركيون آمنين».

وقالت الصحيفة إنّ هذا التغيير مرتبط إلى حدّ ما بتقدّم «جهاديي داعش» السريع في العراق، الذي أثار انتقادات لأوباما لسحبه القوات الأميركية من هذا البلد من دون إعداد جيش عراقيّ في المكان.

وأضافت الصحيفة إنّ الرئيس الأفغاني الجديد أشرف غني بدا أكثر انفتاحاً لقبول مهمة عسكرية أميركية أوسع، مما كان الرئيس السابق حميد كرزاي.

«إلباييس»: مقاتلو «داعش» يظهرون بوجوههم لاعتقادهم بأنّهم أصحاب الأرض

قالت صحيفة «إلباييس» الإسبانية إن ظهور مقاتلي تنظيم «داعش» بوجهوهم وهم يقطعون رؤوس ضحاياهم بالسكاكين، يعكس أنهم لا يخشون الانتقام، لأنهم يرون أنهم سكان البلاد التي يحتلونها، وتضمّ في الوقت الحالي سورية والعراق، ويعتبرونها حقاً من حقوقهم. ويعتبر محلّلو «معهد إلكانو» الإسباني أنّ ذلك رسالة للعالم بأنّ مقاتلي «داعش» أصحاب الأرض وأنهم سيعيشون فيها للأبد ولا أحد يجرؤ على الانتقام.

وقالت الصحيفة إنه، وعلى رغم أنّ تسجيلات الفيديو تُظهر أن هؤلاء المقاتلين أجانب، أي من الفرنسيين والبريطانيين والآسيويين، إلا أنّهم يعتبرون أنفسهم أصحاب تلك الأرض العربية. وقال المحلل الألماني غيدو شتاينبرغ في ندوة لـ«معهد إلكانو» الإسباني الملكي، إن الهجمات التي يقوم بها مقاتلو «داعش» هجومات انتحارية، أي تسفر عن مقتل المهاجمين، ولذلك فإنهم لا يخشون الانتقام.

ووفقاً للمحللين في «معهد إلكانو»، فإن «داعش» يتّبع أيديولوجية معينة لضمّ الشباب إليه، ومن بينهم الشباب الذين يجهلون المفهوم العميق للدين الإسلامي. ومن بين الأفكار الأيديلوجية التي يتبعها «داعش» للسيطرة على عقول هؤلاء الشباب، إطلاق اسم «دابق» على مجلته الرسمية التي يصدرها منذ أشهر، ويهتم التنظيم بهذا المكان «دابق» نظراً إلى ما يحمله من معطيات تاريخية تعكس تفكير التنظيم وأسلوبه الفكري بحسب متخصّصين في الجماعات الجهادية. إذ إن الاسم ورد ذكره في صحيح مسلم الذي قال إن هناك حديثاً للنبي محمد تناول فيه معركة فاصلة بين المسلمين وأعدائهم في ذلك الموقع، تحصل مع حلول «آخر الزمان» وظهور «الدجّال» ونزول «المسيح».

وقال المحلل شتاينبرغ: «لا يمكن لدولة أن تفعل شيئاً ضدّ مثل هذه الأيدلوجية القوية، وفي ظل الظروف الصعبة التي يعيشها العالم، فإن معظم الشباب يشعرون أنهم بلا هوية ويعتبرون أنها فرصة جيدة لإظهار هويتهم».

«أوبزرفر»: مرتزقة بريطانيون يقاتلون «داعش» في عين العرب

قالت صحيفة «أوبزرفر» البريطانية إن جنوداً بريطانيين يشاركون في القتال كـ«مرتزقة» ضد تنظيم «داعش» في سورية.

وأوضحت الصحيفة في تقرير نشرته أمس، أن جيمس هيوغيس، الجندي السابق في سلاح المشاة في الجيش البريطاني، والذي خدم في أفغانستان لمدة خمس سنوات، قبل أن يترك الخدمة العسكرية، هذه السنة على ما يبدو، واحد من بين عدد متزايد من البريطانيين الذين يقاتلون كـ«مرتزقة» ضمن وحدات حماية الشعب الكردي في سورية إذ يتصدّون لهجوم «داعش» على مدينة عين العرب شمال سورية.

ولفتت الصحيفة إلى أنه وفقاً لصفحته على موقع «فايسبوك» على شبكة الإنترنت، فإن هيوغيس، وهو من مدينة ريدينغ في مقاطعة باركشير، جنوب شرق بريطانيا، يبدو منخرطاً في القتال ضدّ «داعش» في سورية إلى جانب صديقه جيمي ريد، من قرية نيومينز، شمال مقاطعة لانكشير، شمال غرب بريطانيا، إذ التحق هيوغيس وصديقه جيمي ريد بوحدات حماية الشعب الكردي.

وأفادت «أوبزرفر» بأن شرطة العاصمة البريطانية لندن تتحرّى حالياً عن مكان فتاة بريطانية من أصول كردية، 17 سنة ، وهي من منطقة هيرنغي، شمال لندن، والتي شوهدت للمرّة الأخيرة في بلجيكا الأسبوع الماضي، ويعتقد أنها ذهبت إلى هناك من أجل التوجه إلى سورية، ومن المحتمل أن تكون أول فتاة بريطانية تلتحق بالقتال ضدّ «داعش».

وما زال رجال الشرطة يتحققون مما إذا كانت الفتاة ذهبت إلى هناك من أجل تقديم المساعدات الإنسانية، أو الالتحاق بوحدات الدفاع النسائية «YPJ» في عين العرب.

ويعتقد، بحسب الصحيفة، أن أميركياً يدعى جوردان ماتسون، هو الذي أجّر المرتزقة لحساب وحدات حماية الشعب الكردي، التي تدعمها غارات التحالف الدولي.

ويعاني ماتسون من إصابة خلال قتال سابق مع «داعش» في سورية، وقال لـ«أوبزرفر» إن هيوغيس وريد موجودان معه في سورية، داعياً الصحيفة البريطانية إلى زيارتهم هناك والالتقاء بهما.

وتلقّى ريد، قبل التحاقه بصفوف المقاتلين الأكراد، تدريباً عسكرياً خاصاً في جمهورية التشيك، بحسب الصحيفة.

ونقلت «أوبزرفر» عن ناشطين أكراد في بريطانيا قولهم إنهم على علم بالمرتزقة البريطانيين، الذين انضموا إلى جبهات القتال ضدّ تنظيم «داعش»، سواء في سورية أو في العراق.

وقدّرت مصادر كردية إن العشرات ربما غادروا بريطانيا إلى الشرق الأوسط.

وقالت وزارة الداخلية البريطانية إنها لا تملك معلومات عن عدد البريطانيين الذين يقاتلون إلى جانب الأكراد في سورية والعراق، لكن «أوبزرفر» نقلت عن خبراء لم تسمّهم، إن عدد هؤلاء يصل إلى نحو 500 بريطاني.

«تايمز»: الضربات الجوّية أوقفت زحف «داعش» نحو عين العرب

نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية مقالاً أشادت فيه بالضربات الجوّية التي يشنّها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على مواقع تنظيم «داعش».

وتقول «تايمز» إن الضربات الجوّية كانت تبدو للوهلة الأولى بلا جدوى من دون نشر قوّات برّية، لكنّ النظرة تغيّرت تماماً بعد مقتل حاكم الموصل في غارة جوّية.

وتضيف الصحيفة أن الضربات الجوّية أثبتت فعاليتها عندما تكون موجّهة بمعلومات استخباراتية دقيقة. وترى أنّ القصف الجوّي قوّض قدرات تنظيم «داعش» على التحرّك، وعلى إدارة المناطق التي يسيطر عليها.

فالضربات الجوّية التي تقودها الولايات المتحدة، بحسب «تايمز»، هي التي أوقفت تقدّم «داعش» نحو بلدة عين العرب على الحدود السورية ـ التركية، إذ فقد التنظيم 700 من مقاتليه.

ولعلّ أهمّ إنجاز حقّقته الضربات الجوية، بحسب الصحيفة، تدمير منشآت نفطية متنقّلة، كانت تدرّ على التنظيم أموالاً، وجعلته يواجه ندرة في الوقود والمال.

وتختم «تايمز» مقالها بأنّ قوّة سلاح الجوّ لا تغني على العمل السياسي، لأن التاريخ أثبت لنا أن الطائرات المقاتلة عندما تعود إلى قواعدها تترك وراءها أرضاً خصبة للعنف. وعليه، لا بدّ أن تتضمن الاستراتيجية حلولاً أوسع من إلقاء القنابل.

«واشنطن بوست»: الإسلاميون في تونس يتعلّمون الدرس الصعب في الحكم

نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية تقريراً شاملاً عن الانتخابات التونسية، وتحدثت عن الدرس الذي تعلّمه الإسلاميون فيها في الحكم.

وقالت إنه بعد سنوات من بدء «الربيع العربي»، فإن تونس هي الدولة الوحيدة التي استطاعت أن تطيح بديكتاتور وتبنّي ديمقراطية، وتوجّه التونسيون الأحد إلى مراكز الاقتراع في الجولة الثانية من الانتخابات الوطنية ليختاروا رئيسهم بعد إجراء الانتخابات البرلمانية الشهر الماضي.

إلّا أن هزيمة الإسلاميين في انتخابات البرلمان تعكس الاستياء الواضح مما أسفرت عنه الديمقراطية. فقد كان راشد الغنوشي، زعيم «حركة النهضة»، رمزاً للإسلاميين في المنطقة الذين صعدوا إلى السلطة بعد الثورات، وأملوا في إحداث تحوّل في بلدانهم التي يحكمها مستبدّون علمانيون، إلا أن الحكومة التونسية كافحت لاحتواء الإرهاب وإنعاش الاقتصاد والفوز على مجتمع شديد العلمانية. كما أن الاستقرار السياسي في تونس بالكاد مضمون، حسبما تقول الصحيفة.

فالمرشح الأبرز في الانتخابات الرئاسية هو الباجي قائد السبسي، عمره 87 سنة، وعمل في الحكومات السلطوية التي سبقت الثورة. وقد فاز حزبه العلماني القويّ في الانتخابات البرلمانية. وعلى رغم أن السبسي يراه كثيرون شخصية معتدلة، فإن الإسلاميين يشعرون بالقلق.

ونقلت «واشنطن بوست» عن رضوان المصمودي، الناشط التونسي الأميركي الذي كان مؤيداً للغنوشي قوله إنه يخشى لو أن السبسي فاز بالرئاسة، ستكون اللعبة قد انتهت، وسيكون النظام القديم بالأساس هو المتحكم في كل شيء. ورصدت الصحيفة صعود الإسلاميين إلى الحكم في تونس بعد الثورة، بعدما عاد الغنوشي من منفاه ليكتشف أن الحكم أصعب بكثير مما كان يتخيّله.

وقد ذكر هذا بنفسه عندما قال إن الواقع أكثر تعقيداً من أيّ نظرية. وسعى «النهضة» خلال حكمه إلى تهدئة شكوك الرأي العام إزاء الحزب الإسلامي، فشكل ائتلافاً من حزبين علمانيين صغيرين، وتعهّد بعدم فرض الحجاب أو تقييد حقوق المرأة. وفي سنته الأولى في الحكم، وصلت مبيعات البيرة في تونس إلى مستويات قياسية. إلّا أنّ التحدّي الأكبر أمامه لم يكن متمثلاً بالعلمانيين، بل إن حرية التعبير سمحت للإسلاميين المتطرّفين باللجوء إلى المساجد والدعوة إلى العنف والتعصب، وقال الغنوشي إنهم أنفسهم كانوا ضحايا السجن والحبس. ولم يكن سهلاً عليهم أن يرسلوا آخرين إلى السجن. وبعد هزيمتهم في الانتخابات البرلمانية، قضى إسلاميو تونس الأسابيع القليلة الماضية في اجتماعات لتضميد جراحهم والقلق في شأن مستقبلهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى