باسيل: ما قلته كان إيجابياً تجاه الطوائف الإسلامية لكنهم اخترعوا كلاماً افتراضياً واختلقوا مشكلة غير موجودة أساساً
أمل رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، أن «يضع اللبنانيون مصلحة لبنان فوق كل الاعتبارات لبناء البلد».
موقف باسيل جاء خلال اللقاء الشعبي الذي أقيم على مسرح مجمع الشياح، في حضور النائبين ألان عون وحكمت ديب، النائب السابق ناجي غاريوس، رئيس بلدية الشياح إدمون غاريوس وأعضاء المجلس البلدي ورؤساء بلديات وأعضاء ومناصرين في «التيار الوطني الحر».
وقال باسيل: «سنكون نموذجاً في بناء الدولة الذي يتطلب التضحية وكسر الذات احياناً. هناك اليوم تفاهم يقوم على الاعتراف بالآخر وبشرعيته التمثيلية، ويجب القيام بكل شيء للحفاظ على هذا التفاهم، ولكن على اللبنانيين ان يعوا ان الحفاظ على هذا التفاهم لا يعني الحفاظ على الفساد في لبنان. اذ لا تسوية وتهاون في موضوع ضرب الفساد، وهناك اناس عاشوا كل حياتهم محميين بالفساد وأتى هذا التفاهم لكشفهم وتعريتهم ولرفع الغطاء عنهم، وهم يريدون أن يخرّبوه وهم معروفون، وسيأتي يوم لتسميتهم».
وأضاف: «انهم يقومون بكل هذا الضجيج ويصوّرون بأن هناك طرفاً مستضعفاً او مسلوب الصلاحيات للعب على الوتر والغريزة ولافتعال قضايا ومشاكل، وهم يصورون بأن جزءاً من هذا التفاهم في موقع ضعف والحال انهم في موقع قوة لأنهم اقوياء ونحن لا نقبل الا ان يكونوا أقوياء، فبخلاف ذلك لا يكون هناك تفاهم حقيقي. نريد تفاهم الأقوياء مع بعضهم وليس تفاهم الضعفاء حتى يكون لبنان قوياً ونستمر بقوته، ولا نقبل الا ان يكون شريكنا قوياً فنحن نقوى به وهو يقوى بنا، والشراكة الحقيقة في البلد والتفاهم بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة هي من أجل كشف من يضعف البلد ومن يعمم الفساد».
وتابع: «الجديد الحاصل هو أننا دخلنا على هزهزة لكل منظومة الفساد في البلد، وأتت الجلسات الـ20 المكثفة لمجلس الوزراء لدراسة الموازنة لتكشف على الأقل للوزراء كم أن الخلل كبير. لم يكن لدينا محرمات وأنجزنا حيت تمكنا والأشياء التي لم نتمكن من إنجازها تركناها للجولة المقبلة ولن نتوقف، لقد اخترعوا ورقة باسيل وبدأوا يتحدثون عن الصلاحيات، اذا قدم وزير فكرة يصوّرونه كأنه يعتدي على الصلاحيات وكل ذلك نتيجة لإنزعاجهم من خلخلة بنيان الفساد في البلد. هناك وضع في البلد يريدون المحافظة عليه ونحن نريد بكل بساطة تغييره. ولا عقدة لدينا فنحن لسنا مستفيدين من شيء لنحافظ عليه، ونحن لا نخجل بأننا نريد ان نفكك كل هذه المنظومة المتحكمة برقاب اللبنانيين والتي أفلست الدولة واوصلت لبنان الى هذا الدرك. البعض يريد ربطها بالدستور وبالتوازنات في البلد، لأنه يريد ان يحمي فساده بطائفته وهو يصوّر كأن معركة مكافحة الفساد موجّهة للطائفة، انظروا من يلاحق من ضباط وقضاة وأنتم اكثر ما تتهامسون بذلك، ولكننا نقول لا يهم اذ بدأوا عندنا فلا غطاء على احد ولا حماية لأحد وكل ما تسمعونه هو كذب، والأيام المقبلة ستظهر بان التيار الوطني الحر وفوقه رئيس الجمهورية لا يغطي او يحمي فاسداً».
وقال: «في شهر رمضان الكريم اقام التيار حفلات رمضانية وأظهرنا فيها صورة التيار الحقيقية وذهبنا الى طرابلس والبقاع الغربي، انزعجوا لوجود أكثر من 4000 منتسب للتيار من المسلمين فيما هم يريدونه تياراً مسيحياً فقط، وما أزعجهم أكثر أننا لا نخجل ان نقول اننا ندافع عن حقوق المسيحيين عندما تمس لكننا نقول أيضاً إن المسلمين في التيار يدافعون عنها قبل المسيحيين وكذلك المسيحيون يدافعون عن حقوق المسلمين إذا مسّها احد، وهذا يزعجهم لأنهم يريدون ان يلصقوا بالتيار صفة الطائفي والمتطرف».
وأعلن باسيل انه «في كل اللقاءات التي أقمناها في المناطق لامسنا كل المواضيع التي تهم اللبنانيين من موضوع النزوح والفساد الى المناطق الاقتصادية والوضع الاقتصادي. وهذه كلها حقوق كل اللبنانيين».
وقال: «ما حصل ليس بسبب كلام قلته بل بسبب كلام افتراضي، كلام لم أقله في الإعلام. فالكلام الذي قلته كان إيجابياً تجاه الطوائف الإسلامية، ولكنهم اخترعوا جملاً عن السنية السياسية وأساتذة الجامعة اللبنانية وإقالة المدير العام للامن الداخلي والمسّ بكرامة الطائفة. وهذا كله كلام افتراضي لم يحصل وهو غير موجود، وبدأت زيارة المقامات الدينية للدفاع عن كرامة الطائفة والعمل على اختلاق مشكلة غير موجودة اساساً».
وأعلن ان «العماد عون ليس ابن المارونية السياسية ليربّينا عليها، والمارونية السياسية لن تعود ومخطئ من يعتقد أن البلد يمشي وفقاً لمارونية سياسية، او لسنية سياسية أو لشيعية سياسية. نحن أولاد الميثاقية السياسية التي تضم الجميع ولا يستقوي فيها أحد على الآخر، وكل من اعتقد في مرحلة انه يكسب لجماعته خرّب جماعته وخرب الوطن. نحن نتحدث بالميثاقية ونجاهر بها ونؤمن بها وحققنا فيها حقوقاً ورددنا كرامة وقمنا بشراكة وسنظل نقاتل من اجلها، فبالميثاقية نحمي الآخرين، ونحن ضنينون بحقوق أي مكون لبناني وستجدون التيار الوطني الحر في المقدمة كما كان لحظة استشهاد الرئيس رفيق الحريري وكما كنا في حرب تموز وكما كنا بالأمس في رئاسة الجمهورية، نحن سندافع عن حقوق الناس».
أضاف: «اما بالنسبة لمسألة مدير قوى الأمن الداخلي فلم يحدث يوماً في التيار او في خارجه او مع دولة الرئيس الحريري انني تكلمت عن تغييره، انا اعرف الناس حسناتها وسيئاتها، وطرحت مرة ان يتقدم التكتل بتشريع لتشريع شعبة المعلومات وقوننتها ولأنها موجودة ونستفيد من عملها، ولكن هذا لا يعني ان يحاول أحدهم ان يخضعنا بشيء لم نقله، وهذا لا يعني ان يمارس علينا أحد ضغطاً او تهويلاً او أعمالاً غير قانونية، ولا يحق لمدير عام قوى الأمن الداخلي ان يكون أعلى من رئيس الحكومة ويوقع رخص بناء وآبار ومرامل وكسارات، لا يمكن البقاء على هذه الممارسات وخصوصاً أن لبنان اصبح في حالة يرثى لها».
وختم باسيل: «هناك من يعتقد نفسه في الدولة أعلى من رئيس الحكومة ومن وزارة الأشغال والتنظيم المدني ووزارتي البيئة والطاقة، ويعطي رخصاً، واذا قلت له شيئاً يهدد بالاعتكاف، انظروا ما يحصل في البلد الآن من انتقائية واستنسابية واستهداف للناس، من معنا نتركه لشأنه ومن ليس معنا نقاصصه. لا احد يهددنا وهذا الأسلوب لا يمشي مع التيار الوطني الحر، وليس هناك أي شيء ليبتزونا به، انهم يفتعلون دائماً مشكلات استباقية لأهداف اخرى. وعليكم ان ترتاحوا كلما سمعتم بهذه الحملات علينا، فنحن بألف خير. وسنقوم بمشكل مع كل مَن يحاول مد يده علينا وعلى البلد وكلما تكاثروا سنكون أكثر وكلما صاروا اقوياء سنكون اقوى، نحن نريد بناء وطن لا استقواء فيه. ومن يرغب فليلاقنا الى الدولة المدنية. نحن لن نعيش على انتهاك لا روح الدستور ولا الميثاق ولا الوفاق، وسيظل التيار تيار كل اللبنانيين يطالب بحقوقهم، وخيارنا ملاقاة جميع اللبنانيين من الشياح حيث قمنا بالتفاهم الوطني الكبير لنكمل الى تفاهمات مع كل المكونات الأخرى».
وكان باسيل تفقد سد القيسماني في فالوغا.