الخامس من حزيران والأنظمة العربية والقمم الثلاث
يكتبها الياس عشّي
ما من أحد يستطيع أن يكون الخادم الأمين للكيان الصهيوني، أكثر من الأنظمة العربية الغارقة في النفط، والمتسوّلة على بوّابات العبور إلى واشنطن، والمستكينة القابعة في مربّعات رمادية، والقادرة، بما حباها الله من مواهب، على المواربة والهرب والدجل السياسي. وإلّا كيف نفسّر غياب ضمّ الجولان للكيان الصهيوني عن بيانات القمم الثلاث؟
هذه الأنظمة العربية هي التي خطّطت، وموّلت، وهيّأت الظروف لقيام الدولة العبرية، بدءاً من محادثات حسين – مكماهون وقبولها الضمني باتفاقية سايكس – بيكو ووعد بلفور، مروراً بدورها الملتبس في حرب 1948، وبتخلّيها عن اللاءات الثلاث التي صدرت عن مؤتمر القمّة في الخرطوم سنة 1967. فما إن حقّقت سورية ومصر الانتصار الأول على الكيان الصهيوني في حرب تشرين 1973 حتّى تنادت الدول الداعمة لـ «إسرائيل» إلى إسقاط اللاءات الثلاث، فهرول بعضهم إلى التفاوض مع «إسرائيل»، والاعتراف بها، مستجدين منها صلحاً مخلّعاً وكسيحاً.
واليوم تضيف الأنظمة العربية الحافلة بالعار، إلى سجلّها، عاراً آخر، يعيدك إلى الشاعر عمر أبو ريشة الذي خاطب الملوك والأمراء والرؤساء العرب الذين اجتمعوا في الرباط بعد هزيمة الخامس من حزيران 1967، قائلاً:
خافوا على العار أن يُمحى فكان لهم
على الرباط لدعم العار مؤتمر