باسيل من الحدت: على لبنان السياديّ أن يُحيّد عن الطاولة أوراقاً تُلعب ضده في موضوع النزوح واللجوء

أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، أن «على لبنان السيادي أن يُحيّد عن الطاولة الاوراق التي تلعب ضده في موضوع النزوح واللجوء ليحصن وضعه واقتصاده وليواجه كل هذه الحالات التي تهدد كيانه ووجوده»، وهذه الأمور لا يتفهمها الا الذين يعيشون حقيقة هذا الوضع ويعرفون انهم دفعوا الثمن غالياً جداً لاستقلالهم وسيادتهم، ولهذا فانهم يبعدون الامور السيئة عنهم لا سيما أن إبعادها أفضل من معالجتها بعد وقوع الواقعة».

واضاف: «يقال ان داعش انتهى، كلا لم ينته. بل له كل يوم اسم، وله اليوم مربع أمني كبير جداً في سورية محميّ بالدول الكبيرة، ليبقى الارهاب يتهددنا وليبقى موضوع النزوح ورقة سياسية تستعمل، وقد حان الوقت لاستعمالها».

وأشار باسيل في عشاء تكريمي أقامته بلدية الحدت بعد جولة في منطقة بعبدا «الى ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن «النازح يكلف المجتمع الدولي عشر مرات أقل مما يكلفه في اوروبا»، ولم يعترضه أحد. ولكن اذا قلنا أمراً كهذا فيكون غير مقبول لا سيما واننا لا نعرف ان نمارس هذا الحق السيادي على أرضنا. وعلى سبيل المثال، يحق لتركيا ان تفعل ما فعلته مع اوروبا تحت تهديد فتح الحدود، ويحق لهم ان يفعلوا ما يفعلونه ومقابل كل قرش مساعدة لنازح سوري يريدون مساعدة لهم، ولكن نحن لا يحق لنا بذلك، لاننا نرتضي على أنفسنا أموراً لا يرتضيها الغير على نفسه. وعندما تكون ابن هذا التاريخ فإنك لا تقبل بهذا الأمر، خصوصاً انك رفضت امورا ثانية، ومن غير المعقول ان تقبل بان تطبق هذه المفاهيم».

وأعلن ان «التيار الوطني الحر» سينظم في 15 الحالي مؤتمراً للبلديات، «حتى نتمكن في عملنا البلدي والشعبي من تغطية عجز الدولة في هذا المجال، والتي عجزت الى اليوم عن قصد أن تحل مشكلة النزوح، وعلى الاقل في الجزء الذي لا يتناقض مع القوانين الدولية ولا مع كرامة وأمان النازح السوري بان يعود الى أرضه، وان نحمي لبنان واللبنانيين من الأمور غير الشرعية ومن الحالات التي من غير المسموح ان تستمر هنا، ومن الاماكن التي حدثت فيها أضرار. ونذكر انه حتى في اوروبا يتم استعمال السلاح باتجاه السفن التي تنقل النازحين، وكذلك، الدول العريقة بالديموقراطية وحقوق الإنسان لا تستقبل النازحين بل تتركهم في البحر او تطردهم اذا وصلوا الى ارضها. ونحن لا نريد ان نفعل أي من أمر من هذه الامور، ولا نريد ضرب أحد، بل نود ان ننفذ قوانينا».

وقال: «الذي لم يعد نازحاً اقتصادياً، عليه ان يعود الى بلده بشروط الامان والكرامة، وهكذا نحمي اقتصادنا ونحمي اليد العاملة، واذا تضامنت البلديات كافة في هذا العمل نكون قد عالجنا قسماً كبيراً من المشكلة، وكما نقوم بالموازنة وبالسياسة الاقتصادية، نقوم عن طريق النزوح بتخليص اقتصادنا من عبء وحمل كبيرين، وهذا الكلام سنظلّ نتكلم به، ولكن الأهم أن نترجمه نحن وإياكم لاسيما أن الموازنة انتهى البحث بها».

وتساءل: «كم من الوقت سيؤجلون موضوع النزوح، وكم سنؤجل طرح ورقة سياسة. علينا ان نؤمن المتطلبات اللازمة للقانون الدولي، خصوصاً أن لبنان لم يخرج في اي مرة عن القانون الدولي، ولا عن احترام حقوق الانسان ولا عن محبته للشعب السوري وحرصه عليه. ولاننا نريد كرامة الشعب السوري نود ان يعود آمناً وكريماً الى بلده، وهكذا حافظ على كرامته وهكذا نحافظ على دولة جارة لنا بتنوعها. ولا يمكنك ان تنزع منها شعباً أصيلاً وتستبدله بإرهابيين وتحميهم وتمولهم».

وتابع: «نأمل ان نكون على مستوى التضحيات التي وضعت، وعلينا ان نفعل سياسة وطنية بالحد الأدنى مع كل ما نتعرض له ومع كل ما نواجهه بالاقتصاد والمال والفساد والتجني، وعلينا ان نتمسك بموضوع الشراكة الوطنية وأن لا نتخلى عنها تحت اي تأثير او اي تهديد، لاننا نعرف جيداً كيف نلعب لعبة التوازنات الوطنية وكيف نبقى جسر عبور بين كل الناس وكيف نحافظ على حالنا وعلى غيرنا وكيف نحمي حقوقنا وحقوق غيرنا وكيف نعيش توازننا الوطني وتوازننا الداخلي في قلب مجتمعنا، ولكن في الوقت نفسه علينا أن نتمسك باليد الثانية جيداً وبوطننا وسيادته وحريته، لأن علينا ان ننتبه من المشروع الجديد، ومن المؤكد انه يمكننا ان نواجهه كلبنانيين وحدنا من هذه الارض وننتصر عليه لأنه ليس أقوى منا وليس أقدر منا».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى