عون في مؤتمر الطاقة الاغترابيّة: لترسيخ انتماء المنتشرين إلى وطنهم الأمّ عبر إقرار قانون استعادة الجنسية ومشاركتهم في الانتخابات النيابية

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «إصراره على ترسيخ انتماء المنتشرين اللبنانيين في العالم إلى لبنان عبر إقرار قانون استعادة الجنسية، الذي دخل حيز التنفيذ منذ أكثر من عام، معيداً الحق لمن فقده»،

وهذا «وحده هو طريق الخلاص والسلام».

كلام رئيس الجمهورية جاء خلال افتتاحه، «مؤتمر الطاقة الاغترابية» بعنوان «الانتشار يفعل حول العالم في ست سنوات وبعد»، الذي عقد في مركز «البيال» في فرن الشباك، بدعوة من وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل.

وقال عون: «التطرف السائد الذي يولد الإرهاب هو عدوى فكرية، سهلت وسائل التواصل الاجتماعي انتشارها، أشعلت الحروب الداخلية والحروب المضادة في محاولة للقضاء عليها، ولكن الفكر لا يُحارَب إلا بالفكر فالسلاح يقتل إنساناً، يدمر منزلاً، يمحو مدناً، ولكنه لا يغير فكرة، بل على العكس يرسخها ويزيدها تطرفا وتعصباً».

واضاف: «هنا يأتي دور لبنان في هذا العالم، لبنان المحدود والمقيّد بالجغرافيا، لبنان الذي لا تتسع مساحته لكتابة اسمه على خريطة العالم، ولكن انتشاره يغطي الكرة الأرضية ويبلغ أضعاف المقيمين فيه».

اضاف: «لبنان هذا دوره في رسالته، وفي النموذج الذي يمكن أن يقدمه، خصوصاً بعد التجارب التي سبق أن عاشها وعلمته الكثير من العبر علمته كيف يعيش تعدديته، علمته أن الاختلاف حق، وليس سبباً للخلاف، وأن الكراهية والعصبيات والحروب لا يمكن أن تؤدي إلا إلى الخراب والانهيار. علمته أن الحوار وحده هو طريق الخلاص، طريق السلام، لعالم حدوده الإنسان. والتزاماً لهذا الدور، أطلقت مبادرة في الأمم المتحدة بترشيح لبنان ليكون مركزاً دائماً للحوار بين مختلف الحضارات والديانات والاتنيّات الى جانب إنشاء «أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار».

فالتلاقي والحوار وتقريب الناس وخصوصاً الشباب من بعضهم البعض وتعريفهم بالحضارات الأخرى، تسهّل اندماجهم الصحيح في مسيرة تقدّم الحضارة الإنسانية وتحصّن أي محاولات لاستمالتهم. وهي الوسيلة الفضلى للقضاء على الإرهاب الذي ما زال يشكل خطراً على العالم وعلى الأجيال المقبلة.

وهذا ليس فقط دور لبنان بل أيضاً دوركم، فعليكم أن تكونوا رسل التلاقي والحوار، وأن تبقوا النموذج كما أنتم اليوم، وأيضاً أن تدعموا ترشيح لبنان حيث أنتم فاعلون، وخصوصاً أن المبادرة قد لاقت ترحيباً كبيراً من العديد من الدول والهيئات الدولية التي أعربت عن استعدادها لدعمها ومواكبتها».

وقال: «لا بد من التذكير أيضا، في هذا السياق، بأنه للمرة الأولى في تاريخ الحياة الديموقراطية والبرلمانية في لبنان، شارك المنتشرون اللبنانيون في جميع أقطار العالم، ومن البلدان التي يعيشون فيها، في الانتخابات النيابية التي جرت العام الماضي. ولا شك في أن هذه الخطوة، ستفتح الأفق واسعاً أمام مشاركة فاعلة للمنتشرين اللبنانيين في الخارج، في تقرير مصير وطنهم، وخياراته السياسية، عبر تجديد الحياة الديموقراطية فيه».

واشار رئيس الجمهورية الى ان «لبنان يكافح اليوم للنهوض من أزمات مزمنة متراكمة خصوصاً في الميدان الاقتصادي، ولكنه يسلك درب التعافي، وكل جهد منكم سيساعده، من دون شك، على المضي قدما في هذه الدرب. فتذكروا، أيها الأبناء الأحباء، أن لكم هنا أرضاً، ولكم أيضا إخوة ما زالوا يبنون عليها ويكافحون من أجلها ويشقون الصخر ليزرعوها».

باسيل

كما ألقى باسيل كلمة قال فيها « لقد انجزنا الكثير ولكن المتبقي أكثر، ولا يمكن انهاؤه من دون جهودكم معنا في تحقيق التالي:

I- اللبنانية

لقد كرسنا مفهوماً لانتمائنا اللبناني هو فوق اي انتماء آخر، وقلنا إنه جيني وهو التفسير الوحيد لتشابهنا وتمايزنا معاً، لتحملنا وتأقلمنا معاً، لمرونتنا وصلابتنا معا، ولقدرتنا على الدمج والاندماج معاً، من جهة، وعلى رفض النزوح واللجوء معاً، من جهة أخرى. كلها تناقضات متكاملة لا تجدها في اي جنس بشري غير الجنس اللبناني، وهذا ما ابقانا على قيد الحياة، بروح المقاومة فينا، وهذا ما حفظ وطننا حتى الآن باللبنانية التي نعيشها، والتي لا معنى لها من دونكم الا اننا لم ننجح في تحويلها بعد الى نهج وطني يترجم سياسات وإجراءات متتابعة.

II – الجنسية:

لقد نجحنا في إقرار قانون استعادة الجنسية وفي إعطائها لمئات اللبنانيين الذين لم يتوقعوا ان يحصلوا عليها يوماً، الا اننا نحتاج اليكم كجنود للجنسية Lebanity soldiers لنتمكن من الوصول الى مئات الآلاف منهم.

نحن نطور عملنا تباعاً ووسائل الحصول على الجنسية اصبحت اربعاً، ونأمل ان تصبح خمساً بإقرار قانون يحترم مقدمة الدستور لناحية منع التوطين ويمنح الجنسية لأبناء المرأة اللبنانية المتزوجة من أجنبي.

وها نحن نطلق اليوم «دليل الجنسية» الذي يشرح الطرق الأربع، وقد انشأنا لذلك Call Center في الوزارة.

1 – استعادة الجنسية: وهي خدمة On line

على الموقع www.Lebanity.gov.lb

2 – تسجيل الولادة او الزواج في البعثات اللبنانية هذه المعاملات القنصلية بدأت تصبح الكترونية.

3 – قانون اختيار الجنسية: وهو مخصص للذين اختاروا الجنسية اللبنانية وتسجلوا ما بين الاعوام 52 – 58 وبقيت ملفاتهم مخزنة وغير منفذة. وهنا نعلمكم، اننا نبشنا من غياهب النسيان ومن دهاليز الوزارة عشرات آلاف الملفات العائدة الى آبائكم وأجدادكم وبدأنا بتنفيذها وإرسالها الى السفارات لإبلاغ المعنيين بها، ونطلب اليكم الاتصال بالـ Call Center او بسفاراتكم للاستفسار عن ورود اسمائكم.

جنسيتكم تنتظركم – لبنان ينتظركم.

4 – مرسوم التجنس الذي يمنحه رئيس الدولة بالاشتراك مع رئيس الحكومة ووزير الداخلية، وهي صلاحية تقديرية تعود اليه، نقترح، اذا سمح فخامته، ان تعطى الأولوية فيها وبشكل دوري دائم، لأولاد المرأة اللبنانية المتزوجة من أجنبي الى حين إقرار القانون، وللمنتشرين اللبنانيين الذي لا تنطبق عليهم الحالات السابقة.

أيها المنتشرون، احصلوا على جنسيتكم، يحصل لبنان على قوته.

111 – الانتخابات:

لقد شكلت التجربة الاولى نجاحا كبيرا لم يكن متوقعا، وخصوصاً لحسن سير العملية ونسبة التسجيل ونسبة المشاركة، الا ان تسجيل 90 الفاً وانتخاب 50 الفاً يبقى اقل بكثير مما نتوقعه للمرة المقبلة. وكنت قد تقدمت بعد الانتخابات بمشروع قانون يصحح أخطاء القانون الأخير لناحية الآليات المتبعة ويسهلها. تذكروا انه سيكون لكم في الانتخابات المقبلة، وللمرة الاولى بتاريخ لبنان، ستة نواب يمثلون الانتشار اللبناني بقاراته كافة – كونوا كثراً بمئات الآلاف لكي نعمل على مضاعفة هذا العدد.

IV – تسهيل معاملاتكم:

لقد جهدنا لتحسين خدمتكم في بعثاتنا وقد حان الوقت لكي اعلن لكم عن انشاء «المنصة الالكترونية»e-mofa التي بدأت بالعمل التجريبي هذا الشهر في سفارة واشنطن وستنتقل تباعاً هذه السنة لتصل الى كل البعثات، عوض أن تأتوا انتم الى بعثاتنا سنذهب نحن اليكم بخدماتنا الالكترونية. لبنان يخدمكم أينما كنتم.

V- تقوية الروابط

نحن نشعر كم تحسّن ارتباطكم بلبنان، وكم زادت أعدادكم من المشاركين والزائرين، الا اننا نريد انتماء أشمل!

وها نحن نستمر بالـ LDE ونتوسع،

وها نحن نطلق اليكم هذا الشهر دفعة من 43 ديبلوماسياً جديداً سينتشرون في كل السفارات،

وها نحن نطلق اليكم هذا الأسبوع، وللمرة الاولى في تاريخ لبنان، 20 ملحقاً اقتصادياً،

وها نحن نعين 118 قنصلاً فخرياً جديداً نضيفهم الى الـ 31 الموجودين لتصبح شبكتنا القنصلية منتشرة في 149 مدينة عالمية اضاقة الى الـ 70 بعثة والتي سنزيدها اكثر هذه السنة. ونقيم لهم دورة ديبلوماسية فاعلة خاصة بهم نهار الاثنين.

وها نحن نفعل برامج الديبلوماسية الاقتصادية، والديبلوماسية الغذائية Gastro Diplomacyوغرفة التجارة اللبنانية العالمية ICH وكل ما يلزم لتكون شبكتنا أقوى واللوبي اللبناني في العالم أفعل».

وتابع باسيل: «ايها المنتشرون، هذا المؤتمر نريده موعداً للتلاقي ولكن للإنجاز ايضاً، وقد اخترنا ان ينعقد هذه السنة تحت عنوان «الانتشار يفعل» Diaspora in action بصورة اللبناني المنتشر، صاحب الحركة الدائمة، حدوده العالم، ولبنان دائماً في قلبه.

المنتشر نريده فاعلاً داخل لبنان ايضاً. لذلك مواضيع المؤتمر هذه السنة تشمل الشراكة الفاعلة بين لبنان المقيم والمنتشر والتي لا نريدها حنينية فقط او سياحية عابرة، بل اقتصادية عابرة للقارات

لبنان الذي ينتظر الدعم الخارجي الاقتصادي يمكنه الاكتفاء بطاقات انتشاره لتفعيل الشراكة بين القطاع العام والخاص

ومَن غيركم أولى بأن يكون شريك الدولة في معمل الكهرباء ومعمل النفايات وسكك الحديد والمرافئ البحرية والمشاريع الاستثمارية الضخمة؟؟».

وقال: «من شأن مؤتمرنا في زمن اقرار الموازنة الصعبة، ان يسهم ايجاباً بنمو الاقتصاد وتفعيل التبادل التجاري بين لبنان ودول الانتشار بزيادة الصادرات اليها، وان يسهم في تشجيع الشركات الناشئة وفي مشاريع اعادة اعمار سورية والمشر، كما ننهي لقاءنا بزيارة بيت المغترب الذي شارف على الانتهاء لتنطلق نشاطاته كافة هذه السنة ونفتتح الأحد اول معرض للانتشار في متحف المغترب في البترون».

وأضاف: «ايها المنتشرون، هذه السنة نطلق الـ LDE Youth إيماناً منا بشباب لبنان ونخصهم كما فعلنا في كندا بالـStart up Village ونطلق برامج مخصصة لهم واول برنامج للسياحة السياسية PTP Program بحيث سنستضيف هذا الصيف ولمدة أسبوعين في «بيت المغترب» طلاباً لبنانيين في الخارج ليجولوا على المقار الرسمية وعلى السياسيين اللبنانيين، فيكونوا مستعدين ليؤدوا ادواراً عامة، ويشاركوا في تطوير الحياة السياسية».

وتابع: «لن نقبل وإياهم بأن يكون للقاضي سمسار، وللشرطي ثمن، وان يبقى جارور الموظف مفتوحا والا نستبدل سجل العار ببرنامج الكتروني

ولن نقبل ان تحمي الدولة المذهبية الفاسد والمرتشي والمرتكب باسم مذهبه ولن نقبل واياكم ان يكون وطننا حلم الوطن البديل لغيرنا، بل نريده ان يبقى حلمنا نحن بالعودة اليه.

فلا يحل الفلسطيني مكان ابن الجنوب،

ولا يحل السوري مكان ابن البقاع وعكار،

ولا يحل في لبنان الا ابن اللبناني المنتشر صاحب الحق الأول في وطنه الأول».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى