دعم ألماني لدور العراق المتوازن في المنطقة.. والأعرجي يرجّح استقالة عبد المهدي
بحث رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي مع وزير الخارجية الألماني ایكو ماس، تطورات الأزمة الإقليمية وتبادلا وجهات النظر حولها وموقف العراق ودول الاتحاد الأوربي منها.
ووفقا للمكتب الإعلامي لرئاسة وزراء العراق، فقد تم التأكيد على ضرورة إدامة الحوارات بين البلدين والتعاون من أجل إيجاد تفاهمات تجنب شعوب المنطقة والعالم تداعيات الأزمة.
وأشار عبد المهدي إلى ضرورة تنفيذ الاتفاقات الثنائية ووضعها موضع التنفيذ، مضيفاً أن بغداد تقف مع أي جهد يخدم استقرار المنطقة والعالم.
وقال: «نعمل لذلك ونتواصل مع دول الاتحاد الأوروبي، ونرسل الوفود والرسائل إلى طهران وواشنطن وأوروبا في هذا الشأن».
من جانبه، أكد وزير الخارجية الألماني «دعم بلاده لدور العراق المتوازن في المنطقة الذي يزداد أهمية في ظل التطورات الإقليمية والأزمة الراهنة الأميركية الإيرانية»، وفقا لبيان رئاسة الوزراء العراقية.
وأعرب الوزير الألماني عن قلق ألمانيا البالغ واهتمامها الكبير باستقرار الأوضاع في المنطقة وعزمه على زيارة طهران خلال الأيام المقبلة للتباحث حول هذا الموضوع والتأكيد للمسؤولين الإيرانيين على التزام ألمانيا وأوروبا بالاتفاق النووي ووضع أوروبا خطة حول تخفيف العقوبات والتعاملات المالية مع إيران، والتأكيد للإيرانيين أهمية الإبقاء على الاتفاق النووي.
وكان الرئيس العراقي برهم صالح أكد أن موقف بلاده ثابت تجاه أزمات المنطقة، مشيراً إلى أن ضرورة أن تعترف دول الشرق الأوسط بمصالحها المتبادلة لتفادي نزاعات جديدة.
وذكر صالح، أثناء استقباله السبت وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في بغداد، أن تأسيس النظام الإقليمي المستقر وتعزيز التكامل الدولي الإيجابي والاعتراف بالمصالح المتبادلة هو السبيل لإبعاد البلاد والمنطقة عن شبح الصراعات، مبدياً التزام العراق بمسؤولياتها في ما يتعلق بتسوية أزمات المنطقة، وفقا لمبدأ المصالح المتبادلة والمشاركة في تحقيق الأمن والسلام الإقليميين.
وتابع الرئيس العراقي، حسب بيان صدر عن مكتبه: «سنستمر في توحيد الجهود الرامية إلى اعتماد لغة الحوار البناء والابتعاد عن منطق التدخل في شؤون الدول»، مؤكداً أهمية دور ألمانيا في دعم مساعي تحقيق السلام وتخفيف حدة التوتر في المنطقة «لتنعم شعوبها بمستقبل أفضل ومزدهر».
كما تطرّق صالح إلى التعاون بين العراق وألمانيا، مشيراً إلى أهمية تعزيز هذه العلاقات والاستفادة من الفرص المتاحة لتوطيد التعاون الثنائي، خصوصاً في القطاعات الاقتصادية والصناعية.
إلى ذلك، رجّح نائب رئيس الحكومة العراقية الأسبق بهاء الأعرجي صحة الأنباء المتداولة في الآونة الأخيرة، والتي تشير لقرب استقالة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي من منصبه.
وأضاف أن «الأنباء المتداولة في الأيام القليلة الماضية حول استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، إن لم تكن حقيقية، فليست بالبعيدة».
وتابع أن «عبد المهدي يؤمن ببناء دولة المؤسسات إلا أن الشركاء السياسيين لم يمنحوه الحرية الكاملة للبدء بعملية البناء وتصحيح أخطاء المراحل السابقة وذلك بسبب المحاصصة والاستحواذ».
وأشار الأعرجي إلى أن «عبد المهدي سيبادر إلى تقديم مرشحين من قبله للدرجات الخاصة والهيئات المستقلة في حال لم تتعاون الكتل معه في إكمال التشكيلة الوزاريّة وتقديم مرشحين مهنيين أكفاء».
واعتبر أن «استقالة عبد المهدي ستكون جاهزة عند وجود أي عرقلة من أي كتلة، لكونه لا يريد أن يتحمل أخطاء الآخرين، فهو ليس من المتشبثين بالمنصب».
على صعيد آخر، أعلنت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في العراق، أن 70 من العبوات الناسفة والمخلفات الحربية غير المنفجرة لاتزال تحت الأنقاض.
وقالت الدائرة في بيان، إن ذلك «يصعب العودة الآمنة والكريمة للنازحين إلى ديارهم في المناطق المحررة من تنظيم داعش الإرهابي».
وأضافت في البيان أنه «بعد مرور أكثر من عامين على استعادة قوات الأمن العراقية المناطق التي كانت سابقاً تحت سيطرة داعش، لا تزال المخاطر المتفجرة إحدى أكبر المثبطات الرئيسية التي تحول دون عودة النازحين إلى ديارهم بأمان وكرامة».
وتعتبر الألغام والقنابل غير المنفجرة، واحدة من أكبر التحديات التي تواجه السلطات العراقية لإعادة النازحين في المناطق المحررة شمالي البلاد، خصوصاً في محافظتي نينوى وكركوك.
ووفقاً لإحصائيات وزارة الهجرة العراقية، فإن 5.5 مليون عراقي، اضطروا للنزوح من محافظات شمال وغرب البلاد، بعد أحداث يونيو 2014 التي سيطر فيها «داعش» الإرهابي على مساحات كبيرة من البلاد، وعاد منهم نحو 3.1 مليون إلى مناطقهم المحرّرة.
وأعلن العراق أواخر 2017 تحرير كامل البلاد بما فيها الموصل من «داعش»، لكن لا يزال التنظيم يحتفظ بخلايا نائمة موزعة في أرجائها.