رئيس الجمهورية بحث ورئيس الحكومة في سبل تفعيل العمل الحكومي الحريري: للعودة إلى العمل والهدوء واعتماد لغة العقل
استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، رئيس الحكومة سعد الحريري، وأجرى معه جولة أفق تناولت الأوضاع الداخلية والتطورات السياسية وسبل تفعيل العمل الحكومي بعد انتهاء مجلس الوزراء من إقرار مشروع موازنة 2019.
واستكمل الاجتماع في «تمشاية» للرئيسين عون والحريري في البهو الخارجي للقصر.
بعد اللقاء، قال الحريري في حديث للصحافيين: «اجتمعت مع فخامة الرئيس وتداولنا في بعض المواضيع، حيث كان اتفاق على منهج لتسريع عمل الحكومة وتحقيق الإنجازات، خصوصاً أننا في مرحلة اقتصادية صعبة تتطلب أن نعيد ترتيب الأمور وفقاً للنطاق نفسه الذي اشرت اليه أمس، وهذا ما يهمنا ويهم طبعاً فخامة الرئيس، والأهم هو أن نقدّم إنجازات للمواطن اللبناني. وكان رأي على ضرورة تخفيف حدة الكلام في الإعلام وإيقافه، وأتمنى على وسائل الاعلام ان تقوم بدور مساعد في هذا المجال».
اضاف: «أعلم أنه يحصل بعض التناقضات تتعلق في بعض المواضيع، إلا أن الاساس أننا أنجزنا في الحكومة موازنة تاريخية. وكان اليوم حديث جانبي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في هذا الموضوع، بهدف الإسراع في اقرار الموازنة. وتطرقنا ايضاً الى أهم المستجدات في المنطقة وما يحصل على هذا الصعيد. فكان الاجتماع إيجابياً، وسيكون العمل الحكومي أسرع وأسرع في الايام المقبلة».
ورداً على سؤال، نفى الحريري حصول خلافات في موضوع التعيينات، وقال: «لقد مرّت فترة عيد الفطر وكنا نعمل على الموازنة، وابتداء من الاسبوع المقبل سنتطرق الى هذا الموضوع وستعقد جلسة لمجلس الوزراء».
ولفت رئيس الحكومة الى أن «ما يهمّنا فخامة الرئيس وأنا والمواطن اللبناني هو النتائج. فالمواطن يريد أن يرى نتيجة لكل هذا العمل الذي نقوم به. ونحن في مرحلة دقيقة، وما قلته أمس جاء على خلفية وضع البلد، وأين نحن وماذا علينا فعله؟ فالكلام وحده لا يجلب المال ولا يحقق الإصلاحات ولا يكافح الفساد والهدر. فالأساس هو أننا عملنا جاهدين في مجلس الوزراء على تحقيق موازنة تتضمن إصلاحات عليها بعض التحفظات التي كانت واضحة في مجلس الوزراء، وفي حال تم التحفظ على بعض بنودها في مجلس النواب، فهذا أمر ديموقراطي. ولكن في الوقت نفسه ما تم الاتفاق عليه قد تم».
وعن الصلاحيات بين الرئاستين، أكد الحريري أنه «لم يتم التطرق خلال اللقاء الى هذا الموضوع»، وقال: «إن علاقتي مع فخامة الرئيس ودية، واي لقاء يجمعني به يسوده الانفراج».
أضاف: «إن المشكلة اليوم لا تكمن بالتسوية الرئاسية فقط، بل إن البلد كله كان «فلتان على بعضه» وعلينا أن نعود الى الهدوء والعمل وأن نفكّر بالعقل. فقد أنجزنا الكثير وعلينا استكمال العمل الذي كنا نقوم به بدلاً من الاختلاف».
وعن موضوع التدخلات في القضاء، اشار الحريري الى أنه «يتم البحث في هذه الامور، واليوم احتفلنا بمئوية محكمة التمييز، ولا أحد يريد بصراحة التدخل في القضاء، والإصلاح يجب أن يطال الجميع، وجميع الوزارات. فالمقاربة التي نعتمدها في الاصلاح، إن كانت في صناديق التعاضد او غيره، جاءت كي نضع ميزاناً واحداً للإصلاح ينطبق على الجميع. فلا يجب أن يكون هناك اختلاف وتفرقة بما يناله موظف في مكان ما عن غيره في مكان آخر. وفي الوقت نفسه، وبالنسبة لصندوق التعاضد في القضاء، يجب على الدولة أن تقدّم له ما يحتاجه وما يريده، لأن الدولة مجبرة على ذلك. فالاستقلالية يجب ان تمنح للقضاء بشكل كامل، ولا يجب ان تكون مبنية على زيادة الرسوم، لأن ذلك أيضاً من شأنه أن يولد في مكان ما حوافز. فكل هذه الإصلاحات عليها أن تكون متوازنة وتشمل الجميع. لقد قلت ما قلته أمس، كي يسمع الجميع، وكي تتحقق العدالة للناس، ولا تجب حماية أحد، فأنا كنت واضحاً وصريحاً في قولي إنه يجب ان تؤخذ الإجراءات بحق أي شخص، حتى لو كانت تربطني به صلة او كان ينتمي الى التيار».
وتابع: «إن اللقاء مع فخامة الرئيس كان بنّاء، ونحن في مرحلة جديدة من العمل والجدية علينا جميعاً الالتزام بها فالبلد بحاجة الى ذلك».
وعن موضوع إضراب الأساتذة في الجامعة اللبنانية، أكد الحريري ان «ما يحصل من قبل الأساتذة هو غير مقبول، فهم لا يملكون الحق بالإضراب. وعلى الشعب اللبناني أن يرى كيف يتصرّف هؤلاء الاساتذة، فالحق على الجامعة اللبنانية إذ إن الحكومة أكدت أننا نعاني من وضع اقتصادي لا يسمح لنا بأن نصرف المزيد من الاموال. علماً أن الموازنة لم تطل الاساتذة والتظاهر الذي يقومون به هو معيب بحقهم، فلماذا يحرمون أكثر من 100 الف طالب لبناني من الذهاب الى الجامعة؟».