معرض «تشكيلات فنّية» لرسّامين شبّان
كتبت ياسمين كروم من اللاذقية ـ سانا : سبعة عشر شاباً وشابة من الفنانين التشكيليين، بعضهم يخوض تجربته التشكيلية للمرة الأولى، وبعضهم الآخر في طريق الاحتراف، اجتمعوا لعرض لوحاتهم الفنية المتنوعة التي شكلت حواراً شبابياً من نوع خاص تتلاقى فيه الأفكار والطروحات في معرض «تشكيلات فنية» الذي أقيم في مقهى «آبي رود آرت كافيه».
تنوعت التقنيات المستخدمة في رسم اللوحات المعروضة بين الزيت على القماش والأحبار على الورق، وهي تقنيات غلبت على قسم كبير من الأعمال الفنية. كما سجل الكاريكاتور حضوراً لافتاً، بالإضافة إلى أعمال صممت بتقنية الطباعة الحجرية والديكور الفني.
يقول الفنان التشكيلي سالم سلمان منسق المعرض: «إن فكرة معرض تشكيلات فنية الأساسية تعتمد على اتاحة المجال للشباب غير المحترفين في الساحة التشكيلية، لتكون لهم مساحة خاصة لعرض تجاربهم، فالمعرض هو عامة تجربة فنية تركت فيها حرية الاختيار والتعبير للمشاركين كي ينتقوا مواضيعهم ومقاس لوحاتهم على النحو الذي يريدونه». «المعرض هو توليفة خاصة أو حوارية فنية لمجموعة شبّان من عدد من المحافظات السورية الذين قدموا إلى اللاذقية للمشاركة في المعرض وتبادل الاطلاع على تجاربهم»، مشيرا إلى أنه أعلن عن المعرض عبر مواقع التواصل الاجتماعي وحُدّدت الشروط لاختيار الأعمال.
تخلّلت المعرض معزوفات موسيقية قدمتها فرقة «فايب» التي تضم أساتذة موسيقى وموسيقيين محترفين، علماً أنّها أضحت عنصراً أساسياً من عناصر معارض الشباب التي يقيمها مقهى «آبي رود» ويؤكد سلمان أن الهدف من التنويع بين الرسم والموسيقى تقديم شيء مختلف يحمل روحاً شبابية في صيغة فنية حديثة، فكل من المشاركين يملك خلفية ثقافية وتراثية خاصة بالمنطقة السورية التي قدم منها، لافتاً إلى أن المعرض يعتمد كثيراً على التراث التشكيلي السوري الحديث، ما يخلق واقعاً فنياً بديلاً يحاول السير في طريق الاستمرارية وإقامة المزيد من المعارض القادمة.
أحد أصغر الفنانين المشاركين، الفنان الشاب أشرف راهب 21 عاماً الذي يتمتع بتجربة فنية واسعة من خلال المشاركة في عدد من المعارض العربية والدولية بين بيروت ودبي ولندن، ويرى أن وجوده ضمن هذه المجموعة من الفنانين الشباب يمدّه بالمزيد من الخبرة ويساعده في اكتشاف العوالم الفنية، فالجميع في المعرض يتكامل. ولفت إلى أن مشاركته اقتصرت على لوحة فنية واحدة تعرض للمرة الأولى وتصوّر جسد امرأة رسمت بتقنية الأحبار بشكل أساسي، إضافة إلى تقنيات أخرى ثانوية. وتندرج هذه اللوحة ضمن مشروع فني يعمل عليه راهناً.
أما الفنان محمد أبو عجيب، خريج كلية الفنون الجميلة من جامعة دمشق، فيشير إلى أن وجود مجموعة من الشبّان، قسم منهم يدرس ضمن كلية الفنون الجميلة في جامعة تشرين التي تعتبر حديثة العهد نسبياً، هو أمر مفيد للتعرف إلى لمساتهم الفنية وخلفيتهم الأكاديمية. ويقول: «أمر جيد الابتعاد عن تركز معارض الفنون في دمشق وإقامتها في محافظات أخرى تتمتع بالانفتاح الفني والثقافي مثل محافظة اللاذقية»، موضحاً «أنه اتى مع ثلاثة من أصدقائه الفنانين من دمشق ليعيش جو منافسة جديداً، وشارك في المعرض بعملين أحدهما بورتريه بأسلوب التعبيرية الألمانية، مؤكداً أنه سيكرر هذه المشاركة لأنها فرصة مناسبة لتلاقي السوريين ضمن حدث فني ثقافي مشترك يجمعهم على الحب والسلام.
من ناحيتها، لفتت الفنانة ندى ابراهيم إلى مشاركتها في المعرض بعمل فني واحد يحمل اسم «الخلاص» وتعتبره أفضل أعمالها حتى الآن ويضم أفكاراً إنسانية حقيقية تمثل تجربتها الشخصية في الوصول إلى الصفاء الذهني، مشيرة إلى أنها تعرفت في المعرض إلى مجموعة شبابية متميزة بعضهم يشبه خطها الفني كما أن الجو العام الذي ساد المعرض كان أفضل مما توقعته، سواء لناحية الإقبال الجماهيري أو توزيع اللوحات ضمن صالة العرض.
إلى روزالي طربيه متحدثة عن لوحاتها الثلاث في المعرض، لافتة إلى أنها تجربتها الجماعية الأولى، موضحة أن تنوع الألوان في اللوحات والجرأة في اختيارها ولد لديها أفكاراً جديدة للوحات مقبلة تعتمد على تعدد الألوان، علماً أن خطها الفني الراهن يركز على التضاد بين الأبيض والأسود إلى حدٍ بعيد.