معركة إدلب وترسيم الدور التركي
ـ لم يعد ممكناً أن يعتقد أحد بجهل القيادة التركية باستحالة الاحتفاظ بأيّ بقعة من الأراضي السورية واعتبارها مكسباً دائماً، فالمتغيّرات التي حدثت منذ حسم الجيش السوري لمعارك الغوطة وجنوب سورية صار مشروع الدولة السورية باستعادة الجغرافيا السورية كاملة موضع تسليم دولي وإقليمي وما يعترضه من تطلعات وطلبات تفاوضية تتصل بمصالح الأطراف المانعة.
ـ الأميركيون يريدون اطمئناناً لمستقبل الأمن الإسرائيلي ويقترحون مبادلة وجود إيران وقوى المقاومة بانسحابهم من سورية وإنهاء الكانتون الذي سمحوا للجماعات الكردية التي يرعونها بإقامته في منطقة شرق نهر الفرات.
ـ الأتراك يدركون أنّ البقاء في أيّ بقعة من سورية مهما طال فهو مؤقت طالما انّ قيامة الدولة السورية لم تعد موضوع بحث او جدل يراهنون على استثمار التعقيد في الموقع الأميركي وبقاء الكانتون الانفصالي في سرق سورية كذريعة لبقائهم أطول مدة ممكنة بذريعة أمنهم القومي أمام ما يسمّونه بالخطر الكردي.
ـ الرهان التركي على جبهة النصرة في إدلب ليس مخفيا منذ معركة حلب والإسناد التركي المباشر للنصرة ومشروع التسوية الذي اقترحوه بتسليمها الإدارة المدنية مقابل سحب المسلحين وفي إدلب تضع تركيا ثقلها كي تصمد جبهة النصرة وتراهن على ابتزاز روسيا بخطر تصادم تركي روسي يصيب علاقة الطرفين بالأذى.
ـ صبرت سورية كثيراً وفتحت المجال للحليف الروسي ليأخذ وقته فبذلت روسيا جهوداً ووقتاً لتفادي اللحظة الحاسمة مع تركيا وهي تدرك المصالح المشتركة لكنها حسمت أمرها بالقول إنّ قضية بقاء جبهة النصرة في إدلب باتت قضية أمن قومي روسي وأنّ تركيا أخذت أكثر من الوقت الكافي لحسم الملف وفشلت وستتولى روسيا مع سورية حسمه والمطلوب من الأتراك التنحي من الطريق.
ـ حسم تدريجي في إدلب باتت طريقه مفتوحة يتأقلم معه ترسيم حدود جديدة للدور التركي.
التعليق السياسي