أحزاب طرابلس: قوة محور المقاومة تتضاعف وتزداد صلابة
نبّه لقاء الأحزاب والقوى الوطنية في طرابلس إلى إمكان وجود مخطط إرهابي يستهدف طرابلس واستغرب رفض «هيئة العلماء» محاضرة ثقافية في طرابلس والدعوة إلى الاعتصام أمام المكان الذي كانت ستقام فيه بهدف منعها. وشدّد على «أن انتقال إيران من مرحلة الصمود إلى مرحلة المواجهة ورفض أيّ حوار مع واشنطن قبل التراجع عن العقوبات يؤكد صلابة وقوة الموقف الإيراني وثقتها بأنّ الحرب، في حال وقوعها، ستشكل هزيمة مدوية لواشنطن وحلفائها»، مؤكداً تضاعف قوة محور المقاومة التي تزداد صلابة.
جاء ذلك في بيان للقاء بعد اجتماعه الدوري في مكتب منفذية الحزب السوري القومي الاجتماعي في الجميزات، وتداول خلاله المجتمعون في المستجدات على الساحتين المحلية – العربية والإقليمية – الدولية وانعكاساتها على الوضع الداخلي للبلاد في ظلّ الوضع المتوتر الناجم عن خطورة الأزمة الاقتصادية وانعكاساتها على كامل المنطقة.
وتوقف الحضور «أمام اكتشاف جسم غريب في ساحة النور وتفجيره من قبل القوى الأمنية والذي يأتي بعد حادث الإرهابي المبسوط الذي تسبّب بسقوط شهداء من الجيش والقوى الأمنية، الأمر الذي يوحي بإمكان وجود مخطط إرهابي يستهدف طرابلس» ودعوا «إلى تسريع التحقيق لكشف ملابسات ما يحدث وعدم إبقاء الغموض السائد اليوم الذي يفسح المجال لاجتهادات وتفسيرات لا تخدم المساعي الرامية إلى استعادة عاصمة الشمال حيويتها».
واستغربوا «ما ورد في بيان هيئة العلماء من رفض لمحاضرة ثقافية في طرابلس والدعوة إلى الاعتصام أمام المكان الذي كانت ستقام فيه بهدف منعها، الأمر الذي يوحي بأنّ البعض يريد فرض حالة من التوتر كانت سائدة في الماضي والتضييق على إمكانية الانفتاح الفكري والثقافي وصولاً إلى تغذية العصبيات الطائفية والمذهبية التي تلغي دور عاصمة الشمال المعروفة بانفتاحها على الآخر باعتبارها مدينة المحبة والتسامح». وشدّدوا «على رفض اعتماد سياسة ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين في التعامل ودعوا إلى الاعتدال وقبول الآخر وصولاً إلى وحدة وطنية جامعة».
وتوقفوا «أمام المناخ السائد في مناقشة الموازنة العامة للدولة التي لا توحي بإمكانية بلورة سياسة مالية اقتصادية تنقذ البلاد من الأزمة الخانقة التي تعيشها وتنصف كلّ مكونات الوطن وتحديداً الطبقات الفقيرة عبر تشجيع الاقتصاد المنتج الذي يقدّم قيمة مضافة للاقتصاد الوطني كبديل للاقتصاد الريعي الذي يجذّر الانهيار الاقتصادي» وحذروا «من مخاطر الاستمرار في سياسة التردّد وتأجيل اتخاذ قرارات حاسمة تشكل المدخل لإنقاذ الوطن من الانهيار».
وتابع الحضور «محاولات تسريع ترسيم الحدود البرية والبحرية والضغوط الأميركية لبلورة حلول تخدم الكيان الصهيوني على حساب المصلحة الوطنية اللبنانية» وثمّنوا «الموقف اللبناني الموحد من المفاوضات الرامي إلى عدم التفريط بالحقوق الوطنية المشروعة».
وثمّنوا «الموقف الموحد لمكونات الشعب الفلسطيني الرافض لصفقة القرن والإصرار على مقاطعة مؤتمر المنامة واعتبار من يحضره خائناً لقضية فلسطين ومفرّطاً بحق شعبها المصرّ على العودة إلى دياره ورفض كلّ محاولات التوطين والتجنيس»، آملين «أن يشكل هذا الموقف الموحد المدخل لبلورة وحدة وطنية فلسطينية ترفض حالة الانقسام التي لا يستفيد منها إلا الكيان الصهيوني وحماته وأدواتهم في المنطقة».
وتوقفوا «أمام المحاولات الرامية لإطفاء فتيل الحرب بعد تصعيد العقوبات الأميركية ضدّ إيران وما رافقها من محاولات وساطة من أكثر من طرف وتصعيد من أطراف أخرى ترافقت مع سلسلة من الأحداث الغامضة غايتها إلصاق تهمة التصعيد بإيران وصولاً إلى إشعال فتيل الحرب التي يبدو انّ واشنطن غير راغبة بخوضها نظراً لكلفتها الكبيرة وانعكاساتها السلبية على حلفائها وفي مقدمهم الكيان الصهيوني ودول الخليج».
واعتبروا «أنّ اتهام ايران بالعدوان يهدف الى ابتزاز دول الخليج للحصول على المزيد من الأموال منهم بالإضافة إلى عقد صفقات أسلحة جديدة معهم»، مشدّدين على «أنّ انتقال إيران من مرحلة الصمود إلى مرحلة المواجهة ورفض أيّ حوار مع واشنطن في الظروف الحالية قبل التراجع عن العقوبات يؤكد صلابة وقوة الموقف الإيراني وثقتها بأنّ الحرب، في حال وقوعها، ستشكل هزيمة مدوية لواشنطن وحلفائها وأدواتهم لأنها ستكون شاملة ومدمّرة على الأصعدة كافة».
ورأوا «أنّ تسارع الأحداث يوحي بتغيير الموقف في أكثر من ميدان وعلى أكثر من صعيد في وقت تتضاعف فيه قوة محور المقاومة التي تزداد صلابة بالإضافة إلى ما بدأ يظهر على الشاشة من مؤشرات توحي بإمكانية بروز تهديد جدي لوحدانية القرار المالي الأميركي عبر الدولار وهذا ما بلوره لقاء قمة شنغهاي الأخير كخطوة على طريق بروز تعددية قطبية تنهي الأحادية الأميركية».
وتوقعوا «أن تشكل قمة العشرين التي ستعقد نهاية الشهر في اليابان فرصة حقيقية للمشاركين فيها لعقد لقاءات متعدّدة يمكن أن تؤدّي إلى تثبيت أحد خيارين التصعيد أو التسوية ، وبانتظار تلك القمة ونتائجها ستبقي الأمور مفتوحة على أكثر من خيار ستحدّد المصالح المتناقضة لأطرافها وإمكانية الوصول إلى قواسم مشتركة تفرز»يالطا» جديدة».