انتصار معلولا على الإرهاب… إرادة الحياة
جودي يعقوب
منذ آلاف السنين وسفوح جبال القلمون تحتضن مدينة معلولا، بتاريحها وعمرانها وأديرتها وناسها. وقد واجهت كلّ أشكال الاضطهاد والتهجير في أكثر من محطة عبر التاريخ. وفي الآونة الأخيرة طالها الإرهاب الذي استهدف أهلها ودمّر الآثار فيها ودور العبادة، وحاول ضرب وحدة نسيجها الاجتماعي القائم على الوحدة.
ولكن، بإرادة الجيش السوري والقوى الحليفة، وبدماء نحو مئتي شهيد، اندحر الإرهاب وعادت معلولا الى قلب سورية، وعاد أهلها اليها.
أهل معلولا لن ينسوا ما فعلته المجموعات الإرهابية ومن وقف وراء هذه المجموعات لارتكاب عمليات القتل والتدمير والخطف. وهم يعيدون بناء ما هدّمه الإرهاب. وإرادتهم هي إرادة السوريين الذين صمدوا وكافحوا دفاعاً عن وحدة النسيج الاجتماعي.
ما ينطبق على معلولا ينطبق على باقي المناطق، وما هو مطلوب، تنظيف كلّ بلادنا من الفساد والإرهاب.
إنّ يهوذا الاسخريوطي الذي باع المسيح ما زال موجوداً في كلّ خائن، لذا ومن أجل تحقيق العدالة الإنسانية يجب أن نعمل على أن يكون مصير يهوذا هو نفس مصير كلّ خائن لشعبه ووطنه.
حتى هذه اللحظة وبسبب وجود هؤلاء ومن لفّ لفيفهم من مموّلي وداعمي الإرهاب، ما يزال الحظر قائماً على سوورية من خلال العقوبات التي فرضتها الدول الأوروبية والغربية، الذي يمنع مساعدتها من قبل أيّ هيئة دولية مما يسبّب عجزاً في عملية إعادة تأهيل وإعمار البلدة القديمة للمساعدة في عودة السكان إليها، لأنّ البلدة لا تعود إلا إذا عاد سكانها، ولأنّ بعودتهم سيكون الانتصار الحقيقي لإرادة الحياة عند كلّ السوريين.
لذا علينا اليوم أن نشرع بمبادرات وخطط لحماية الإرث الثقافي والإنساني من كلّ الجهات لأنها ليست ملك سورية فقط بل هي ملك التراث العالمي ككلّ، وأن لا نسامح من تسبب بنزيف سوريانا حتى لو كان حاملاً لجنسيتها، فالحرب الإرهابية على الشام علّمتنا أن نكون يداً واحدة ضدّ كلّ من سوّلت له نفسه العبث بأمن بلادنا واستقرارها، لأنّ سورية هي فقط للسوريين الحقيقيين.