ميركل: هناك عواقب إذا لم تلتزم إيران بالاتفاق النووي وموسكو تدعو طهران إلى عدم تعقيد الوضع وضبط النفس
دعا الكرملين جميع الأطراف إلى ضبط النفس، على خلفية الخطط الأميركية لتعزيز الوجود العسكري في الشرق الأوسط للضغط على إيران.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أمس، للصحافيين: «بالتأكيد، ندعو جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس. وبالطبع، ونفضل ألا نرى أي خطوات يمكن أن تحدث توترات إضافية في منطقة ليست هادئة بالفعل».
وأضاف بيسكوف، أن «الكرملين ينطلق من تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني في اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بيشكيك، ويرى أن طهران ستظل ملتزمة بتعهداتها بموجب الاتفاق النووي».
وأعربت الخارجية الروسية أمس، أيضاً عن قلقها من خطط الولايات المتحدة لزيادة تمركزها العسكري في الشرق الأوسط، معتبرة أن ذلك «يزيد من مخاطر الصدام في المنطقة».
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، إننا «نشهد منذ فترة زمنية طويلة المحاولات الأميركية المستمرة لزيادة الضغوط النفسية والاقتصادية والعسكرية على إيران. وأعتقد أن مثل هذه الممارسات مستفزة، ولا يمكن تقييمها إلا كنهج متعمّد يهدف إلى التمهيد لنشوب حرب».
ودعا ريابكوف، جميع الأطراف المهتمة، بما في ذلك إيران، لـ»الابتعاد عن الخطوات التي من شأنها تعقيد الوضع، وإتاحة الفرص لإيجاد حلول تسمح بإعادة تطبيق خطة العمل الشاملة للبرنامج النووي الإيراني إلى مساره المستدام».
وحول البرنامج النووي الإيراني قال إن «موسكو تدرك أن إيران أُجبرت على أفعالها بشأن الاتفاق النووي ومن الممكن التراجع عنها».
وأضاف «نتفهّم مشاعر الإحباط لدى الجانب الإيراني ونتقاسمها إلى حد كبير بسبب عدم وجود استجابة كافية لطلباته العاجلة لمراعاة مخاوف طهران بشأن سحق خطة العمل الشاملة المشتركة في ما يتعلق بالتأثير العملي لـ الصفقة النووية ».
وتابع ريابكوف، أن «إيران تفي بجميع التزاماتها، وحتى اليوم تظل من الناحية الفنية ضمن الإطار الذي حددته خطة العمل الشاملة المشتركة».
بدوره، أعلن وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان في بيان له «إرسال نحو ألف جندي أميركي إلى الشرق الأوسط لأغراض دفاعية»، استجابة لطلب القيادة المركزية وبالتشاور مع البيت الأبيض.
وشدّد شاناهان على أن «الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران»، مضيفاً أن «إرسال الجنود الإضافيين هو لضمان سلامة الأفراد العسكريين العاملين لدى الولايات المتحدة، ولحماية مصالحها القومية».
وتابع، أن «الهجمات الإيرانية الأخيرة تؤكد صحة معلومات المخابرات الموثوقة بشأن السلوك العدواني للقوات الإيرانية»، على حد تعبيره.
في السياق، قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أمس، «ألمانيا تفعل كل ما بوسعها لنزع فتيل التوترات المتصاعدة مع إيران بطريقة سلمية لكن يتعين على طهران الالتزام بالاتفاق النووي المبرم عام 2015».
وأضافت «نسعى جاهدين لأن تلتزم إيران بالاتفاق النووي وإذا لم تفعل فستكون هناك عواقب بالطبع».
من جهته، أعلن وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، أن «قرار إيران تقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي مع المجتمع الدولي رداً على إعادة العقوبات الأميركية على طهران غير مقبول بالنسبة لبرلين».
ونقلت السفارة الألمانية لدى روسيا عن ماس قوله: «منطق الأقل مقابل الأقل غير مقبول لدينا. نحن متمسّكون بالتزاماتنا وهذا ما ننتظر من إيران».
وأضاف الوزير: «الكل يقولون إنهم لا يريدون حرباً، لكن ذلك غير كافٍ. يجب أن يجهد كل واحد لخفض التصعيد».