تعلّموا من «العهد»… القدوة الحسنة
إبراهيم وزنه
إنه موسم الامتحانات في لبنان، طلاب المدارس والجامعات على موعد سنوي مع إثبات الذات، إما النجاح وإما الرسوب، نجاح باهر يقابله فشل قاهر… وعند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان.
وكما أهل العلم يخوضون امتحاناتهم في المدارس والمعاهد والجامعات، كذلك الفرق الكروية تخوض مواسمها وبطولاتها على أرض الملاعب وحتى في أروقة أنديتها، والكلّ يطمح إلى تحقيق النجاح والتنعّم بالتفوّق.
في ساحات العلم، تعلّق الشهادات، وفي الملاعب الخضراء ترفع الكؤوس، والتتويج للمستحق، لمن جدّ واجتهد.
في المدارس علامات وبطاقات تميّز وتقديرات متنوّعة وبعد الامتحان يحزن الراسبون ويفرح الناجحون، وفي الملاعب، وبعد كلّ موسم وبطولة، هناك بطل ووصيف، واختيار الأفضل ليرتدي قميص الوطن، وما مهرجان «غول» إلا ترجمة واقعية لكلّ ما أسلفناه. إنه مهرجان الحصاد ومحطة سنوية لتوزيع الجوائز وشهادات التقدير.
إذا كان نجاح الطلاب مرهون بما بذلوه من وقت للدرس أو لقاء حسن إنصاتهم وجهد مراجعاتهم للكتب والدروس خلال عامهم الدراسي، فما هو المطلوب من الأندية لتنجح وتتفوّق وتتألق مع إسدال الستارة على موسم كروي طويل؟
هنا أوجّه النداء إلى مسؤولي الأندية ولاعبي الفرق، أيّها الموزّعون على الدرجات والمحافظات من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، هذا كتاب «العهد» أمامكم، اقرأوا في صفحاته جيداً، تمعّنوا في مواسمه، راقبوا خطواته التصاعدية، ولا بأس أن تسارعوا في الانتساب إلى مدرسته، فتغرفون من معين إدارة حازمة مع عطف على اللاعبين وحسن استماع لهواجسهم قبل مطالبهم.
في العهد، الجهاز الفني سيّد المباريات وحاكم أمر التشكيلات باقتدار ومن دون مراعاة، اللاعبون بمثابة اخوة في عائلة واحدة، ممنوع تجاوز الخطوط الحمر والشعار المرفوع على الدوام «وجعلنا من القصاص حياة».
ماذا بعد؟ ألم تلحظوا أنّ جماهير «الأصفر» في ازدياد؟ اعلموا أنّ الإنجازات هي السبيل الأول إلى مضاعفة أرقام المواكبين والمحبّين، وخلف كلّ ذلك، مواكبة إعلامية مسؤولة متسلّحة بتعامل احترافي مع الأحداث والوسائل الإعلامية. في العهد الكلّ في خدمة الكلّ أما الإنجازات فهي ملك الجميع.
يدرك الداخل إلى حرم ملعب العهد سريعاً أنّ الأمور على ما هي عليه، فلا تمثيل ولا محاباة، وحسن الاستقبال وصدق اللسان عنوانان رئيسيان في كلّ الاتجاهات، ومع كلّ الموجودين. إنه زمن العهد الذي سيطر على منصّات التتويج في معظم البطولات الرسمية المحلية، وقد أنسانا الأسماء الرنّانة، وحده اليوم يستحق أن يمثّل لبنان في المحافل الكروية.
تحية إكبار وتقدير للعهد والقيّمين على مسيرته، على أمل أن يحرز «العهد القوي» لقب كأس الاتحاد الآسيوي، وما ذلك ببعيد، بل نراه قريباً وفي المتناول.
«قولوا الله يا رجال».