المذيع الشعبي والمؤمن حزبياً في كل الظروف الرفيق سليمان سلامة ابو داوود
عندما التحقتُ بمديرية المصيطبة، بعد ان كنت انتميتُ اواخر 1956 في منفذية الطلبة الثانويين، كان الرفيق سليمان الياس 1 من اوائل الرفقاء الذين عرفتهم، الى جانب الرفقاء: سيمون بهنا، ابراهيم صندقلي، عادل جمال، رامز سري الدين، رفيق وتوفيق ابو عجرم، حسين وحسن الزين، عبد الرحمن النويري، اميل ابو رزق، جورج ديراني، ملكي جتي، ثم تباعاً الياس عوض، ايلي حلاق، محمود شبارو، كابي وسامي برباري، ادوار رزق بقاعي، وغيرهم ممن ذكرتهم في نبذات سابقة وسأذكرهم تفصيلاً عندما اكتب عن الحزب في المصيطبة.
كان الرفيق سليمان عصامياً، امتلك موهبة الاذاعة الشعبية، مما جعله على تماس جيد مع محيطه مقيماً مع الاهالي علاقات ود واحترام خاصة عندما امتلك مقهى في شا رع المزرعة، محيط ثكنة الحلو.
بفضله انتمى الرفيق فريد قومي 2 وهو ساهم مع الرفيق رامز سري الدين في وضع اللمسات الاولى لانتماء الرفيق طوني نصر قبل ان يحضر الى منزلنا العائلي لحلقات اذاعية ادت الى انتمائه، فالى تفانيه الحزبي المستمر.
ومضت سنوات لاتعرف، وقد ارتبطتُ بالزواج مع الرفيقة اخلاص حردان، ان الرفيق سليمان هو ابن عمتها الفاضلة اولغا 3 فتتعمق علاقتي به، ثم تزداد عندما وضعنا اليد على شقة خالية في شارع بشير جنبلاط تحوّلت الى مكتب حزبي في سنوات الحرب اللبنانية، وكان منزل الرفيق سليمان يقع في مواجهة المكتب، فكان له الاثر الايجابي على صعيد الجيران واهل الحي، كذلك بالنسبة لعقيلته السيدة ماري، التي بفضل علاقاتها وحسن تعاطيها كانت «المذياع» المتجول والعين الساهرة، فكانت تنقل إلينا، وخاصة الى الرفيق ايلي سعادة 4 الكثير من الملاحظات والمعلومات المفيدة وتنبهنا الى اي خطأ قد يقع فيه الرفقاء الذين كانوا يتواجدون في المكتب.
تميّز الرفيق سليمان بعلاقاته الجيدة مع محيطه، على اختلاف التنوع الطائفي والمذهبي والسياسي، فلم يُعرف عنه انه اقام علاقات سلبية مع احد، انما كان المصلح والعامل على درء اي خلاف قد يقع.
كل محيطه كان يعرف هويته الحزبية التي لم يخفها على احد، حتى على افراد الفرقة 16 في «ثكنة الحلو»، انما لا احد كان خصماً له او تعاطى معه بغير اواصر الود والمحبة.
«ابو داوود» يكفي ان تلفظ اسمه حتى يعرف المستمع انك تقصد صاحب المقهى، الدمث، الذكي في التعاطي الشعبي، والقومي الاجتماعي في سلوكيته وفي علاقته مع محيطه.
في تاريخ مديرية المصيطبة سيبقى الرفيق سليمان الياس حاضراً الى جانب العديد من الرفقاء الذين خسرناهم تباعاً، والذين بفضلهم اسست المديرية واقعاً متقدماً ومتيناً ما زال حتى اليوم، يقول لجميع الاهالي: ها نحن القوميون الاجتماعيون، وسنستمر.
هوامش:
1 – سليمان الياس: عُرف الرفيق سليمان سلامة في سجلاىت مديرية المصيطبة باسم سليمان الياس.
2 – فريد قومي: بعد انتمائه ونشاطه لسنوات، غادر الى المانيا، وبقي فيها لسنوات. ثم عاد مستقراً في المصيطبة الى ان وافاه الاجل.
3 – اولغا حردان: شقيقة الرفيق حليم والامين نواف حردان. اقترنت من المربي الاستاذ يعقوب سلامة، وانجبت منه سليمان، ثم بالسيد فريد قاصوف الذي خسرناه منذ فترة قصيرة وانجبت منه الرفقاء: ايلي، منى، عدنان، رمزي ودعد، وجميعهم باستثناء الرفيقة منى، غادروا الى كندا وما زالوا مقيمين فيها.
ا4 – يلي سعادة: كان من بين الرفقاء الذين استقرّوا الى جانب منزليّ الامين هنري حاماتي والرفيق علي حمزة في منطقة الاونسكو، وكان نشط جيداً في مديرية المصيطبة وعُرف عنه سهره ليلاً للمراقبة في تلك الاشهر الصعبة من الحرب اللبنانية. هو حالياً من اكثر الرفقاء تعمقاً ومعرفة بكتابات سعاده، وكان له الباع الاكبر في جمع الاعمال الكاملة لسعاده التي صدرت عن مؤسسة سعاده للثقافة بـ11 مجلداً