فلتسقط صفقة القرن… هذه أرضنا وهي ليست للبيع…

جودي يعقوب

نظمت الجالية الفلسطينية في روما والاتسيو أمس وقفة تضامن مع الشعب الفلسطيني وضدّ إعلان الإدارة الأميركية عن ورشة البحرين أو ما تسمّى «صفقة القرن» الذي تعقد في البحرين بحضور جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره، والتي تعتمد على جمع التبرّعات والاستثمارات من الدول المشاركة كدول الخليج الغنية والتي قد تصل إلى 50 مليار دولار.

وقوبلت هذه الصفقة التي تقوم على إجبار الفلسطينيين بالتفريط في حقوقهم وحق عودة اللاجئين وتقديم تنازلات مجحفة لصالح هذا الكيان الغاصب بالغضب من قبلهم على هذه المؤامرة التي تهدف لتصفية قضيتهم.

ورغم الاحتجاجات التي تندّد بمؤتمر المنامة التي شهدتها عدة مدن عربية، فقد توافد مسؤولون عرب وغربيون للمشاركة بهذه الورشة.

هذه اللحظة المفصلية ما هي إلا عبارة عن مجرد تزكية لصفقة اقتصادية تهدف لبيع فلسطين للصهاينة وهي لا تختلف عن غيرها من اللحظات التي التقت بها فلسطين مع محطات مختلفة عندما كان شعبها في مواجهة مباشرة مع محور الإجرام الصهيوني في حربه من أجل تحرير بلده وتقرير مصيره بنفسه.

كما قال الدكتور يوسف سلمان رئيس الجالية الفلسطينية في روما والاتسيو: جئنا اليوم كجالية فلسطينية مع أصدقائنا الإيطاليين لنتظاهر أمام السفارة الأميركية ضدّ صفقة القرن، ولنقول إننا لن نقبل بها، وإنها لن تمرّ، وسوف نعملّ بكل جهدنا من أجل إسقاطها، لأنّ هذا هو قرار الشعب الفلسطيني وكلّ الشعوب الحرة.

وأضاف: نثمّن هنا موقف الرئيس بشار الأسد والحكومة والشعب السوري لعدم موافقتهم على الحضور والمشاركة في مؤتمر البحرين التطبيعي الذي نعتبره خيانة أيضاً لأنه مهما جمع ترامب وأصدقائه وخدامه من أموال فإنها لن تغني عن فلسطين وعن الحرية والسلام للشعب الفلسطيني عبر تحقيق حقوقه الشرعية أيّ شيء، وبالتالي هذا المشروع وصفقة القرن سوف تفشل مليون بالمئة.

بدوره أوضح بسام صالح: إنّ هذه الوقفة أمام السفارة الأميركية في روما هي ضدّ ورشة المنامة التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية من كلّ النواحي.

إنّ قضيتنا هي قضية سياسية، قضية وطنية، قضية شعب، وقضية أرض حتى نعيش على أرضنا بحرية وكرامة بدون صدقة.

وما يقصد به الآن في صفقة القرن هو التسليم وضمّ الضفة الغربية بأغلب مدنها الكبيرة وأغلب أراضيها إلى الأراضي المحتلة وتحت سيطرة الاحتلال بإرادة ترامب فقط وليس بإرادة دولية بنفس الطريقة التي صرّح فيها ترامب بأنّ الجولان هي تحت سياسة الاحتلال الإسرائيلي، فهو يبيع أراضي ليست له،

وهذا يشبه وعد بلفور القديم الذي من المستحيل أن يمرق مرة أخرى لأنّ الشعب الفلسطيني من المستحيل أن يقبل بمثل هذا الشيء.

أما بالنسبة للدول التي شاركت بهذه الورشة فهم أحرار لأننا ندرك جيداً أنّ الشعوب هي صاحبة القرار في موضوع القضية الفلسطينية وليست حكوماتهم المعروفة بارتباطاتها وانتماءاتها، ومن قام بوضعها معروف أيضاً.

ولكن من يهمّنا الآن هم الشعوب الذين انتفضوا وخرجوا بتظاهرات مثل الشعب الفلسطيني الذي هو موحد اليوم في كلّ أنحاء العالم ضدّ هذه الصفقة.

آن الأوان اليوم للعالم كله أن يفهم بأنّ الشعب الفلسطيني لديه قضية سياسية وحلها يجب أن يكون حلاً سياسياً، والاقتصاد يأتي في الدرجة الثانية لأنه لا يمكن ابتزاز الشعب الفلسطيني من الناحية المادية فمهما اشتدّ الحصار علينا نقول نعم للجوع ولكن لن نركع.

في حين أكد سلامة عاشور أنّ صفقة القرن هي صفقة لئيمة تريد أن تصادر الحقوق الفلسطينية وأن تعتبر القضية الفلسطينية هي فقط قضية لاجئين أو أناس بسطاء يمكن أن يقبلوا بالمال مقابل نسيان الوطن.

أضاف: الوطن الفلسطيني عزيز على قلب كل الفلسطينيين، والمسجد الأقصى بقي مغلقاً تحت الحروب الصليبية 70 عاماً ثم حّرر، فمهما كانت غطرسة «إسرائيل» والظلم الواقع على الشعب الفلسطيني والدعم الأميركي ودعم الحكومات العميلة لأميركا التي لا يمكن أن تبقى أنظمتها قائمة لولا الدعم الأميركي لها كما يصرح بهذا ترامب.

هم الآن يشاركون في تنفيذ الخطة الصهيونية في إقامة ما يسمّى «إسرائيل الكبرى»، ونحن الشعب الفلسطيني نحب السلام ونسعى إلى السلام، هم يريدون دائماً ابتزاز الإنسان الفلسطيني في حصاره وفي تجويعه وفي قهره من أجل أن يستسلم، أما الشعب الفلسطيني لن يستسلم مهما كانت المؤامرات ومهما كانت الضغوط لأنّ الحق معه، ولأنّ الله دائماً مع الحق، فالشعب الفلسطيني سوف ينتصر بإذن الله وسوف تنتصر الإرادة الفلسطينية بدعم أحرار العالم وبمواقفهم المشرفة ضدّ الاجتماع المنعقد في البحرين الذي باء بالفشل، فهم يريدون شراء فلسطين من الفلسطينيين وهذا لم ولن يكون إنشاء الله.

وصفقة القرن التي اقترحتها وتبنّتها الإدارة الأميركية «لحل» القضية الفلسطينية والتي من المفترض أن يتمّ المصادقة عليها في أواخر شهر يونيو/ حزيران في المنامة حسب ما جاء بصحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، سيكون مصيرها الفشل ومزابل لتاريخ أو سوف تتسبب بزلزال قوي سيزعزع استقرار المنطقة بأسرها.

فهذه الوقفة أمام السفارة الأميركية في إيطاليا ماهي إلا دلالة على رفض مواقفها الانحيازية تجاه طفلها المدلل والتي تهدف من خلالها إرغام أصحاب الأرض على قبول صفقة شيطانية تتمّم وعد بلفور وتجهز على القضية الفلسطينية من أساسها.

ووفاء منا لتضحيات الشعب الفلسطيني وما قدّمه لوطنه من تضحيات، وصمود الأسرى في سجون الاحتلال وكفاحهم المستمرّ لنصرة هذه القضية من أجل التحضير لمسيرات العودة.

يجب علينا مواجهة كلّ المخططات التآمرية التي تستهدف قضية الكرامة وكلّ أشكال التطبيع مع العدو ومن ضمنها هذه الصفقة البائسة التي تهدف إلى تبخير فلسطين والانسلاخ عن هويتها القومية من خلال عقد مشاريع تهدف إلى الارتماء في أحضان الصهاينة والمتاجرة في بالقضية الفلسطينية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى