مختصر مفيد بوتين وأردوغان: عشرون عاماً
– في العام 2000 تقدم الخطوة الأولى من سلم الصعود الرئاسي كل من رجب أردوغان وفلاديمير بوتين في بلدين يعبقان بالعظمة التاريخية الإمبراطورية يحاكيان تطلعات شعبيهما نحو الأمجاد الفائتة ونحو ازدهار اقتصادي مفقود وزعامة تاريخية موعودة. ومع نهاية هذا العام تنقضي السنوات التي تحكي سيرة كل منهما.
– فلاديمير بوتين يقترب من بلوغ مرتبة النصر الكبير وقد كرّس روسيا لاعباً دولياً لا يمكن رسم معادلة بدونها وحفظ لها اقتصاداً صاعداً من سيئ إلى حسن ومن حسن إلى الأحسن وصنع صداقات ونفوذاً وتحالفات تزداد قوة ومتانة. وقد بدأ بوتين العشر الأولى بالبناء الهادئ وانتقل في العشر الثانية إلى تثبيت المكانة وخوض المواجهات وصولاً لتحقيق التفوق وتعزيز المكانة والإنجازات.
– رجب أردوغان الذي بدأ صعوداً استثنائياً في العشر الأولى دخل في العشر الثانية أزمات واضطرابات وعواصف داخلية وخارجية كانت آخر ما كتبته تراجعاً نوعياً ثابتاً في شعبيته من بوابة المدينة التي صنعت تاريخه السياسي وتاريخ حزبه، عندما بدأ منها قبل ربع قرن رئيساً لبلدية اسطنبول وجاءت خسارتها في الانتخابات الأخيرة بعد الإعادة سقوطاً مدوياً للحزب والزعيم.
– شكّلت الحرب في سورية المفصل الأهم في حياة الرجلين اللذين اصطفّ كل منهما على ضفة مختلفة من هذه الحرب. وكان يبدو في بداياتها أن أردوغان هو بطلها وأن ليس أمام بوتين إلى مراعاة خياراته ليحجز له موقعاً ولبلده دوراً من خلالها، ولكن ها هي الحرب في نهاياتها وأردوغان يقف منتحباً على الضفة الخاسرة وبوتين يقف متوجاً على ضفتها الرابحة.
– تبدّلت شعارات أردوغان من العداوات صفر مع الجيران وتعاظمت الى العثمانية الجديدة وانتهت بالتصفير عند حدود مفهوم للأمن القومي عنوانها الملف الكردي، بينما بدأت مسيرة بوتين مع شعار حماية مفهوم الدولة الوطنية المستقلة وبناء نظام علاقات دولية متوازن قادر على حمايتها ونمت سياسة بوتين معه وانتصرت به.
– في سورية سقط أردوغان ومن سورية انتصر بوتين، والخط الفاصل بينهما كان المبادئ مقابل الانتهازية والأخلاق مقابل الخداع والاصطفاف مع الحق مقابل الاصطفاف حيث تبدو المغانم.
– تحالفات بوتين راسخة وصلبة وثابتة وموثوقة وأردوغان يقف بلا حلفاء فلا هو موثوق في الناتو ولا القوى المناهضة للناتو تثق به حليفاً، رغم وهم بيضة القبان بين المحورين التي يعيشها أردوغان.
ناصر قنديل