«نانسي» بطلة المواقع الإلكترونية
قديماً، كانت «أم رعيدة» تخيف الصغار والكبار وكانت هي العنوان الأبرز لفصل الشتاء، فلمجرد أن نسمع بالعواصف الرعدية والشتاء القارس، نعرف أن السبب الأول والأخير وراء ذلك «أم رعيدة» بلا منازع. وفي ما بعد، أصبحت العواصف أمراً عادياً لا بل طبيعياً. لكننا اليوم نسمع بأسماء عواصف «على الموضة»، وهذا أمر غريب لم نعهده سابقاً.
اجتاحت موضة تسميات العواصف، من «آلِكسا» في الشتاء الماضي، إلى «ميشا» اليوم، و«نانسي»!
من هي «الآنسة نانسي؟»، هي العاصفة الجديدة التي وصلت مساء أمس ومن المتوقع أن تصل سرعة الرياح فيها إلى 80 كيلومتراً في الساعة. وتوقّعت مصلحة الأرصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني أن يتأثر الحوض الشرقي للمتوسط خلال الأيام المقبلة بمنخفض جوي، إذ تصل العاصفة «نانسي» المصحوبة بكتل هوائية باردة وعواصف رعدية وثلوج مع رياح شديدة.
وفور وصول «نانسي»، هلّل لها الناشطون الذين ما عادوا يصدّقون وهْمَ العواصف المسمّاة هذه، فمن الطبيعي أن نشهد في فصل الشتاء أمطاراً غزيرة وثلوجاً ربما تتساقط أحياناً في بيروت، وهو أمر شاهده أباؤنا سابقاً.
«شو حسّيت؟»!
يبدو أن عبارة «شو حسيت» صارت من العبارات الخاصة بالإعلامي زافين دون سواه، لكن الناشطين على «تويتر» استأذنوه لاستعارة العبارة وإطلاق «هاشتاغ» خاص بها يشمل ذلك تعليقاتهم الخاصة التي اتّخذت منحى سياسياً.
«شو حسيت» عبارة عبّر من خلالها معظم الناشطين عن شعورهم فور سماعهم بخبر استشهاد ذويهم، فكان الفخر إحساسهم الأساسيّ. أمّا البعض فاستخدموا الجملة لسؤال النوّاب عن إحساسهم فور تمديدهم لأنفسهم، ومنهم من سأل جعجع وميشال سليمان.
أحداث فرغسون يرافقها قطع للطرقات الأميركية
عمّت التظاهرات شوارع الولايات المتحدة الأميركية على إثر أحداث فرغسون. ورافق التظاهرات هذه قطع طرقات أساسية في عدد من الولايات، رافقها تدّخلات من القوى الأمنية.
فإطلاق سراح ضابط الشرطة الأبيض دارين ويلسون، الذي أطلق الرصاص على المراهق الأفريقي الأميركي مايكل براون في بروكلين، البالغ من العمر 18 سنة، وتسبب بقتله، أشعل النيران في قلوب الأميركيين الذين رفضوا العنصرية التي ناضلوا لأجل إلغائها. خصوصاً أنه وفقاً للتقرير الحديث، فإنّ عدد القتلى المراهقين والرجال الأفارقة الأميركيين يفوق عدد البِيض بنحو 21 مرة. ومنذ 9 آب ـ تاريخ مقتل مايكل براون ـ سقط 12 مراهقاً قتيلاً على يد ممثلي السلطة القانونية.
مشهد التظاهرات وقطع الطرقات كان له تعليقات خاصة على «تويتر» إذ اعتبر أحد الناشطين أن عدوى التظاهرات وإقفال الطرقات المعتمدة في لبنان أصابت اليوم الولايات المتحدة الأميركية وأثارت في قلبه الحماسة للتظاهر والتنديد بما يحصل من تمييز عنصري في الولايات المتحدة الأميركية التي تدّعي دائما الحضارة وتهتمّ بحقوق الإنسان أوّلاً وأخيراً. وهنا بعض التعليقات.
«من زمان كنّا»!
عندما نجلس مع كبار السنّ نسمع منهم كلمة «من زمان» كثيراً. فقديماً، كانت الأمور مختلفة عمّا هي اليوم لنواحٍ عدّة، إن كان من ناحية المأكل أو الملبس أو العادات أو حتى النظرة إلى عددٍ من الأمور. واليوم، ها نحن نكتشف أن «زمان» مختلف كثيراً عمّا نعيشه اليوم وعمّا سيعيشه الجيل الجديد. فإن أردنا العودة بالزمن إلى الوراء، نكتشف أموراً كثيرة مغايرة ومختلفة عن ثقافة العصر الحالي. ولأن الناشطين على «تويتر» يسعون دائماً إلى إحياء القديم، أطلقوا «هاشتاغ: من زمان كنّا» لإظهار الفرق بين الحياة التي كنا نعيشها قبل سنوات معيّنة واليوم. بعض الناشطين اعتبروا أنّ القيم قديماً كانت تشكل أسس الحياة كلّها. أما اليوم فلا قيم. وآخرون قارنوا بين الطفولة قبل عشرين سنة، والطفولة اليوم. فعندما كنّا صغاراً كنّا نفرح بأيّ لعبة مهما كانت بسيطة، أما جيل اليوم فلا يرضى بأقلّ من «آي فون 6» لممارسة هواياته من خلاله.