بوتين يؤكد أهمية القضاء على بؤر التوتر المتبقية في سورية.. والجعفري يرى أن أيّ مسار سياسي يجب أن يتضمّن إنهاء الوجود الأجنبي
أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنه من المهم القضاء على بؤر التوتر المتبقية في سورية والعمل على عودة اللاجئين وإنعاش الاقتصاد في البلاد.
وقال بوتين خلال اجتماع قادة دول «بريكس» الذي جرى على هامش «قمة العشرين» في أوساكا، أمس: «هذا يتعلق بحل الأزمات والصراعات، سواء في أفغانستان أو فنزويلا أو الشرق الأوسط أو شبه الجزيرة الكورية».
وأشار إلى أنه تم بفضل تقديم روسيا المساعدة الأكبر للحكومة السورية الشرعية في سورية، أصبح من الممكن وقف إراقة الدماء على نطاق واسع .
وأضاف بوتين: «في المرحلة الحالية من المهم القضاء على البؤر المتبقية من التوتر، ومواصلة مساعدة السلطات السورية في إيصال الإمدادات الإنسانية واستعادة الاقتصاد المدمّر والبنية التحتية وعودة اللاجئين». وتابع: «يجب أن نعمل من أجل تحقيق الاستقرار في سورية».
إلى ذلك، أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، الدكتور بشار الجعفري، بأن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، «حاول إحياء أوهام السلطنة العثمانية وأطماع استعمارية غابرة أفلتت ولن تعود».
وقال الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن حول الوضع في سورية، الخميس، إن «محاولات تكريس الاحتلال الإسرائيلي ترافقت خلال السنوات الماضية مع رعاية دول غربية كبرى لإيديولوجيات التطرّف والإرهاب ومحاولة استبدال «الإسلام الروحي» بـ «إسلام سياسي» لا يمتّ بأي صلة لمبادئ الإسلام الحنيف، الأمر الذي حذا بأردوغان، بعد أن تخلت عنه أوروبا وبددت حلمه بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، إلى الالتفات نحو جيرانه شرقاً وجنوباً محاولاً إحياء أوهام السلطنة العثمانية وأطماع استعمارية غابرة أفلتت ولن تعود».
وأوضح مندوب سورية الدائم أن أردوغان اعتقد واهماً أن حلم «إحياء الخلافة» يمكن أن يتحقق بعد استيلاء بعض قيادات «الإسلام السياسي» على السلطة في بعض الدول العربية، بعد سفك هائل للدماء وتخريب غير مسبوق تغزل به البعض واصفاً إياه بـ «الربيع».
وشدّد الجعفري على أن الرئيس التركي انخرط في مخطط إرهابي كبير يستهدف تدمير سورية فاتحاً حدود بلاده المشتركة معنا لتسهيل مرور آلاف الإرهابيين الأجانب، بعد أن أقام معسكرات تدريب لهم وقدّم لهم كل أنواع الأسلحة والدعم اللوجستي، وأتبع ذلك بعدوان عسكري مباشر واحتلال أجزاء من سورية.
وأكد الدبلوماسي السوري أن أي مسار سياسي لا يتضمّن الوقوف إلى جانب بلاده في حربها على الإرهاب وإنهاء الوجود الأجنبي غير الشرعي على أراضيها ورفع الإجراءات الاقتصادية يبقى حلاً غير واقعي ولا أفق له.
ميدانياً، تصدّت وحدات الجيش السوري أمس، لهجوم متزامن شنته التنظيمات الإرهابية المسلحة على جبهات عدة في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.
قال مصدر في حماة: إن تنظيمات هيئة تحرير الشام «جبهة النصرة» و»أنصار التوحيد» الموالي لتنظيم «داعش»، و»حراس الدين» الموالي لتنظيم «القاعدة»، شنّت هجوماً كبيراً في التوقيت نفسه على محاور عدة في ريف حماة الشمال الغربي وإدلب الجنوبي، باتجاه مواقع الجيش السوري في محيط كفرنبودة شمال غربي حماة والقصابية وقيراطة جنوب إدلب وعلى بلدة الحويز.
ونقل عن أحد قادة المجموعات العاملة تحت إمرة العميد سهيل الحسن الملقب بالنمر قوله: إن المجموعات المسلحة عملت على مهاجمة هذه المواقع بالتوقيت نفسه بهدف إشغال الجبهات وتشتيت القوات المدافعة، «لكن القوة النارية للجيش السوري وبإسناد من الطيران الحربي مكنت القوات من إحباط الهجوم على محوري القصابية وكفرنبودة دون تغير بخريطة السيطرة».
وأضاف المصدر الميداني أن الهجوم الأعنف الذي حاولت من خلاله المجموعات المسلحة إحداث تغير بخارطة السيطرة كان باتجاه بلدة الحويز الاستراتيجية، حيث هاجمت المجموعات المسلحة المنطقة بعد استهدافها مواقع الجيش السوري بأعداد كبيرة من القذائف الصاروخية، فيما أخلت وحدات الجيش بعض نقاطها المتقدّمة استيعاباً للهجوم الضخم من قبل المسلحين وتمكّنت من شن هجوم معاكس على النقاط واستعادتها بشكل كامل لتعود خريطة السيطرة إلى ما كانت عليه قبل الهجوم.
وأكد القائد الميداني أن عدد المسلحين الذين قتلوا في هذه الهجمات تجاوز 70 مسلحاً بالإضافة إلى تدمير آليات عدة تابعة للمجموعات المسلحة منها عربات مصفّحة تركية.
وتسيطر هيئة تحرير الشام والتنظيمات المتحالفة معها على كامل مساحة محافظة إدلب وأريافها الممتدة إلى أطراف حماة وحلب واللاذقية، حيث أطلق الجيش السوري عملية عسكرية واسعة منذ أسابيع بهدف تحرير هذه المناطق من سيطرة التنظيمات الإرهابية التي لا تزال ترتكب أبشع المجازر بحق المدنيين.
ويتكوّن تنظيم حراس الدين من مقاتلين متشدّدين كانوا ينتمون لتنظيم القاعدة في بلاد الشام «جبهة النصرة»، والذين أعلنوا إنشاء تنظيمهم الخاص تحت اسم «حراس الدين» محافظين على ولائهم لزعيم تنظيم قاعدة الجهاد في أفغانستان أيمن الظواهري، وذلك عام 2016.
ويضمّ تنظيم حراس الدين «جهاديين» أجانب وعرب، ذوي تاريخ طويل في القتال إلى جانب تنظيم «القاعدة» بأفغانستان والعراق وكوسوفو والشيشان، كما استقطب التنظيم مقاتلين محليين متمرسين إلى جانب مقاتليه الأجانب.