لمى النحّاس: الأطفال المهمّشون قضيتنا في أي مكان في العالم سامح جحا: التعاون هو الحلّ الوحيد للقضاء على ظاهرة أطفال الشوارع
رانيا مشوِّح
لأنهم أبناء المستقبل يحقّ لهم أن يحيوا جمال الحاضر، لأنهم أصحاب قلوبٍ نظيفة يحقّ لهم أن يعيشوا حياةً كريمة، لأنهم مَن يمنح الشمس ضياءها استحقوا أن يكونوا أبناء الشمس، أبناء الغد، أبناء الأمل، من هنا أطلق مشروع «سيّار» تحت رعاية كل من وزارة الشؤون الاجتماعية والثقافة والإعلام وباحتضان من الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان وبالشراكة مع عشرات المؤسسات والجمعيات والمبادرات والفرق المجتمعيّة والتطوعيّة والتنموية فعاليات «يوم أبناء الشمس» الثالث في الأول من الشهر الحالي. هو يوم عالمي يُعنى بتذكير المجتمعات بفئة الأطفال فاقدي الرعاية الأسرية والأطفال المتسوّلين والمتشردين وموجهة أيضاً لأطفال العمالة والمتسرّبين من المدارس وكل ما يندرج تحت ذلك، وهي دعوة عالمية للاهتمام بهذه الفئة والعمل على تعليمها وإدماجها في العملية التربوية بشكل حقيقي وجاد.
«البناء» التقت رئيسة مجلس الإدارة في مؤسسة «سيّار» لمى النحّاس، وقالت: «أبناء الشمس» بمعناها السلبي أي الأطفال العاملين في الشوارع والمتسربين من المدارس، وجدنا أن هذا الاسم يعبّر عن حالتهم بسبب عملهم تحت الشمس طوال النهار، والمعنى الإيجابي هو محاولة النهوض بهم إلى دائرة الضوء والنور والوصول إلى الشمس والرقي وليحقّقوا أحلامهم وأمانيهم في المستقبل.
وعن أهمية الرسالة التي تحملها هذه الفعالية قالت النحّاس: الرسالة بداية هي للرأي العام ففكرتهم عن هؤلاء الأطفال دائماً سلبية فهم عبارة عن أطفال متسولين، ويتعاملون معهم بنوع من التهميش، لذا ندعوهم للنظر إليهم بعين أخرى عندما يكونون فرحين، يضحكون ويرقصون وينشدون، هؤلاء بإمكاننا إعادتهم إلى مكان طبيعي مختلف عن المكان الذي يعيشون به، فهي نوع من إلقاء الضوء على هذه الظاهرة أمام الرأي العام، ونوع إنساني لإرضاء هؤلاء الأطفال ليعيشوا معنا فترة من الزمن ليعودوا إلى طفولتهم وإنسانيتهم، ليشعروا بأن هناك أناساً يحبّونهم، يريدون أن يدخلوا السعادة على قلوبهم، والأهم من ذلك هو الدمج الذي يكون في الحدائق العامة لذا تقصدنا أن تكون الفعالية في الحدائق العامة، لأن الأطفال الآخرين كانوا ينزعجون من أطفالنا في السنة الأولى ومع الوقت أصبحوا متجاوبين معاً.
هدفنا أن يخرج أولئك الأطفال من عزلتهم ونناشد مراكز إعادة التأهيل لإعادة تأهيل هؤلاء الأطفال، نحن نعمل في عشر مدن سورية منذ خمس سنوات. وهناك عدد من الدول العربية أيضاً تقوم معنا بهذه الفعالية في الوقت نفسه، أصبحت قضيتنا في أي مكان في العالم أي طفل مهمّش أو منبوذ هو طفلنا وابننا ومسؤوليتنا.
وعن الهدف الرئيسي للفعالية قالت النحّاس: في هذه الفعالية لأجل الأطفال ولا لنقوم بمجد من وراء الفعالية، هناك أشخاص يقومون بنشاطات من أجل التمويل. وهذا ليس عملنا نحن نحتفل بيوم عالمي لأبناء الشمس، ولسنا نستجدي منها أي شيء. منذ خمس سنوات نعمل بشكل تطوعي بلا مقابل ولدينا ألف متطوع بين دخول وخروج دائماً كلهم يعملون بدون ريع نحن لا نستغل الأطفال بل نستغل الرأي العام ليهتم بهؤلاء الأطفال.
وعن آلية عمل فريق «سيّار» مع الأطفال حدثتنا النحاس: نحن نعمل معهم مرة كل أسبوع في عشر مدن سورية وفي أكثر من منطقة في كل مدينة، لدينا برنامج يعمل على أربعة محاور أهمها التعليم لأنهم متسربون من المدارس، نقوم بعمل علاج بالفنّ وتوعية مسرح تفاعلي ومهرج وحكواتي وإلقاء مواعظ، حيث يشاركوننا في المسرح والتمثيل وإعطاء الآراء ونقوم بتقديم كورال غنائي، بحيث يخرجون خارج نطاق حياتهم، ثم يعودون للشارع لأننا لم نتمكن من التنسيق للقيام بشيء مستديم لهم، ولكن مستقبلاً نرجو أن نتمكن من القيام بشيء كبير لأجلهم.
أما منسّق العمليات سامح جحا في شركة «أفكار» فقد حدثنا عن التنسيق بين شركتهم ومؤسسة «سيّار» قائلاً: بدأ فريق «سيّار» منذ عام 2017، ولكن نحن هذا العام مشاركون معه ليكون هناك تنسيق لإتمام وإنجاح هذه الفعالية. مهمتنا تنظيم وضبط وإشراف بالإضافة للدراسات والأبحاث التي نقدّمها لهم، حالياً نتعاون كشركاء ونجاح هذه الفعالية سيعود بالنفع لنا ولهم ولسورية.
وعن التحضيرات للفعالية قال جحا: الفعالية مشابهة للسنوات السابقة، تختلف بالأنشطة البسيطة التي تقدم لهؤلاء الأطفال، ونقوم بابتكار الجديد لكي لا يكون هناك تشابه وتكرار للسنوات السابقة لكي لا يشعر الأطفال بالملل، فهم جاؤوا السنة الماضية وقاموا بنشاطات أحبّوها وقدّموا هذه السنة ليقوموا بنشاطات سيحبّونها أيضاً، الأطفال في العام الماضي شاركوا بأفكار النشاطات وقد أخذناها بعين الاعتبار في هذا العام. هذا العام لدينا في كل حديقة فريق تطوّعي، يؤدي برنامجه على طريقته، الأنشطة متنوّعة كالرقص والغناء والرسم على الوجوه، هناك أنشطة تفاعلية للأطفال ومباريات تنافسية بينهم ليفرغوا طاقتهم، فنحن أتينا بهم ليرى العالم مهاراتهم وليس فقط ليشاهدوهم بطريقة معينة.
وعن جديد شركة «أفكار» قال جحا: نعمل على الشقّ الاجتماعي ونهتمّ به لنسلّط الضوء على القضايا المهمّشة في الواقع السوري، أطفال الشوارع هي إحدى القضايا التي نهتمّ بها، ذوي الهمم فعالية أطلقناها العام الماضي وهي فعالية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ممن تعدّوا مرحلة الإعاقة وأبدوا نجاحاً يعجز الشخص السليم عن تحقيقه. هاتان القضيتان من ضمن اهتماماتنا لأنهم مهمشون فعلياً في الواقع السوري، سيّار شريكنا في مجال أطفال الشوارع لأنه الوحيد الفاعل على الأرض، نريد أن نسلّط الضوء على هذه القضية، لأننا إذا لم نكن يداً واحدة فسنصل للأسوأ.
وعن فعاليات هذه السنة يقول غيث عبيدي منسّق المعارض: نطلق الفعاليات هذه السنة أيضاً مع معارض فنيّة تستمر لأيام عدة لمنتجات يدوية من صنع الأطفال والمتطوعين الذين يعمل معهم «سيّار» في مختلف المناطق، وذلك في صالات المراكز الثقافية المنتشرة في المحافظات أو صالات مدارس وجمعيات وغيرها، كما أنّ هناك حملات توعوية من خلال صفحات «سيّار» عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وموضوع الفعاليات لهذا العام تترافق مع حملة « حرّر نفسك» التي نطلقها للتوعية حول انتشار المواد المخدّرة بين الأطفال واليافعين خصوصاً.
وأضاف: أما عن طبيعة الفعاليات في الأماكن العامة، فستنتشر الفرق الجوالة لدعوة الأطفال واستقبالهم لتنفيذ أنشطة ترفيهية للأطفال والمتطوّعين والزوّار من خلال ألعاب وفقرات مختلفة ومسابقات وهدايا بالتعاون مع الجمهور المشارك في الفعاليات، حيث إن فعاليات هذا اليوم العالمي تٌقام بالشراكة مع عشرات الجمعيات والمؤسسات والمبادرات والمراكز المجتمعية والكشّاف وفرق تطوّعية مختلفة وشركات القطاع الخاص المحلي وستنقل بعض الفعاليّات ببث مباشر عبر إذاعات وتلفزيونات.
يُذكر أن الفعاليات المقامة تضمّنت أنشطة وألعاباً وعروضاً ومسيراً وجولات ومسابقات للأطفال في حدائق وأماكن عامة في مختلف المحافظات السورية ودول الجوار.
وكان الاحتفال بهذا اليوم قد انطلق قبل ثلاث 3 سنوات في سورية ودول أخرى وشمل عشرات الحدائق والأماكن العامة في مختلف المحافظات السورية والأردن والعراق ولبنان.
وسيكون موضوع الفعاليات لهذا العام رسالة دعوة إلى المحبة والسلام مع التركيز في الأنشطة على إطلاق حملة ضدّ انتشار المواد المخدّرة بين الأطفال واليافعين خصوصاً، كما ستُلحق بالفعاليات معارض فنية وعروض مسرح تفاعلية ومحاضرات وجلسات توعية في المراكز الثقافية والمجتمعية.