صحافة عبرية
ترجمة: غسان محمد
قطر تحتفظ بعلاقات دبلوماسية قوية مع «إسرائيل» في الخفاء
كشفت صحيفة «هاآرتس» العبرية في تقرير مطوّل عن قطر، أنّ الدوحة لا تزال تحتفظ بعلاقات دبلوماسية قوية مع «إسرائيل» إنما في الخفاء، واصفة الإمارة الخليجية بالدولة الصغيرة الغنية المزعجة التي تشكّل إزعاجاً مستمرّاً لجيرانها العرب.
وأضافت الصحيفة العبرية أنّ قطر التي وافقت على شروط المملكة العربية السعودية لإعادتها إلى حظيرة مجلس التعاون الخليجي بعد قطيعة دامت حوالى ثمانية أشهر أدّت إلى سحب كلّ من البحرين والإمارات والسعودية سفرائها من أراضيها، لن تتنازل مطلقاً عن دعم كل من جماعة «الإخوان» و«حماس» وتنظيم «داعش».
وأوضحت «هاآرتس» أن البلد الخليجي الصغير الذي يدعم جماعة «الإخوان» لا يزال يوجّه آلته الإعلامية «الجزيرة» ضدّ معظم الدول العربية، على رغم المصالحة التي تمّت مؤخّراً في العاصمة السعودية الرياض، وعلى رغم تعهّدها بوقف تدخّلها في شؤون الدول العربية الأخرى وعلى رأسها مصر، وضبط سياستها الخارجية مع دول الخليج.
وأشارت «هاآرتس» إلى أن السبب الرئيس لخلاف قطر مع جيرانها العرب ومصر، دعمها جماعة «الإخوان» و«حماس» و«أنصار الجماعة» في ليبيا وتونس، ورفضها الاعتراف بشرعية نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أطاح حليفها الرئيس السابق محمد مرسي، إضافة إلى دعمها الحركات الإرهابية المنبثقة عن الإخوان في مصر.
وأضافت الصحيفة العبرية أنه من بين أسباب الخلاف العربي أيضاً مع الإمارة الصغيرة الغنية بالنفط والغاز الطبيعي، علاقاتها الوثيقة مع إيران، ودعمها الميليشيات المتشدّدة الدينية في سورية، مشيرة إلى أنه ما أثار حفيظة معظم الدول العربية من قطر، قناة «الجزيرة»، التي تملكها، والتغطية الإعلامية لها بما في ذلك انتقادها المستمر للأنظمة العربية بشكل عام والنظام المصري بشكل خاص.
وقالت «هاآرتس»: إن هذا البلد الصغير، الذي يقدّر عدد المواطنين فيه بنصف مليون نسمة، إلى جانب نصف مليون من العمال الأجانب، والتي كانت محمية من الإمبراطورية البريطانية وحصلت على استقلالها عام 1971 تنتهج سياسة خارجية غريبة منذ عزل المخلوع الأمير حمد بن خليفة آل ثاني عام 1995، والده، وأنها وضعت سلسلة من الإصلاحات الداخلية جاء على رأسها إنشاء قناة الجزيرة.
وأضافت الصحيفة العبرية أنه على رغم أن قطر تحتفظ بعلاقات دبلوماسية جزئية مع «إسرائيل»، إلّا أنّ تلك العلاقات قوية، مشيرة إلى أن قطر تعدّ بمثابة «بطّة» غريبة في سرب السياسة العربية في المنطقة، وذلك لدعمها «الإخوان» و«حماس» ومنح أعضائها حق اللجوء السياسي، مثل القيادي في حماس خالد مشعل وعدد من كبار أعضاء جماعة «الإخوان» الذين تطالب مصر بالقبض عليهم لتورّطهم في أعمال عنف وإرهاب، مشيرة إلى أنه على رغم ذلك، فإن الدوحة تحافظ على علاقة وثيقة مع الغرب.
شفيط: المشروع الصهيوني إلى الانهيار
قال الرئيس الأسبق لجهاز «الموساد»، شفطاي شفيط، إن «إسرائيل» تواجه التحدّيات الاستراتيجية بعمى وبجمود فكريّ وسياسيّ، بشكل لا يدفع إلى الاطمئنان على مصير المشروع الصهيوني برمّته.
وفي مقال نشره في موقع صحيفة «هاآرتس» العبرية، تساءل شفيط، الذي يعدّ من أشهر رؤساء «الموساد»: كيف حدث أنه في الوقت الذي أصبح مصيرنا متعلّقاً بالعلاقة مع الولايات المتحدة، تحرص حكومتنا على توتير العلاقات مع واشنطن على هذا النحو؟
وواصل شفيط طرح أسئلته الصعبة: كيف حدث أن أوروبا التي تمثل السوق الأكبر لنا، تغلق أبوابها أمامنا وتوشك على فرض عقوبات علينا؟ مستهجناً رهانات «تل أبيب» على تعزيز العلاقات مع كل من روسيا والصين.
وأشار شفيط إلى أنه بفعل السياسات «الإسرائيلية»، تعاظمت الكراهية لليهود بشكل لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، في حين أن الدعاية والدبلوماسية «الإسرائيليتين» تنتقلان من فشل إلى آخر، في الوقت الذي يحقق فيه الفلسطينيون إنجازات كبيرة ومهمة.
ونوّه شفيط بأنّ «إسرائيل» تخسر مَواطن تأييدها في الأكاديميات الغربية، لا سيما في الولايات المتحدة، وأهمها على صعيد الطلاب اليهود الأميركيين، الذين أضحوا غير مستعدّين للدفاع عن السياسات «الإسرائيلية» الرسمية.
وأشار شفيط إلى تعاظم حركة المقاطعة الدولية على «إسرائيل» واشتداد أثرها وانضمام عدد كبير من النخب اليهودية المثقفة إليها. واعتبر أنّ حرب غزّة الأخيرة تدلّ على أنّ «إسرائيل» مصابة بعمى استراتيجي، مشيراً إلى أنّ «إسرائيل» استخدمت كلّ قوتها العسكرية هذه المواجهة غير المتناسبة، ما قلّص من قوّة ردعها.
وأشار إلى أن الجدل المحتدم في «إسرائيل» يدلل على «تهاوي روح التضامن في المجتمع الصهيوني التي تمثل إحدى ضمانات بقائنا هنا»، على حدّ تعبيره.
وشدّد شفيط على أن أكثر ما يدلّ على الخطورة التي تواجه المشروع الصهيوني، حقيقة أن مزيداً من «الإسرائيليين» يتهافتون للحصول على جواز السفر الأجنبي، بسبب تدهور الشعور بالأمن الشخصي لديهم.
نتنياهو يدعم قانون فصل الزعبي من «الكنيست»
أعلن رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو أنّه ينوي دعم تعديل القانون الأساسي الخاص بـ«الكنيست» والذي سيخضع للتصويت اليوم، ويتيح تنحية عضو «كنيست» من منصبه، إذا أعرب عن تأييده الكفاح المسلّح ضدّ «إسرائيل»، والمعروف بقانون «حنين الزعبي».
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية إن حزب «يسرائيل بيتينو» البيت اليهودي برئاسة أفيغادور ليبرمان أعرب عن رضاه من قرار نتنياهو دعم القانون الذي أعدّته نائب وزير الداخلية عضو «الكنيست» فاينا كرشنباوم، وقدّمه رئيس لجنة التشريع دافيد روتم.
وأكدت كرشنباوم أن القرار يلقى تأييداً من اليمين واليسار ووقّعه أعضاء «كنيست» من كافة أحزاب الائتلاف، وزعمت أن حنين الزعبي لا تمثل عرب «إسرائيل» بل تمثّل «حماس» و«الحركة الإسلامية».
وينصّ القانون على أنّ «كل عضو كنيست يصرح بتأييده الكفاح المسلّح ضدّ إسرائيل، أثناء الحرب أو أثناء عملية عسكرية ضدّ دولة معادية أو تنظيم إرهابيّ، تسحب منه العضوية بقرار من غالبية أعضاء الكنيست، بتوصية من لجنة الكنيست».
وردّاً على ذلك، قالت النائب «حنين الزعبي» إن نتنياهو يؤكد للجمهور ما نعرفه منذ زمن، وهو أن موشي فيغلين ليس الفاشي الوحيد في الكنيست.
وأضافت أنّ برلمانا يبعد أعضاءه لا يحق له أن يدّعي الديمقراطية. ووصفت الخطوة بأنها معادية للجمهور العربي الذي يدعمها، وكل ديمقراطي في البلاد.