الجيش نفّذ انتشاراً كثيفاً في عاليه وقضائها جنبلاط بعد لقائه إبراهيم: منفتح على كلّ الحلول

فيما نفّذ الجيش انتشاراً أمنياً كثيفاً في منطقة عاليه، واصل مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم اتصالاته لمعالجة ذيول حادثة قبرشمون، أمنياً وقضائياً، ولهذه الغاية التقى أمس في كليمنصو، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، بحضور وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيّب والنائب تيمور جنبلاط والوزير السابق غازي العريضي.

بعد اللقاء قال جنبلاط «تأكيداً لما ذكرته في دار الطائفة الدرزية، فإنني منفتح على كلّ الحلول بالتعاون مع اللواء عبّاس إبراهيم الذي يدرك كلّ مخاطر الأزمة، وهو خير من يستطيع أن يُخرج الأمور من هذا المأزق وعلى أساس أن يأخذ القانون مجراه».

فيما أكد اللواء ابراهيم أنّ «جنبلاط منفتح على كلّ الحلول وعليكم ان تفهموا من كلامه ما يقصد».

وسبق اللقاء تصريح لجنبلاط في أعقاب اجتماع المجلس الدرزي الموسع قال فيه «سنواجه بهدوء وانفتاح والتأكيد على الحوار مع جميع الفرقاء من أجل تثبيت السلم الأهلي والمصالحة والأمن. وإننا نحيي الجيش على دوره وإذا كان ثمة من شخص مطلوب للعدالة فنحن تحت سقف القانون والعدالة، لكننا نلفت النظر إلى طريقة المداهمة أحياناً تكون غير لائقة بحق مجتمعنا. أما الآخرون فإنني أشكر الرئيس نبيه بري والوزير سليمان فرنجية وجميع الذين يرفضون كما نرفض نحن هذا الخطاب الاستفزازي الذي لا معنى له في كلّ المناطق والذي أدّى مع الأسف للانفجار بالأمس».

أضاف «أحيّي الشهداء وأرفض أيضاً الكلام الاستباقي لوزير الدفاع عن حادثة البساتين ولينتظر القضاء. الأمور تدار بهدوء جداً واليوم سيكون لي لقاء مع الرئيس سعد الحريري عند الرئيس نبيه بري وقبل ذلك سيزورني اللواء عباس إبراهيم، ونتابع بكلّ هدوء وأعصاب باردة وإنني جاهز لكلّ انفتاح وحوار».

وردا على سؤال قال جنبلاط «كيف علم الوزير جبران باسيل أنه يوجد كمين؟ ولماذا يستبقون القضاء؟».

وعمّا إذا كان يعتقد بأنّ رئيس الجمهورية على علم بكلّ الأمور، قال «أعتقد أنّ الرئيس فوق كلّ شيء، ومجدّداً أطالب الرئيس بوضع الحدّ لهذه التصرفات الصبيانية».

وسأل «لماذا العودة إذاً إلى نبش القبور من الكحالة وسوق الغرب وغيرها من المحطات؟ … يكفينا العودة إلى الماضي من أجل الوصول… «يطوّل بالوا شوي جبران بدو يوصل؟ ليس بهكذا طريقة».

ورداً على سؤال عمّا إذا كان ممنوعاً على باسيل زيارة الجبل، قال «اسأله لماذا لا يذهب وحده الوزير باسيل من دون الخطاب الاستفزازي وهذه المواكبات الأمنية الهائلة من الجيش والوحدات الخاصة كي يزور الجبل؟ إننا نزور كلّ المناطق وغازي العريضي يزور كلّ المناطق وغيرنا، وتعلمون انني أذهب بسيارة واحدة وبالكثير سيارتين، فلماذا كلّ هذه المواكب؟».

ورداً على سؤال عمّا إذا كانت أبواب الجبل محصورة، قال جنبلاط «لا حبيب قلبي يوجد أبواب عديدة، توجد بوابة خلدة التي احترمها بالرغم من كلّ شتائمه لي، وليته احترم فقط اسم ومقام آل أرسلان ماشي الحال، وكذلك وئام وهاب وصالح الغريب يوجد الكثير من الأبواب، لكن ثمة أبواباً صحيحة وطرقاً مقبولة وموضوعية».

وصدر عن المجلس المذهبي بيان توجه في مستهله «بالتعزية من عائلتي المرحومين رامي سلمان وسامر أبي فراج»، مؤكداً ضرورة إكرامهما بدفن الجثمانين كما تمنّى الشفاء العاجل للجرحى.

وحذر «من المسّ بوحدة طائفة الموحدين الدروز ضمن التنوع، تحت أيّ شكل من الأشكال»، واعتبر «أنّ تغييب طائفة الموحدين الدروز عن المجلس الأعلى للدفاع يفقد هذا المجلس ميثاقيته»، داعياً «إلى تمثيل كلّ المكونات الميثاقية فيه».

وشدد «على ضرورة أن تنصبّ جهود المسؤولين على التهدئة وتنفيس الاحتقان»، داعياً «أبناء الطائفة باختلاف توجهاتهم إلى عدم الانزلاق إلى التوتر وردات الفعل غير المحسوبة، وأن يحتكموا دائما للغة العقل والنظام».

وقرّر المجلس القيام بجولات على المرجعيات المعنية «إسهاماً في توطيد لغة الوفاق والحوار ووحدة الصف».

تسليم مطلوبين

ميدانياً، أفيد أنّ الأمن العام سيتسلّم موقوفين إضافيين، علماً أنّ لائحة بكامل المتورّطين والمشتبه فيهم في إطلاق النار في منطقة البساتين أصبحت في عهدة الأجهزة الأمنية.

ميدانياً، نفّذ الجيش اللبناني يوماً أمنياً في قضاء عاليه، فانتشر بكثافة وبقوة كبيرة في المنطقة، ولا سيما في القرى التي شهدت توتراً من خلال اعتصامات أو قطع طرقات. وهي: الشويفات، قبر شمون، عاليه، بعلشميه وصوفر، إضافةً إلى إقامة الحواجز في قبرشمون – البساتين، طريق عيناب شملان، بعلشمية صوفر، ولاقت هذه الخطوة ارتياحا لدى المواطنين.

مواقف

وفي المواقف حول أحداث الجبل، قال النائب جميل السيّد عبر حسابه على موقع «تويتر» «حادثة الجبل! ليس من مصلحة أحد صبّ الزيت على النار، لكن ما يحصل من حوادث وانفلات أمني في عدة مناطق لبنانية يدلّ على شيء واحد وهو أنّ دولتنا فاقدة للهيبة! لم يعد سؤال الناس: وين الدولة؟ بل السؤال: مين الدولة؟ الدولة حارة كلّ مين إيدو إلو ولذلك تحتاج لأبو ملحم كلما دق الكوز بالجرّة».

وأكد النائب السابق اميل اميل لحود «أنّ من يسعى للخروج مما دخل فيه البلد منذ الأحد الماضي مشكور، وفي طليعة هؤلاء، وهم قلة، مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي يحضر اسمه عند المهمات الصعبة والأدوار الوطنية».

ولفت لحود، في بيان، إلى أنّ «المطلوب اليوم، كما عند كلّ حدث وحادث مماثل، أن نخرج من منطق الترقيع الذي أثبتت التجارب أنه يبقى مرحلياً، وقد بلغنا زمناً يعيد إلى الأذهان بدايات الحرب اللبنانية، من الخطاب الطائفي إلى الشعارات المناطقية إلى الظهور المسلح إلى الأمن بالتراضي».

وقال: «نذكر، في كلّ مرة، بأنّ العلة تبدأ بقانون الانتخاب الذي يفرض تجييشاً مذهبياً، وهو ما يحصل غالباً على حساب الأمن ومصلحة الدولة وهيبتها، بينما المطلوب، لتكريس أيّ زعامة، أن تكون قوية خارج بيئتها المذهبية انطلاقاً من خطاب وطني لا يرضي فيه الزعيم شارعه، بل يؤمّن مصلحة الوطن كله واللبنانيين جميعاً».

وشدّد على أنّ «معالجة حادثة الجبل لا تتمّ عبر ابتكار حلول ترضي الجميع بل على تنفيذ القانون ولو كان يغضب الجميع، وقد أثبتت التجارب أنّ إرضاء الجميع بالأمن يوصل الى اللاأمن، وما نخشاه، إن استمرّ الوضع على ما هو عليه، أن تغرق الطبقة السياسية، أكثر فأكثر، في الخطاب التقسيمي حتى نبلغ مرحلة انهيار ما تبقى من الدولة، ومن أشكالها إيواء القتلة في بيوت الزعماء ومفاوضتهم ليسلموا أنفسهم».

وختم «بعض أهل الدولة يحوّلونها الى مزرعة».

من جهته، رأى الحزب اللبناني الواعد في بيان، أنه «مرة جديدة كاد البلد يسقط في هاوية حرب لا تحمد عقباها، لو لم يستدرك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الوضع ويعمل على معالجة ذيول حادث قبرشمون الذي أدّى إلى سقوط ضحايا، من خلال دعوته إلى اجتماع فوري لمجلس الأمن المركزي في قصر بعبدا، الذي اتخذ قراره بإعادة الأمن إلى جميع المناطق وتوقيف جميع المطلوبين وإحالتهم إلى القضاء».

أضاف «إنّ ما حدث في الجبل الأحد الماضي، هو نتيجة لانزعاج البعض من شعبية التيار الوطني الحرّ التي تعمّ المناطق كافة، وهو أيضاً دليل أنّ هناك فريقاً ما زال يعيش في زمن الإقطاع السياسي ويأبى الاعتراف بان ذاك الزمن قد ولّى، ولا بد من فتح أبواب الانفتاح والحوار ومد اليد إلى القيادات الشابة التي أثبتت جدارتها وكفاءتها في الشأن العام».

وأشار إلى «أنّ الحادث يضع تحت المجهر ملف السلاح المتفلّت بين أيدي المتهوّرين وأحزاب تدّعي أنها لا تملك سلاحاً»، داعياً رئيس الجمهورية «إلى متابعة الملف من أجل الوصول إلى الخواتيم المرجوة لإقفاله لمرة وحيدة وأخيرة، الأمر الذي يحول دون تكرار الأحداث الأليمة التي تعيدنا إلى ماض، كل اللبنانيين لا يريدون العودة إليه».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى