رئيس الجمهورية: لبنان بلد مختلط وينعم مواطنوه بحريتهم الدينية
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن لبنان بلد مختلط وينعم مواطنوه بحريتهم الدينية والاجتماعية، معرباً عن رغبته في رؤية هذا الواقع ينطبق على دول العالم ككل لا سيما على أبناء قبرص والموارنة منهم بشكل خاص.
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله في قصر بعبدا راعي ابرشية قبرص المارونية المطران يوسف سويف والنائب الماروني في البرلمان القبرصي يانيكس موسى على رأس وفد من الأبرشية، حيث تمّ خلال اللقاء التداول بالأوضاع العامة في قبرص، بالإضافة إلى ما يتعلق بالقضايا التي تهم الموارنة فيها على وجه الخصوص.
ولفت الرئيس عون إلى متابعته الأزمة القبرصية منذ العام 1974. وقال: إن ما يهمنا هو قبرص ككل لا سيما أن كما استقبلنا اهلها لدى اندلاع ازمة بلادهم، فقد استقبل القبارصة اللبنانيين لدى اندلاع الحرب اللبنانية، كما يهمنا ايضاً أن يعود الموارنة القبارصة إلى ممارسة حقوقهم الدينية انطلاقاً من احترامنا حرية المعتقد لكل الطوائف ورغبتنا في اعتراف كل الدول بهذه الحرية وبحرية ممارسة الشعائر الدينية.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أنه يتابع المساعي التي يبذلها الوزير جبران باسيل في هذا الصدد، متمنياً نجاحها في أقرب وقت كي يعود موارنة قبرص لممارسة حريتهم.
في مستهلّ اللقاء، تحدّث المطران سويف فشكر للرئيس عون استقباله والوفد، وقال: «إننا موجودون في هذا الصرح كي نتابع تقليداً عميقاً جداً بين موارنة قبرص ورئيس الجمهورية اللبنانية. وهو تقليد نرغب بتجديده كما ببقائه في ضمائرنا وحياتنا لأن موارنة قبرص الذين يعود تاريخهم الى 1200 سنة في الجزيرة لم ينسوا يوماً أرضهم الأم وأن جذورهم تبقى في لبنان. فصحيح اننا ننتمي الى قبرص قلباً وقالباً كما اننا جزء من النسيج القبرصي الأساسي الا انه لا يمكننا نسيان جذورنا وهذا الوطن الحبيب لبنان».
وتحدّث عن القرى المارونية القبرصية فلفت إلى أن الدخول بحرية مقتصر في ظل الظروف السياسية الراهنة على قريتين اثنتين من القرى الأربع، وهي كورباكيتي وكارباشا والمشاركة في قداديسها، في وقت تعتري محاولات الدخول الى القريتين الأخريين ايامارينا واسوماتوس صعوبات جوهرية وأساسية لطابعهما العسكري، متمنياً على الرئيس عون المساعدة في تمكين الموارنة من دخول القريتين المذكورتين والمشاركة في قداديسهما على مدى أيام السنة والعودة الى الإقامة فيهما.
ثم تحدّث النائب موسى فشكر الرئيس عون على استقباله الوفد، ونقل إليه تحيّات رئيس جمهورية قبرص نيكوس اناستاسيادس معيداً التأكيد باسمه على الدعوة الرسمية التي وجّهها للرئيس عون لزيارة قبرص. وعبر عن التقدير العالي والامتنان الذي يشعر به الموارنة في قبرص لجميع الخدمات القيّمة التي بذلها رئيس الجمهورية ولاهتمامه الحقيقي بموارنتها وقراهم. كما أعرب عن بالغ التقدير لوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لمتابعته شخصياً مسألة القرى المارونية القبرصية، متمنياً على الرئيس عون تكثيف الجهود لإزالة الطابع العسكري عن قريتي ايامارينا واسوماتوس كي يستعيد الشعب حقه بالعودة الى قراه.
الى ذلك، استقبل الرئيس عون النائب علي درويش وعرض معه الأوضاع العامة في البلاد في ضوء التطورات السياسية والأمنية الاخيرة. واشار النائب درويش إلى أن البحث تناول أيضاً أوضاع الطائفة العلوية، خصوصاً عمل أبنائها في الإدارات الرسمية. كما تطرّق الحديث إلى ضرورة تطبيق قانون المجلس الإسلامي العلوي وإجراء انتخابات جديدة.