سعاده الزعيم الفادي والهادي: هو البوصلة والاتجاه
وحدك يا زعيمنا الفادي، قلت إنّ خشبة على المصنع أو جديدة يابوس، منطقة البياضة جنوباً لا يمكنها أن تقطع دورة الحياة في جسد الأمة. فقوة الحياة القومية عاصية على ما يعيق نواميسها. فمن أعاقوها زالوا وبقيت تستأنف النمو والحياة.
ونحن الأجيال التي ولد بعضُنا بعد سايكس بيكو، وبعضنا بعد بلفور، وبعضنا بعد النكبة 1948 وبعضنا بعد النكسة 1967، وبعضنا بعد حرب تشرين 1973، وبعضنا بعد الاجتياح المعادي 1982، وبعضنا في عصر المقاومة الاستشهادية المنتصرة والتحرير وبعده..
ألفنا رؤية ما يُسمّى حدوداً بين كيانات دولنا، فظننا أنّها أزليّة، وقراراتها في منطق التاريخ لم يجفّ حبرها بعد.
وكانت أنشأت دولتا الاحتلال الأوروبي باسم الانتداب بريطانيا وفرنسا البنية التحتية المرتبطة بسكك الحديد خلال القرن الماضي إبان حكمهما للمنطقة لتيسير هذا الحكم وتوفير أسباب الانتصار في الحرب الثانية.
وقد اهتمّ الاحتلال الفرنسي والبريطاني بهذه السكك الحديدية لأهميتها اللوجستية. وكان خط حيفا – الناقورة – صيدا بيروت جبيل طرابلس، وصولاً إلى الأراضي السورية من أهم الخطوط الذي استخدمته القوات الفرنسية والبريطانية لغايات عسكرية واقتصادية.
ومع احتلال فلسطين عام 1948، أغلقت السلطات اللبنانية الخط الرابط بين البلدين عند منطقة البياضة والتي كانت تتميّز بوجود نفق متميّز يربط البلدين، أنشأه البريطانيون بين العامين 1942 و1944 في ذروة الحرب العالمية الثانية لأغراض عسكرية.
وكان القطار، في جزئه اللبناني، يقوم بنقل جنود الحلفاء وإمداداتهم في منطقة البياضة، حيث تمّ بناء النفق الذي يخترق الجبل الصخري الأبيض، وهو من أكبر الأنفاق في لبنان ويحتوي على ألواح الحديد والخشب وحوائط الدعم المستحدثة لصد أمواج البحر.
هكذا تمّ قطع شرايين الحياة القومية السورية الواحدة بين أعضاء جسد الأمة الواحدة بالنار والحديد والقوانين التي أصدرتها الحكومات باسم الالتزام بما يسمّى القانون الدولي.
ووحدَك يا زعيمنا، بقيت البوصلة، والاتجاه، ولم تقل بوحدة أمة وتعمل ليلاً نهاراً لتكريس تقسيمها، بفتات مناصب تؤبد النفوذ الكياني الطائفي الانعزالي، الذي حوّل الكيانات السياسية حبوساً وزنزانات وقواويش.
هنا فيديو يستطلع الأنفاق التي كانت سابقاً سكك العبور والتواصل:
https://twitter.com/i/status/1094158976332296192