الغريب: المجلس العدلي هو مفتاح الحلّ لحادثة الجبل
أكد وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب «أننا مع أيّ مسعى توافقي في الجبل»، مشدّداً على «أنّ المفتاح هو المجلس العدلي». وقال «ما سمعناه البارحة من تصريحات لا مسؤولة وطائشة يؤكد أحقية مطلبنا بأنّ المجلس العدلي أصبح حاجة ملحة أكثر من أيّ وقت مضى».
وكان الغريب زار أمس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، في الصرح البطريركي في الديمان، على رأس وفد من الحزب الديمقراطي اللبناني.
وقال الغريب بعد اللقاء «تداولنا بما جرى أخيراً في الجبل من أحداث أليمة تهدّد السلم الأهلي والعيش المشترك. وكان تشديد على ضرورة معالجة الأمور من خلال مؤسسات الدولة حيث تبقى الدولة ضمانة الجميع وعندما يضعف دورها تحصل أحداث لا تحمد عقباها».
أضاف «وكان تشديد من صاحب الغبطة على هذا الموضوع وإدانته واستنكاره لما حصل. ومن قبلنا كان تشديد على العيش المشترك وإحالة القضية إلى المجلس العدلي لما تشكل الحادثة من تهديد لأمن الدولة. وما سمعناه البارحة من تصريحات لا مسؤولة وطائشة يؤكد أحقية مطلبنا بأنّ المجلس العدلي أصبح حاجة ملحة أكثر من أيّ وقت مضى».
وصدر عن الدائرة الإعلامية في الصرح البطريركي الماروني بيان تلاه المسؤول الإعلامي المحامي وليد غياض وفيه «بعد أن استقبل البطريرك الراعي في الأيام الأخيرة وفداً من الحزب «التقدمي الاشتراكي» و»اللقاء الديمقراطي» وآخر من الحزب «الديمقراطي اللبناني» وشخصيات لبنانية أخرى في أعقاب أحداث الجبل، يصدر المكتب الإعلامي في البطريركية المارونية البيان التالي «أمام ما يرسم من مخططات مستجدة لهذا المشرق، ونحن على أبواب الاحتفال بالمئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير الذي ساهمت البطريركية المارونية به بشخص المكرم البطريرك الياس بطرس الحويك، وقد رئس الوفد اللبناني إلى مؤتمر السلام في فرساي سنة 1919، وناضل من أجل هذا الإعلان، وبعد أحداث قبرشمون المؤسفة التي هزت كيان الجبل، وأسقطت ضحيتين وجرحى، ترى البطريركية المارونية التي آلمتها هذه الأحداث، أن تخاطب الضمائر الوطنية وتدعو المعنيين وذوي الإرادات الطيبة للعمل على إجراء المصالحة وصون وحدة الجبل على تنوع مكوناته والذي يشكل حلقة أساسية في الكيان اللبناني ووحدته الوطنية. فإذا فعلوا ذلك بروح المسؤولية، متعالين عن الجراح الثخينة، وعن المصالح الشخصية، حالوا دون تسلّل خيوط الفتنة والمؤامرة إلى الجبل، ودون تحويل أبنائه إلى وقود لنيات مبيّتة لا علاقة للبنان بها، وتصدّوا لجعل الجبل ممراً أو مقراً لثغرات أمنية تهز الكيان اللبناني وتزعزع استقرار الوطن».
وختمت «إنّ البطريرك يؤكد أنّ الاستقرار في الجبل، كما في كلّ منطقة أخرى، يرتكز على وجود الدولة الفاعل بكلّ مؤسساتها الأمنية والقضائية والإدارية. وإذ يدعم غبطته كلّ المساعي المشكورة من أجل تحقيق المصالحة وطي الصفحة الأليمة التي عكّرت صفو الاستقرار في لبنان يعود ليشدّد على ثبات ما تمّ إنجازه من مصالحات أصبحت أمانة في أعناق كلّ اللبنانيين».
وزار الغريب ووفد الحزب «الديمقراطي» رئيس «تيّار المردة» سليمان فرنجية، في دارته في بنشعي، في حضور الوزير السابق يوسف سعادة، وجرى بحث في آخر المستجدات في لبنان وما حصل في الجبل.
إثر اللقاء، أشار الغريب إلى «العلاقة التاريخية بين بيت فرنجية وبيت أرسلان بغضّ النظر عن كلّ السياسة وكلّ الاستحقاقات وكلّ الاعتبارات، علاقة تاريخية نتمسك بها مع هذا البيت الكريم».
وقال «لقد كان هناك عرض لما حصل أخيراً في الجبل، وما يشكله من تهديد على المستويات كافة، وكان تأكيد لأهمية دور الدولة ومؤسساتها في حلّ الأمور، وقد أبدى الوزير فرنجية حرصه على وحدة الجبل واهتمامه بها».
أضاف الغريب «إننا ضنينون وحرصاء على وحدة الدروز ووحدة الجبل بعد إحقاق الحق وتحويل حادثة قبرشمون حيث يجب أن تكون، أيّ إلى المجلس العدلي لما يشكله ذلك من ضمان للجميع، وأنا أعني ما أقول».
وعن البيان الذي صدر عن بكركي والذي دعا إلى مصالحة في الجبل، قال «لكلّ شيء أسس وركائز، ونحن مع أيّ مسعى توافقي، نحن دعاة وحدة ولسنا دعاة حرب، ونحن ضنينون في الوحدة الدرزية والدم الدرزي، وقد دفعنا ثمنها غالياً جداً، ولا يزايدنّ أحد علينا في هذا الموضوع، لكن هناك إشكالاً كبيراً ومكمناً حصل وقد سقط شهداء وهناك تعرّض مباشر في مكمن مسلح لوزير في الحكومة. المفتاح هو المجلس العدلي».