عودة الودّ الكروي بين مصر والجزائر المصريون مع محاربي الصحراء اليوم
بعد 10 سنوات من التوتّر المخيم على العلاقات بين الجماهير المصرية ونظيرتها الجزائرية، على خلفية أحداث تركت بصمات سيئة في ذاكرة الطرفين، تنجح كأس أمم أفريقيا لكرة القدم، المقامة في مصر، في إذابة الجليد وبث حرارة الود من جديد بين الجانبين.
ودّ يأتي في وقت اعتقد فيه مراقبون أن خروج المنتخب المصري من البطولة القارية، سيسدل الستار على متابعة المصريين لها، قبل أن تكشف الحيثيات أن الجماهير المصرية لم تتوانَ عن تشجيع المنتخب الجزائري المتأهل للنهائي القاري بعد الفوز على نيجيريا بهدفين لهدف في المربع الذهبي، ليلاقي منتخب السنغال اليوم الجمعة.
وخلال اليومين الماضيين، احتفت مواقع التواصل الاجتماعي بهاشتاغات مختلفة لدعم المنتخب الجزائري، شارك فيها صحفيون وفنانون وإعلاميون مصريون، ممن أظهروا حالة جماهيرية مبهجة لمؤازرة «الخضر». كما برز ذلك في وسائل الإعلام في البلدين، فأفردت صفحات مطالبة بطي الخلافات والإشادة بسلوك المصريين وروح الجزائريين في البطولة.
وغالباً ما تشهد العلاقات الكروية بين منتخبات شمال أفريقيا «شدّاً وجذباً»، نظراً لتقارب المستويات والتنافس بين المنتخبات والأندية العربية، لكن كأس الأمم الأفريقية 2019 كان لها شأن خاص بدعم مصري وتعاطف كبير مع منتخب الجزائر.
ورغم أن هناك تاريخاً قديماً تشوبه بعض الذكريات السيئة بين جمهوري البلدين فيما عرف كروياً بموقعة »»ام درمان» في السودان في العام 2010، على خلفية اضطرابات قبل وبعد مباراتي منتخبي مصر والجزائر بتصفيات كأس العالم، ما أدى إلى توتر دبلوماسي بين البلدان الثلاثة، إلا أن «كان 2019» جاءت لتكسر الجمود.
الناقد الرياضي المصري، جمال هليل، قال إن المصريين جمهور عاشق للعبة كرة القدم، وإن الجزائريين قدموا أداء رائعًا خلال البطولة، وبالتالي فإن مؤازرتهم واجب كفريق يمثل العرب بالبطولة حالياً.
وأكد هليل أن رياض محرز ورفاقه نالوا تعاطف المصريين، لأنهم رأوا فيهم روح فريق 2006 و2008 و2010 بمصر الذي حصد البطولات الثلاث بالإصرار والعزيمة، وهو ما يفعله الجزائريون اليوم، ولذلك يشجعهم المصريون.
واختم معتبراً أن الأزمة التي حدثت في العام 2010 بين مصر والجزائر كانت سياسية وليست رياضية، وانتهت بزوال أطرافها، وجاءت «كان 2019» لتعيد العلاقة الودية بين البلدين.