تركيا أسيرة معادلات الجغرافيا
ـ مهما حاول الرئيس التركي التذاكي والظهور بقوة السلطان الآتي من كتب التاريخ فلن يستطيع الإنكار أنّ سياساته التي حاول منها صنع مكانة مميّزة لبلده ترتبط بسياساته وإنجازاته قامت أصلاً على الموقع الرمادي في الجغرافيا لتركيا بين الغرب والشرق وبين آسيا وأوروبا.
ـ مثل هذه الحالة عاشتها روسيا أيام يلتسين ونهاية عهد غورباتشوف وكانت الحصيلة كارثية حتى جاءت لحظة الخيارات الواضحة للرئيس فلاديمير بوتين بالتقدّم لقيادة الشرق وحسم خيار الانتماء الآسيوي بفهم عميق للجغرافيا السياسية والاقتصادية والعسكرية لكن تركيا بقيت تراوح في الرمادية.
ـ بنت تركيا مع رجب أردوغان فلسفة الرمادية بلسان داود أوغلو عن تصفير العداوات مع الجيران، وانتهكتها بحثاً عن دور المخادع بين الشرق والغرب وبين أوروبا وآسيا عندما حانت لحظة الحرب على سورية أملاً بقطاف النتائج.
ـ بقيت تركيا أردوغان تناور في الرمادي حتى عندما قرّرت بدء التراجع لكنها شيئاً فشيئاً تكتشف أنّ الجغرافيا مستبدّة ولا ترحم وأنّ تصويت الأتراك ضدّ أردوغان في بلدية اسطنبول هو تصويت ضدّ الرمادي فمكانة تركيا في الشرق وآسيا مهما رغبت بالانضمام إلى أوروبا والغرب وحكاية صواريخ «أس 400» ليست إلا نقطة من نقاط التحوّل التي كانت حلب أوّلها ولن إدلب آخرها.
التعليق السياسي