نورس برّو: الفنّ والثقافة رديفان للعمل العسكري الذي يقود للانتصار… والمسرح أبُ الفقراء مادياً والأغنياء فكرياً
رانيا مشوِّح
هو الفنّ الذي لا يليق به إلا الإبداع، هو الماضي الذي يغصّ بالحضارة، والحاضر الذي يشعّ أملاً، هو حكاية الغد ترويها العيون المسالمة… الخشبة الأعتق حاملة الرسائل بوابة التأمّل تفتح أحضانها من جديد لكلّ مبدعٍ متحضّرٍ مُحب، تهِبُ أبناءها المساحة ليعبّروا عن جمالهم الفطري بلوحات راقصة تُضفي السعادة والرقي في النفوس والأرجاء، من جديد تعود فرقة سورية للمسرح الراقص وبرعاية وزارة الثقافة ومديرية المسارح والموسيقى بإبداعٍ جديد ورقي معتاد تحت عنوان «أفروديت» لنورس برّو على خشبة مسرح الحمراء في العاصمة دمشق.
«البناء» كان لها لقاء مع رئيس الفرقة الفنان نورس برّو الذي حدّثنا عن العمل قائلاً: العمل هو جرعة حبّ في زمن افتقدناه، فهو يروي قصة كاتب يبحث عن قصة حبّ غير تقليدية تصبح أسطورة، لكن عندما يراجع قصص الحب المعروفة في التاريخ يجد أن النهايات كلّها مأساوية. وشخصية الكاتب افتراضية تجد نفسها في آخر العمل بعد استعراض هذه القصص «كوازيمودو وازميرالدا – قيس وليلى – بيتهوفن واليز وغيرهم. تصطدم بالواقع وبخلاصة أن النهايات المأساوية هي التي جعلت من هذه القصص أساطير.
وعن سبب تسمية العمل بهذا الاسم قال برّو: آفروديت هي آلهة الحبّ عند الإغريق، و بالتالي استعملنا الاسم كرمز يختصر قصص الحب وفحوى العمل أولاً وكإيقاع مناسب للمعاصرة ثانياً.
أما عن مضمون الرسالة التي يحملها العمل فقال برّو: بكل بساطة الرسالة هي الخروج عن السياق التجاري العام في الاتجاه الفنّي الراقص في البلد، المتاجرة بالبلد، بالشهيد، بالحالة الوطنية، وتقديم جرعة حب وعمل يحترم الناس فكرياً بعد هذا الانجراف المجتمعي الخطير بفعل الحرب. كما أن الكادر عدده جيد، حوالي الـ 35 شخصاً ما بين راقصين وممثلين من جيل الشباب وفنيين والأقسام الإدارية في الفرقة.
وفي إطار التعاون الذي تقدمه وزارة الثقافة لجيل الشباب قال برّو: أتحدّث عن تجربتي الشخصية المجرّدة بعيداً عن اتهامات بعض الأطراف للوزارة في الوسط الفنّي، نحن وللأمانة الوزارة لم تبخل علينا أبداً من العام 2013 إلى اليوم سواء على صعيد مديرية المسارح والموسيقى ممثلة بعماد جلول الداعم الدائم لكل فكرة خلاقة، أو عن طريق دار الأوبرا السورية وما قدّمه جوان قرجولي خلال فترة توليه منصب إدارتها.
وأضاف: الإنتاج شحيح، لكن هذا حال المسرح ومن يريد أن يعمل فيه يجب أن يتحمّل مسؤولية هذا الأمر برأيي، في وجود المال ليس هناك أي مجال للمقارنة الإنتاجية بين المسرح والدراما أو المسرح والغناء، فالمسرح أب الفقراء إنتاجياً والأغنياء فكرياً. أما بخصوص دور وزارة الثقافة فيكفي برأيي أن الإنتاج على ضحالته المادية لم يتوقف في الحرب منذ بدايتها إلى اليوم، إيماناً منها ومن الدولة بأن الفنّ والثقافة رديفان للعمل العسكري الذي يقود للانتصار، وأعتقد أن هذه الحالة تحققت تماماً.
وفي الختام قال برّو عن جديد فرقة سورية للمسرح الراقص: على صعيد الكبار حالياً نعرض «آفروديت» في مسرح الحمراء لمدة يومين متتاليين، أيضاً لدينا مشاركة في مهرجان القلعة والوادي في حمص بتاريخ 20 آب -2019، ولدينا عمل باسم «سيف العزّ» ضمن فعاليات معرض دمشق الدولي المقبل. ومشاركة بمهرجان الرقص الحديث في الجزائر هذا العام،
وعلى صعيد جيل الأطفال لدينا عمل اسمه «وردة سورية». وعلى صعيد شخصي لدي مشاركات بالدراما هذه السنة كمخرج مساعد وربما كممثل.