اليابان تحتجّ معتبرة أن الطائرت الروسية والكورية الجنوبية إنتهكت أجواءها وروسيا تكذب إدعاءات كوريا الجنوبية
أعربت طوكيو عن احتجاجها لموسكو وسيول بسبب «حادث وقع قرب جزر تاكيشيما دوكدو المتنازع عليها في بحر اليابان»، انطوى على محاولة طائرات حربية كورية جنوبية اعتراض قاذفة روسية.
ونقلت وكالة «كيودو» عن الحكومة اليابانية قولها إن «مثل هذه التصرفات فوق أراضينا غير مقبولة»، مضيفة أن «الاحتجاج تم نقله عبر القنوات الدبلوماسية».
وتعتبر جزر تاكيشيما موضع خلاف بين طوكيو وسيول، حيث تقول اليابان إن «كوريا الجنوبية احتلت بشكل غير قانوني هذه المنطقة التي سبق أن جرى ضمها إلى الإمبراطورية اليابانية عام 1905».
من جهتها، تصرّ السلطات في كل من سيول وبيونغ يانغ على أن هذا الأرخبيل الصغير، الذي تسميه «دوكدو»، كان عبر التاريخ جزءً لا يتجزأ من الدولة الكورية.
وصباح أمس، زعم الجيش الكوري الجنوبي أن «قاذفة روسية اخترقت مرتين المجال الجوي التابع للبلاد فوق البحر الشرقي بحر اليابان قرب جزر دوكدو».
فيما كذبت موسكو إعلان سيول خرق قاذفة روسية أجواء كوريا الجنوبية، متهمة القوات الجوية للجمهورية بإجراء «مناورات غير مهنية» فوق بحر اليابان خلال تنفيذ طائرتين روسيتين تحليقاً في المنطقة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان أصدرته صباح أمس: «نفذت قاذفتان استراتيجيتان من طراز تو-95 إم إس تابعتان للقوات الجوية الفضائية الروسية، يوم 23 تموز 2019، تحليقاً مخططاً في المجال الجوي فوق المياه الدولية ببحر اليابان. وفي منطقة جزر دوكدو اقتربت من القاذفتين الروسيتين مقاتلتان كوريتان جنوبيتان من طراز F-16، نفذتا مناورات غير مهنية، معترضتين مسار حاملتي الصواريخ الاستراتيجيتين الروسيتين مما شكل تهديداً لأمنهما».
وأوضحت الوزارة أن «الطيارين الكوريين الجنوبيين لم يتصلوا بطاقمي تو-95 إم إس ونفذوا، بعد إطلاق F-16 بالونات حرارية، مناورة ليبتعدوا عن الطائرتين الروسيتين».
وشدّدت الوزارة على أنّ «مسار طائرتي تو-95 إم إس، وبحسب معطيات وسائل المراقبة الموضوعية، جرى دون أي انحراف عن خطة التحليق على بعد أكثر من 25 كيلومتراً من جزر توكتو بالتوافق مع القواعد الدولية ودون انتهاك المجال الجوي لكوريا الجنوبية».
وتابع البيان الروسي: «هذه المرة ليست الأولى عندما يحاول الطيارون الكوريون الجنوبيون، ودون أي نجاح، عرقلة تحليقات الطيران الروسي فوق المياه الدولية ببحر اليابان، مبررين إجراءاتهم بما يسمى بمنطقة تحديد الهوية لنظام الدفاع الجوي، التي أقامها الطرف الكوري الجنوبي بصورة أحادية الجانب».
وأوضحت وزارة الدفاع: «مثل هذه المناطق غير منصوص عليها في القواعد الدولية ولا يعترف بها الاتحاد الروسي، الأمر الذي أبلغت به كوريا الجنوبية مراراً عبر قنوات مختلفة».
وبينت الدفاع الروسية أنه «لم يتم إطلاق أي طلقات تحذيرية من قبل المقاتلتين الكوريتين الجنوبيتين»، وختمت بالقول: «لو شعر الطيارون الروس بأي تهديد لأمنهم لتم الرّد دون أيّ مماطلة».
..وسيول تستدعي السفير الصيني
والقائم بأعمال سفير موسكو
استدعت الخارجية الكورية الجنوبية القائم بأعمال سفير موسكو لدى سيول لـ»الاحتجاج على انتهاك 3 طائرات روسية منطقة تحديد الهوية للدفاع الجوي للبلاد وخرق طائرة واحدة أجواءها».
وأوضحت وكالة «يونهاب» أن «مساعد وزيرة الخارجية الكوري الجنوبي، يون سون غو، استدعى القائم بأعمال السفير الروسي، ماكسيم فولكوف، لتقديم احتجاج شديد، وذلك بسبب غياب السفير الروسي في إجازة حالياً».
وقال يون لفولكوف، حسب الوكالة إن «هذا الاستدعاء جاء بشكل غير متوقع لتقديم رسالة الاحتجاج والدعوة إلى منع تكرار مثل هذا الحادث».
كما استدعى يون، في وقت سابق من الأمس، السفير الصيني لدى كوريا الجنوبية، تشيو غوهونغ، احتجاجاً على دخول طائرتين صينيتين في منطقة تحديد الهوية للدفاع الجوي الكوري الجنوبي دون إخطار مسبق.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية، كيم إن تشول، في مؤتمر صحافي دوري، أمس، أن «الوزارة تتخذ إجراءات بتنسيق لصيق مع وزارة الدفاع وتتبادل المعلومات المعنية معها».
..والصين: لكل الدول الحرية في «منطقة تحديد الهوية» الكورية الجنوبية
قالت الصين أمس، إن «منطقة تحديد الهوية في نظام الدفاع الجوي الكوري الجنوبي ليست مجالاً جوياً إقليمياً، وكل الدول تتمتع بحرية التنقل هناك».
الموقف الصيني جاء على لسان هوا شانينغ، المتحدث باسم وزير الخارجية الصيني تعليقاً على «استدعاء الخارجية الكورية الجنوبية سفير بكين لدى سيول»، احتجاجاً على ما وصفته بدخول طائرتين صينيتين منطقة تحديد الهوية في نظام الدفاع الجوي لكوريا الجنوبية.