ازرع الأمل قبل القمح…!
خلود الوتار قاسم
أليس هذا ما نحتاجه في بلادنا؟
الأمل والثقة بالنفس عوضاً عن الإحباط ؟
الأمل والثقة بالآخر عوضاً عن الشك واليأس من الجميع…
الأمل والثقة بالوطن لأنها الطريقة الوحيدة لإعادة بناء هذا الوطن والمواطن المتشرذم المتفتت.
لنتعلّم أنّ النهوض والتقدّم ليسا مستحيلين…
استسلمت ألمانيا للحلفاء عام 1945 كانت حطام دولة، والشعب في حالة إحباط وإنهيار تام.
خمسة ملايين معتقل في سيبيريا، منازل بل مدن كاملة سُوّيت بالأرض، قوات الحلفاء حملت معها المصانع والآلات ودمّرت البُنية التحتية بشكل كامل.
الشعب عبارة عن نساء وأطفال وشيوخ، انتشرت فكرة الانتحار، ثم تلتها فكرة النهوض من القاع، في غياب تام للحكومة، بدأت النساء والشيوخ بجمع الأنقاض لإعادة بناء البيوت وجمع الأوراق والكتب من تحت الأنقاض لفتح المدارس، كتبوا على بقايا الجدران المحطمة شعارات تبث الأمل وتحث على العمل:
لا تنتظر حقك.. إفعل ما تستطيع.. إزرع الأمل قبل القمح.
كانت الفترة بين عامي 1945 و 1955 مرحلة بناء البيوت بالأمل والإيمان، فصنعوا النجاح.
سُمّيت النساء في تلك الفترة نساء المباني المحطمة.
في العام 1954، فازت ألمانيا بكأس العالم وكانت أصابع أقدام اللاعبين تخرج من أحذيتهم المهترئة.
الفترة بين عامي 1955 و 1965، كانت مرحلة بناء المصانع، حيث تمّ استيراد عُمّال أتراك، وكتبوا قيَم العمل: جدية + أمل.
الفترة بين عامي 1965 و 1975، ظهرت رؤوس الأموال ورجال الأعمال، وتكفّل كلّ رجل أعمال بـ خمسين شاباً يُدرّبهم ويُعلمهم.. وكانت مهمة الإعلام بث الأمل.
الخُلاصة: ألمانيا بدأت من الصفر… واليوم تعرفون إلى أين وصلت!
رئيسة جمعية «لبنانيات نحو مراكز القرار»