دمشق تؤكد رفضها التفاهمات الأميركية التركية أو المس بوحدة وسلامة أراضيها
أكد مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين أن الجمهورية العربية السورية تعرب عن استنكارها الشديد لاستمرار التدخل الأميركي الهدّام في سورية والذي يرمي إلى إطالة أمد الأزمة وتعقيدها والمس بوحدة وسلامة أراضيها.
وقال المصدر «سورية تؤكد مجدداً رفضها القاطع لأي شكل من أشكال التفاهمات الأميركية التركية والتي تشكل اعتداء صارخاً على سيادة ووحدة سورية أرضاً وشعباً وانتهاكاً فاضحاً لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة»، مضيفاً: إن الذرائع التي يسوقها النظام التركي في عدوانه على سورية بحجة الحفاظ على أمنه القومي تكذّبها سلوكيات وسياسات هذا النظام الذي شكّل ولا يزال القاعدة الأساسية للإرهاب وقدّم له كل أشكال الدعم العسكري واللوجستي.
وأوضح المصدر لوكالة الأنباء السورية «سانا» أن «الجمهورية العربية السورية التي تكافح الإرهاب بكل أشكاله منذ ثمانية أعوام تجدد التأكيد على الاستمرار في مطاردة فلول الإرهاب حتى القضاء عليه بشكل كامل على كل الأراضي السورية والتصدي لكل الطروحات الانفصالية التي تشكل تهديداً لسيادة سورية ووحدتها وسلامتها الإقليمية».
وختم المصدر تصريحه بالقول إن الشعب السوري الذي قدّم التضحيات في مكافحة المجموعات الإرهابية لن يسمح لأي كان بالتطاول على سيادة سورية والمسّ بوحدة أراضيها وهو اليوم أكثر عزيمة وإصراراً في الدفاع عن جغرافيا الوطن السوري والحفاظ على وحدته واستقلاله وقراره الوطني المستقل.
ويأتي بيان الخارجية السورية على خلفية المحادثات الجارية بين تركيا والولايات المتحدة الأميركية حول ما تسمّيها أنقرة «المنطقة الآمنة» عند الحدود مع سورية.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، في وقت سابق، إن المقترحات الأميركية بشأن المنطقة الآمنة لا ترضي تركيا، كما أن الطرفين لم يتفقا على إبعاد المسلحين الأكراد من المنطقة. وشدّد على أنه يجب التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن في أقرب وقت، لأن «صبر أنقرة قد نفد».
بدوره، هدد وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أول أمس، الخميس بشن عملية عسكرية جديدة في شمال سورية، في حال فشل المحادثات مع الولايات المتحدة حول إقامة «منطقة آمنة» شرقي نهر الفرات.
وفي ختام لقاء جمع أكار في أنقرة، مع رئيس الوفد الأميركي، جيمس جيفري، حول هذا الموضوع، نقلت وكالة «الأناضول» الرسمية عن أكار قوله: «أبلغنا الوفد الأميركي بآرائنا ومقترحاتنا كلها وننتظر منهم دراستها والردّ بشكل فوري». وتابع الوزير: «أشرنا مجدداً إلى أننا لن نتحمل أي إبطاء وسنأخذ زمام المبادرة إذا لزم الأمر».
اعتبر حاكم مصرف سورية المركزي، حازم قرفول، أن بلاده تتعرّض لحملة وصفها بالممنهجة للنيل من الاقتصاد السوري والعملة الوطنية، وأن ارتفاع الدولار في السوق المحلية وهمي.
ولم يستثن المسؤول السوري تواطؤ بعض المستفيدين في الداخل السوري مع هذه الحملة، محذراً إياهم من اتخاذ إجراءات قانونية صارمة بحقهم.
وأضاف، أن الحملة التي تستهدف سورية تترافق مع قانون العقوبات الأميركي «سيزر»، المفروض على دمشق، معرباً عن أسفه لمشاركة البعض عن قصد أو غير قصد في الحرب الاقتصادية ضد سورية.
وأشار قرفول إلى مضاربين كانوا يستغلون تدخلات المركزي لدعم الليرة بغية التنفع، وأوضح أن بعض المضاربين تعوّدوا على سياسة معينة في الماضي للمركزي، بأنه عندما يظهر نوع من التوتر في سوق العملات وتتراجع العملة بنحو 30 – 50 ليرة، كان المركزي يضخ عشرات أو مئات الملايين من الدولارات لدعم الليرة.
وذكر قرفول أن كل دولار موجود لدى المركزي هو من حق المواطن والاقتصاد السوري، حيث يمكن استخدامه في تمويل الاستيراد، مشدداً على أن المركزي لن ينجرّ إلى هذه اللعبة ولن يرفع سعر الصرف أو يضخّ الدولارات في السوق.
وتشير صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المعنية بأسعار العملات في سورية، إلى أن تداول الدولار في السوق السوداء الموازية جرى في مطلع يونيو الماضي عند 577 ليرة، ليرتفع بعد ذلك ويصل مطلع يوليو الحالي إلى 677 ليرة، إلا أنه تراجع بعد ذلك ليبلغ الآن 600 ليرة.
ميدانياً، نفذت وحدات من الجيش السوري ضربات مكثفة بسلاحي المدفعية والصواريخ طالت مخابئ ومقار إرهابيي «الحزب التركستاني» في محيط قرية السرمانية أقصى شمال غرب حماة وفي قرى وبلدات بريف إدلب الجنوبي وذلك رداً على اعتدائهم بالقذائف على مدينة محردة وقرية قمحانة اليوم ما أدى إلى أضرار مادية فيهما.
وذكر مصدر أن وحدات من الجيش وجّهت رمايات من سلاح المدفعية الثقيلة وصليات صاروخية على تحصينات ومخابئ إرهابيي تنظيم «الحزب التركستاني» في أحراج قرية السرمانية على الحدود الإدارية بين حماة وإدلب واللاذقية ودمّرت لهم نقاطاً محصنة ومقار وقضت على عدد منهم.
ولفت المصدر إلى أن رمايات مركزة نفذتها وحدات الجيش طالت مقار تنظيم «جبهة النصرة» في محمبل وأريحا بريف إدلب الجنوبي أدت إلى تدمير عدد منها وإيقاع قتلى ومصابين بين صفوف الإرهابيين.
وتواصل وحدات الجيش العاملة في حماة عملياتها على تجمّعات ومقار التنظيمات الإرهابية وتكبّدها خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد وذلك رداً على اعتدائها بالقذائف الصاروخية على المناطق الآمنة وكان آخرها استهداف على قرية ناعور جورين والسقيلبية بريف حماة الشمالي الغربي الاثنين الماضي ما أدّى إلى استشهاد 7 مدنيين بينهم طفلتان وإصابة عدد آخر بجروح.