حردان: الحرب الأهلية مهّدت للاجتياح «الإسرائيلي» وأيّ تهديد للسلم الأهلي القائم اليوم يمهّد لعدوان جديد على لبنان
أكد رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، أنّ الحزب القومي نشأ حزب صراع ومقاومة، والقوميون ناضلوا وضحوا واستشهدوا من أجل قضية كبرى، هي قضية الأمة، وهذا فعل إيمان نعتز به.
وشدّد على أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي حزب مؤسّسات، ومؤسّساته تتحمّل مسؤولياتها، وتقارب المواضيع والاستحقاقات دستورياً وبما يحقق مصالح الحزب. وهي قدّمت صورة نقية عن حزبنا، وهذه الصورة لا يسستطيع أحد تشويهها، لا بالثرثرة ولا بواسطة صغار الكتبة الذين يتعمّدون الإساءة إلى الحزب في كلّ مناسبة واستحقاق.
وقال حردان خلال كلمة له في اجتماع حزبي في ضهور الشوير: إنّ التحديات اليوم، تسكن في كلّ تفصيل، ولذلك، نحن معنيون بالتصدي لكلّ صغيرة وكبيرة تستبطن تفتيت مجتمعنا. والقوميون مطالبون بأن يواجهوا كلّ أمر يحمل في طياته أهدافاً مشبوهة ويخدم أجندات استعمارية تصبّ في خدمة العدو الصهيوني.
وتابع: هناك محاولات لتفتيت مجتمعنا، وضرب مكامن قوّتنا، ترعاها دول ومنظومات، وتستخدم في تنفيذها إرهاباً متعدّد الجنسيات وقوى وأدوات محلية تعمل لمصلحة قوى خاريجة تتربّص بشعبنا وأمتنا.
وسأل حردان: لصالح من، تستهدف نقاط قوتنا… وتطرح مشاريع طائفية ومذهبية لتفتيت المجتمع وإضعافه؟
وقال: العراق واجه حالة من التشرذم، لأنّ أميركا فرضت عليه بعد غزوه، دستور التقسيم. وفلسطين، تواجه مخطط تصفية المسألة الفلسطينية، أما سورية فتعرّضت لحرب عدوانية بهدف كسر إرادتها. وهناك حصار وضغوط عليها وتعطيل للحلول. بكلّ بساطة هناك من لا يزال يعمل على فكرة لبننة سورية، لأنّ النظام اللبناني بتركيبته الطائفية مصلحة للعالم الغربي، والمطلوب ان تكون سورية على هذه الشاكلة، ولذلك يحاصرونها اقتصادياً. وأمام هذا المشهد فإنّ المواجهة مفتوحة والمعركة مستمرة.
وأشار حردان إلى أنه في الحرب الأهلية التي شهدها لبنان فُرز البلد طائفياً، ولكن اليوم، في زمن السلم الأهلي المشهد المذهبي هو أخطر ما يكون على وحدة لبنان … بالأمس اعترض أحدهم على الموازنة لأنها تضمّنت نصاً يعطي الناجحين في امتحانات مجلس الخدمة المدنية الحق بالتوظيف، وتقوم قيامة البعض على هذا النص، بحجة غياب التوازن الطائفي. ماذا يعني غياب التوازن الطائفي؟ هل يتجرّد المواطن من لبنانيته مثلاً؟ أو يتمّ نفي حقيقة أنه تقدّم للامتحان؟ هذه العقلية في لبنان لدى كلّ الطوائف والمذاهب وتستثمر إلى أقصى الحدود.
أضاف: من سيواجه هذا الأمر؟ الحزب السوري القومي الاجتماعي لكونه أبرز الطليعيّين في موضوع تحصين الوحدة، ولأنه لا يخاف من المذهبيين والطائفيين، ولذلك يجب أن نعرّيهم ونحمّلهم مسؤولية ما يتهدّد لبنان في وحدته وسلمه الأهلي.
نحن القوميون، إبان الأحداث المؤلمة كنا دعاة وحدة وساهمنا بإسقاط مشروع التقسيم، وساهمنا في وحدة لبنان واستعادة مؤسساته، واليوم هذه الوحدة مهدّدة، ويجب أن نضع كلّ طاقتنا وإمكانياتنا في مواجهة التقسيم، هذا هو عملنا السياسي الآن، هذه هي تطلعاتنا ويجب أن ننتصر، فنحن أصحاب فكر وحدوي وهذا الفكر مرّ منذ ستة وثمانين عاماً إلى اليوم في الكثير من الامتحانات، فصمد ونجح، وكلّ قومي اجتماعي في أيّ منطقة مطالَب بالعمل من أجل تحصين المجتمع.
وختم حردان قائلاً: لبنان إلى وحدة وطنية حقيقية وإلى سلم أهلي ناجز، فالحرب الأهلية مهّدت للاجتياح «الإسرائيلي»، واليوم فإنّ أيّ تهديد للسلم الأهلي القائم، يمهّد لعدوان جديد على لبنان، لذلك نحن معنيون بمواجهة كلّ ما يمسّ السلم الأهلي والوحدة الوطنية، ولدينا من الوعي والإدارك والقدرة ما يمكّكنا من تغيير الواقع.