مارلين حردان: الدولة مطالبة بتحمّل مسؤولياتها وما هو على عاتق الدولة ليس اختياراً لأنها هي المسؤولة عن مصالح الناس

أقامت جمعية نور للرعاية الصحية والاجتماعية عشاءها السنوي في نبع البحصاصة على مقربة من نبع الحاصباني برعاية وحضور النائب أسعد حردان، وبمشاركة ما يربو على الأف مدعو، يتقدمهم رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي فارس سعد وأعضاء قيادة الحزب، مطران صيدا وصور وتوابعهما للروم الارثوذوكس المطران الياس كفوري، ممثل النائب الدكتور علي فياض ماجد الحمرا، ممثل عن النائب أنور الخليل كمال أبوغيدا، طبيب قضاء مرجعيون انيس ونّا، رئيس مجلس امناء الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم «MUBS» الدكتور حاتم علامة، وكيل داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي في المنطقة شفيق علوان، رئيس دائرة حاصبيا مرجعيون في الحزب الديموقراطي بسام كزيلا، رئيس اتحاد بلديات العرقوب الحاج محمد صعب، ورؤساء بلديات: دير ميماس، القليعة، مرجعيون، ابل السقي، الهبارية، الفرديس، راشيا الفخار، الماري، كفرحمام، كفرشوبا، شبعا، برج الملوك، كفركلا، حاصبيا، ميمس، شويا، وكفرمشكي، عدد كبير من المخاتير وأعضاء المجالس البلدية، مدراء بنوك وهيئات تربوية واجتماعية وثقافية، وحشد من الفاعليات والشخصيات إضافة إلى عدد كبير من مسؤولي «القومي».

بداية عرض فيلم عن منطقتي حاصبيا ومرجعيون ومعالمهما وتراثهما، ثم النشيد الوطني اللبناني، فكلمة ترحيب ألقتها سعدى الغريب، وجاء فيها: قالوا لحرمون: من أين شموخك؟ أجاب: من وداعة وتواضع وادي التيم… أيها الوادي الذي أوجدتنا الحياة على أرضك، واحتضنت مئات الأجيال في ربوعك المشبعة بالعز والكرامة، فبنو معروف أشادوا على رباك خلواتهم للتعبّد. كنتَ معبداً لجلجامش، ومسرى للسيد المسيح، من هنا انطلقت الشرارة الأولى للمقاومة الوطنية فأسقطت نظرية «سلامة الجليل»، من هنا بدأ أبطال نسور الزوبعة بعملياتهم لمقاومة الأعداء بقيادة ابن المنطقة ابن راشيا الفخار البار النائب الأمين أسعد حردان الذي قاد عمليات الدخول إلى القطاع الشرقي عام ألفين عام التحرير.

بوركت أيها الوادي، فأرضك أرض الوفاء وأرض الزيتون المتآخي مع نهرك، نهر الحاصباني الذي يفيض بالخير والعطاء..

جمعية نور غنية عن التعريف في منطقة حاصبيا ومرجعيون لما لها من باعٍ طويل في مساعدة أبناء المنطقة، كلّ ذلك لم يكن لولا دعم ومساندة النائب أسعد حردان راعي هذه الجمعية وداعمها بكلّ ما أوتي من قوة…

أما السيدة مارلين أسعد حردان رئيسة الجمعية فهي المحور الأساسي المحرك لكافة أنشطة الجمعية، كيف لا وهي تختزن ديناميكية «هائلة» لتحقيق وتشغيل كافة الأنشطة التي تتولاها الجمعية منذ أكثر من عقدين من الزمن.

كلمة رئيسة جمعية نور مارلين حردان

وألقت رئيسة جمعية «نور» السيدة مارلين حردان كلمة جاء فيها: نلتقي هنا، في الجنوب الصامد، بأهله وناسه… نموذجاً مميزاً للوحدة الوطنية والتآخي..

ببلداته وقراه… تشمخ صموداً وتضحية وإباء، بتلاله وبواباته، تكتب حكايا المجد صموداً وانتصارات.

هنا الجنوب عقدة الوصل والربط.. مداه جنوب الجنوب، هنا الموقف الفصل.. بطولة واستشهاداً، هنا أرض الخصب تفيض عزاً وكرامة… هنا المواسم، زيتوناً وتبغاً وسنابل… هنا التاريخ، إنساناً ومعالم وحضارة، هنا الحرفُ يعزف نشيد الحرية.. هنا الحِرف تراثاً وأصالة.. هنا الأهل طيباً وأخاء.. إرادة وصلابة.

هنا الوزاني، هنا الحاصباني، شرايين حياة، وهنا، نبض الحياة صراعاً.

هنا الجنوب… ولن نعبر يا جنوب إلا بك، وإنْ عبرنا.. منك واليكَ.

أضافت: نعبرُ منك وإليك أيها الجنوب.. بآمالنا وأحلامنا، بحزمنا وعزمنا، بقولنا والعمل، بإرادة حوّلت الوجع والمعاناة إلى منصات فرح، وبهذه الإرادة لا بدّ أن نرفع الحرمان عن مناطقنا.

إننا، باسم أهل هذه المناطق الجنوبية، فعاليات ومزارعين وحرفيين، نتطلع إلى خطة متكاملة ترعى تصريف الإنتاج، بدءاً من زيت الزيتون إلى كلّ ما يُنتج هنا، إلى الترويج للصناعات الحرفية المميّزة، تعزيزاً لصمود أهلنا وتشبّثهم بأرضهم.

ما هو مطلوب من الدولة، خطة لتفعيل التبادل التجاري بين لبنان والدول الأخرى بما يوفر فرصاً حقيقية لتصريف الإنتاج.

وتابعت قائلة: أهل الجنوب، يريدون من الدولة أن تلتفت لمناطقهم بعين الإنماء المتوازن، بما نصّ عليه الدستور، ويتطلعون إلى تعزيز فرص السياحة في مناطقهم، لأنها تحتضن معالماً تاريخية واثرية، وتمتاز بجمال الطبيعة والمناظر الخلابة، والامتياز الأول روحية أهلها الممتلئة محبة وعطاءً.

مناطق الجنوب أيها الحضور، مناطق سياحية بامتياز، وتشجيع السياحة هنا، ينعش كلّ اقتصاد البلد.

ودعوتنا اليوم، لمعالي وزير السياحة، أن بادروا جنوباً.. فهنا سراي مرجعيون وسراي حاصبيا، هنا الكنائس التاريخية والقلاع الأثرية، هنا كوكبا والهبارية والخيام وراشيا الفخار، هنا الوديان والتلال والبوابات من وادي الحجير إلى تلال كفرشوبا إلى بوابة فاطمة ومزارع شبعا..

وهنا طريق الجلجلة من قانا إلى الجليل..

نعم، دعوتنا إلى الاستثمار جنوباً، في السياحة الوطنية، في السياحة الدينية، في السياحة الترفيهية، لأنّ هذا الاستثمار إنماءً ومشاريع، لا يُنعش اقتصاد لبنان وحسب، بل يحصّن وحدته واستقراره ويسهم في ازدهاره وتقدّمه..

وقالت حردان متوجهة إلى الحضور: سرّ الجنوب، هو أنتم… ولأنّ هذا الجنوب نأى عن كلّ مصطلحات وبدع «التعايش» فإنه أنتج وحدة وطنية نموذجية متجذرة، ركيزتها الإيمان بمبدأ الحياة الواحدة والمصير الواحد بين اللبنانيين كافة. وبهذا الإيمان انتصر الجنوب.. وبهذا الإيمان ينتصر لبنان.

أضافت: ولأننا في زمن الانتصارات في رحاب ذكرى انتصار المقاومة وفي رحاب عيد الجيش فإننا نتوجه بالتحية الى جيشنا ومقاومتنا ونؤكد تمسكنا بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة.

وتحدثت حردان في كلمتها عن دور الجمعية، فقالت: جمعية نور للرعاية الصحية والاجتماعية، عدا عن الدور الذي تؤدّيه في المجالات الصحية والتربوية والثقافية، وعدا عن سعيها الدؤوب لتمكين المرأة الجنوبية، وتحصين صمود الأهل في هذه المناطق، فإنها لكلّ لبنان. ولا يأخذ أحد عليها اهتماماتها جنوباً، لأنّ للجنوب خصوصية، أنه عانى ضيم الاحتلال.. ولا يزال على خط مواجهة الاحتلال.

جمعية نور تردّد مع الزعيم سعاده: «بأننا أكفّاء للاضطلاع بالحياة ومتاعبها وانّ لنا المقدِرة على حمل أتعابها بسرورٍ عاملين بتقدّمٍ نحو الفلاح نحو التغلّب نحو المقدرة».

وتابعت: جمعية نور، ترى واجباً أن ترفع الصوت وأن تُسمع الجميع، بأنّ تحقيق الإصلاح في لبنان وتعزيز المواطنة وتحقيق المساواة وترسيخ العدالة الاجتماعية، وتحصين الوحدة وصون السلم الأهلي، كلّ هذا لا يتحقق، إلاّ من خلال تشريعات حديثة ومتطورة توضع من أجل الإنسان وحريته وكرامته وحقوقه، وأول التشريعات الضرورية، سنّ قانون جديد للانتخابات النيابية، وفقاً للدستور اللبناني. وحين نطبّق الدستور في هذا الخصوص، نكون قد تقدّمنا ألف ميل إلى الأمام.

جمعيتنا وسائر الجمعيات والمؤسسات الأهلية، هي التي اختارت أدوارها، وأخذت على عاتقها الاهتمام بالكثير من القضايا تحصيناً لصمود الناس في مناطقهم. ولكن، الجمعيات، لا تحلّ محلّ الدولة.

الدولة مطالبة بتحمّل مسؤولياتها والقيام بواجباتها، وما هو على عاتق الدولة، ليس اختياراً، لأنها هي المسؤولة عن مصالح الناس، وإن كان لدينا شعور بأنّ الدولة تنأى بنفسها عن مصالح الناس وقضاياهم.

تحية لراعي الجمعية النائب أسعد حردان

والإعلان عن منحتين دراسيتين كاملتين باسمه

وإذ أكدت السيدة حردان بأنّ ضرورات الجنوب استدعت الإحاطة بالأولويات، خصّت راعي الجمعية والحفل، رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان بالتحية فقالت:

أتوجه بتحية خاصة ملؤها الوفاء لمن وفّر كلّ الرعاية والاحتضان لجمعية نور، منذ لحظة تأسيسها إلى اليوم، وشكل دعامة أساسية لتطوّر عملها بالدعم والمؤازرة.

مناضل تعرفونه جيداً، صلب الإرادة عزاً وارتقاء، ما خاض غماراً إلا وانتصر، ما وضع جهداً في مكان إلا وأثمر، عرفتموه في النضال رفيقاً ومسؤولاً وقائداً، وفي المواقف حزماً وثباتاً ورسوخاً.. خاض معترك الصراع على خطى سعاده، مطلقاً نسور حزبه زوبعة تحلق في فضاء الأمة..

إنه راعي الجمعية الأمين الجزيل الاحترام أسعد حردان.

شكرا لك من القلب، على كلّ ما أعطيت وقدّمت.. عطاؤك مثمرٌ.. حضورك مشعّ.

شكراً لأنك وجهتنا وعلمتنا وواكبتنا، شكراً لأنك جعلتنا نخوض غمار التحدي.. لأنه فعل مقاومة.

شكراً حضرة الأمين.

وباسمك نعلن تقديم منحتين دراسيتين كاملتين في جامعة LIU لطالب متفوق في حاصبيا وآخر في مرجعيون، شاكرين معالي الوزير مراد على هذه المنح.

… وتحية الحضور والإعلام وأعضاء الجمعية والعاملين فيها

ختاماً..

التحية لكم جميعاً، فرداً فرداً، على عطاءاتكم ومواكبتكم لنا.

التحية لممثلي وسائل الإعلام…

التحية للهيئة الإدارية في جمعية نور ولكلّ أعضاء الجمعية، على ما بذلوا ويبذلون من جهود.. وما يظهرون من إرادة مصمّمة على مواصلة مسيرة الجمعية.. متطوّعين لخدمة الناس والمجتمع…

عشتم أحراًرا للحق والخير والجمال.. عاش لبنان وعاشت أمتنا حرّة سيدة مستقلة.

برنامج الحفل

بعد كلمة رئيسة الجمعية، قدّمت فرقة الفرح الفنية عرضاً خاصاً بالمناسبة تميّز بالإبداع الفني والتراثي، ثم أحيا السهرة الفنان أنس صباح فخري الذي حوّل المسرح منصة إطلاق لإغنياته الوطنية والقومية والتراثية وسط تفاعل الحضور وفرحه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى