دمشق: خطوة سوريّة مرتقبة للتخفيف من وطأة الحصار الاقتصادي
تشهد سورية عدداً من الخطوات والإجراءات الحكومية التي تسعى للتخفيف من وطأة الحصار الاقتصادي الخانق الذي تفرضه الولايات المتحدة والغرب على البلاد، وتشمل هذه الإجراءات العديد من المجالات.
يُعتبر تسهيل وتخفيض تكاليف الخدمات العامة والخاصة بالنسبة للمواطن السوري جانباً هاماً ورئيسياً من إجراءات تعويض انخفاض الدخل في سورية، وبالفعل تقوم الحكومة السورية بإجراءات متعدّدة في محاولة منها لدعم العملية الإنتاجية، وكذلك الخدمية.
وتسعى الحكومة السورية إلى تطبيق نظام الحكومة الإلكترونية في البلاد، من أجل تسهيل الخدمات العامة الأمر الذي يساهم في دعم المواطن السوري، وبدأت بعض الوزارات والإدارات الحكومية بدراسة إمكانية الاستفادة من الإنترنت والمجال الإلكتروني للوصول إلى خدمات إلكترونية سهلة ومنخفضة التكاليف.
ونشرت صفحة رئاسة الوزراء السورية على «الفيسبوك» تصريحات لوزير النقل السوري علي حمود يؤكد فيها دراسة الوزارة لتطبيق نظام «جي بي إس» الإلكتروني لتطوير خدمات سيارات الأجرة في البلاد.
وكشف الوزير حمود أن مجلس الوزراء درس مشروع نظام التطبيقات الذكية لاستخدام السيارات الخاصة بنقل الركاب، وذلك لتوفير خدمة مميزة لنقل الركاب، ولتمكين مالك السيارة من استخدامها، وتوفير بعض المبالغ اللازمة لمصروف السيارة وخاصة قيمة الوقود، من خلال استخدام التطبيق الذكي، الذي يسمح بأن يصل بين المرخّص له بالخدمة، والقائم بالخدمة، والمواطن».
وأضاف الوزير السوري: «وبالتالي ستكون هناك قاعدة بيانات مبنيّة على نظام «جي بي إس» ويستطيع من خلالها المشترك بالخدمة أن يستخدم هذه الخدمة وينتقل بالسيارة الخاصة من مكان إلى آخر».
من جهته قال الخبير العسكري الروسي ألكساندر إيفانوفيتش زيلين، رئيس مركز دراسة المشكلات التطبيقية العامة للأمن القومي: «إن استخدام أجهزة الملاحة GPS حتى في الأماكن التي يدور فيها القتال ليس مشكلة. لأن كل من يشارك في هذه المنطقة يستخدم هذا النظام».
واعتبر الخبير الروسي أن اتجاه الحكومة السورية لاستخدام هذا النظام الإلكتروني وتطبيقه على سيارات النقل يشير إلى نظرة مستقبلية لديها، وقال: «حقيقة أنّهم يرغبون في إنشاء نظام ملاحة لسيارة الأجرة في سورية، هذا يدلّ على أن سلطات هذا البلد تفكر لمستقبل، أعتقد أنهم سوف يتمكنون من التعامل مع هذا الوضع، لأنه لن تكون هناك مشاكل لا يمكن التغلب عليها».
وأضاف: «بالطبع، يمكن للجانب الأميركي وضع العصي في العجلات، لكن في النهاية، سيتم حل هذه المشكلة بنجاح، بما في ذلك بمساعدة من الجانب الروسي، ولا أرى أي مشاكل لا يمكن التغلب عليها».
وأشارت المهندسة السورية سليمة سمير إن تطبيق هذا النظام ممكن إذا كان يوجد تنظيم من البداية، وإذا توفرت الإرادة لذلك، فإنه من الممكن تطبيقه بنجاح، ولكن ضعف الإنترنت سيشكل صعوبة بخصوص التطبيقات والبرمجيات عبر النت.
وبهذا الصدد يشير خبراء تقنيون إلى أنه يجب الاطلاع بشكل موسّع على آلية عمل التطبيق وكيفية تفاعل سائق السيارة مع العميل. وسيكون التطبيق مجزياً في حال كان استخدام خاصية «جي بي إس» لا تكلف الكثير من الانترنت، حيث من ناحية سيوفر التطبيق أموالاً ووقتاً، بينما من ناحية أخرى سيكون مكلفاً من ناحية صرف الإنترنت. ولكن وبشكل عام، تعتبر خطوة إيجابية في التطوير والتحديث، ومواكبة التكنولوجيا، وخاصة إذا طبقت في أسرع وقت ممكن، ويزيدها فاعلية تطبيق خاصية الدفع الإلكتروني، وأن يتمكن المواطن السوري من دفع ليس فقط آجار التكاسي عبر هذا النظام، وإنما أن يكون جزءاً لا يتجزأ من حياته اليومية.
وكانت الحكومة السورية وخلال جلسة مجلس الوزراء السابقة في 27 تموز، قد سمحت لسيارات الركوب الصغيرة والمتوسطة التي لا يزيد عدد ركابها عن 10 عدا السائق والمسجلين بالفئة الخاصة، بنقل الركاب وفق نظام استخدام التطبيق الذكي لنقل المركبات، بحسب مواقع إلكترونية.
حيث بين مدير الاستثمار ونقل الركاب في وزارة النقل وسيم مارديني أن ميزات التطبيق تسمح لمالك المركبة الخاصة المشترك بالتطبيق الإعلان وتحديد خط سيره ما يتيح للمواطنين المشتركين بالتطبيق إمكانية الانتقال ضمن خط السير مقابل أجر، منوّهاً بوجود جهاز تحديد موقع ضمن السيارة GPS يتيح تعقب السيارة ومعرفة مسارها أثناء الانتقال.
كما نوّه إلى أن لا زيادة على مخصصات السيارات المشتركة في تطبيق النقل، وأن عملهم لا يعني أن يقوم بنقل الركاب من أي مكان وإلى الوجهة التي يرغب بها الراكب، أي أن تصبح السيارة عمومية.
يُشار إلى أن عملية تسهيل وتخفيض تكاليف الخدمات العامة وتخفيف الروتين وتطبيق الحكومة الإلكترونية والخدمات الإلكترونية يؤدي بشكل فوري إلى تحسّن ملحوظ في مستوى معيشة الفرد السوري.
ميدانياً، تمكن الجيش السوري، أمس، من تحرير بلدتي الأربعين والزكاة في ريف حماة الشمالي من سيطرة الجماعات الإرهابية المسلحة.
وكانت وحدات الجيش السوري قد خاضت أمس، اشتباكات عنيفة مع تنظيم جبهة النصرة وحلفائه، قبل أن تتمكن من اقتحام البلدة التي ظلت لسنوات تشكل مع بلدتي اللطامنة وكفرزيتا حصناً منيعاً لتنظيم يدعى جيش العزة ، أبرز حلفاء النصرة في ريف حماة الشمالي، ومنطلقاً للقذائف الصاروخية التي أزهقت حياة آلاف المدنيين في البلدات الآمنة الواقعة تحت سيطرة الدولة في ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي.
ونقل عن مصدر ميداني من داخل بلدة الزكاة المحررة، قوله إن اقتحام وحدات الجيش لبلدة الأربعين أول أمس الثلاثاء مهّد الطريق أمام تساقط بلدات ريف حماة الشمالي بقبضة الجيش، موضحاً أن اشتباكات عنيفة خاضتها وحدات الجيش السوري في بلدة الزكاة أسفرت عن مقتل عشرات المسلحين، بينهم إرهابيون من جنسيات عربية وأجنبية.
ولفت إلى استمرار عمليات التمهيد المدفعي على مواقع المسلحين في كفرزيتا واللطامنة، وإلى استمرار الغارات الجوية التي ينفذها الطيران الحربي السوري والروسي على خطوط دفاع وإمداد التنظيمات الإرهابية.
ومع سيطرته على الزكاة بات الجيش السوري يتمتع بالإشراف الناري على بلدة كفرزيتا التي تبعد عنها نحو 3 كم إلى الشمال الشرقي، وعلى بلدة اللطامنة التي تبعد عن الزكاة بنحو 4 كم إلى الجنوب الشرقي، وكلتا البلدتين تشكلان المعقل الرئيس لتنظيم جيش العزة الحليف الأكثر ثباتاً لجبهة النصرة بريف حماة.
وفي كانون الأول/ديسمبر 2012، سيطر مسلحون من جنسيات عدة بينهم سوريون على بلدات الزكاة واللطامنة والحماميات، وعلى مدى السنوات التالية دارت اشتباكات عنيفة على هذا المحور، ودعيت المنطقة الواقعة بين اللطامنة والزكاة وكفرزيتا بـ مثلث الموت لكثرة ما شهدت معارك طاحنة بين الجيش السوري وفصائل إرهابية مسلحة كانت تكني نفسها بـ الجيش الحر الذي سرعان ما بدّل اسمه إلى جبهة النصرة، و»داعش»، والحزب التركستاني، وأجناد القوقاز، وحركة أحرار الشام الإسلامية، وغيرهم.
وتمكّن الجيش السوري خلال العملية العسكرية التي يخوضها في المنطقة المنزوعة السلاح منذ أكثر من شهرين، من استعادة السيطرة على عشرات القرى والبلدات الاستراتيجية، كما تمكن بمساندة الطيران الحربي الروسي من تدمير الخطوط الدفاعية الأساسية للتنظيمات الإرهابية على طول جبهات القتال، قبل أن تتمخض اجتماعات أستانا الأخيرة عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار رفضت التنظيمات الإرهابية الانصياع لشروطه المتضمنة إيفاء تركيا بالتزاماتها وتطبيق اتفاق سوتشي، كما سرّع استمرار اعتداءات الجماعات المسلحة على البلدات والقرى الآمنة في مناطق سيطرة الدولة من استئناف الجيش السوري لعملياته العسكرية بعد ثلاثة أيام على إعلان الهدنة، وقبل أن تتمكن الجماعات المسلحة من إعادة بناء خطوط دفاعها وتعزيز عديدها وعتادها وطرق إمدادها، ما يرجح وقوع انهيارات متتالية ومتسارعة في صفوف التنظيمات الإرهابية.
وفي سياق آخر، أعلن الاحتلال التركي أنه تم الاتفاق مع واشنطن على إقامة غرفة عمليات مشتركة للتنسيق بشأن المنطقة الآمنة في سورية.
قالت وزارة الدفاع التركية، أمس، إنها اتفقت مع الجانب الأميركي على جعل المنطقة الآمنة في سورية ممر سلام، بحسب ما نشرته وكالة «الأناضول». وأشارت الوزارة في بيان لها إلى أنه تم اتخاذ كل التدابير الإضافية لضمان عودة السوريين إلى بلادهم.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن الأحد الماضي أن قواته ستدخل إلى شرق الفرات كما دخلت إلى عفرين وجرابلس والباب شمالي سورية وأخبرنا روسيا والولايات المتحدة بذلك، بحسب تعبيره، مؤكداً أن تركيا ستنفذ عملية شرق نهر الفرات في شمال سورية، في منطقة تسيطر عليها ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية.