زعزعة الاستقرار السياسي والأمني جعدنة سقفها الحكي
عمر عبد القادر غندور
بعد انقضاء نحو أربعين يوماً على حادثة قبرشمون الدامية، ما كان اللبنانيون ليتذكّروا تاريخ الحادث لولا توقف مجلس الوزراء عن الحياة ومعه بلدنا التعيس بسبب ما حصل في ذلك اليوم، وهذا لا يحصل في بلد في العالم عنده رئيس جمهورية ومجلس نواب وحكومة وأجهزة أمنية وقضاء وإعلام، في الوقت الذي ارتفعت فيه نبرة الخطاب السياسي والتحفظات المتبادلة بين القصر والسراي حول المادة 53 البند الثاني عشر من الدستور ولا نريد ان ندخل في التفاصيل!
ومن يراقب سيل التصريحات الموصى بها والتشدّد في التموضع هنا وهناك والإيحاء لسياسيين جدد جاء دورهم لردّ الجميل، للمشاركة في إطلاق رصاص الاتهامات لجهات معينة وداعميها، من غير تحفظ، واتهام مسؤولين بالاسم الصريح والتأكيد على أزلية زعامات لا تُحرق ولا تُغرق في هذا الفريق أو ذاك، والتهديد بتدخل دول متعاطفة، والمسّ بالسلم الأهلي والاستقرار الأمني، حتى يخيّل للمتابعين أنّ المتاريس ارتفعت وأنّ الحرب الأهلية واقعة لا محالة…
هذه المشهدية السوريالية المتشابكة والتي يلعب فيها بعض الرسامين «الصولد» بفعل غرائزهم وليس عقولهم انها ستؤدّي الى «تغيير حتماً» بدليل شلّ البلد لأكثر من شهر، فاتهم لا بل يحسنون قراءة ما دار ويدور حولهم، متوهّمين أنّ بإمكانهم وضع البلد على شفير الهاوية خدمة لمصالحهم وزعاماتهم، وقد يكون ذلك ممكناً في حدود التوهّم والحكي واستنفار الغرائز. ولكن الاستقرار السياسي والأمني خاصة على مستوى الوحدة الوطنية بين اللبنانيين مصان ولن يكون في خدمة محترفي السياسة والزعامة، لأنّ في لبنان جيشاً وأجهزة أمنية ومقاومة ورجال من غير محترفي السياسة، ولأنّ هذا الاستقرار الأمني في محيط ملتهب، مدفوع ثمنه دماء وشهداء وحضور دائم لأرواح شهداء الجيش والمقاومة من الجنوب الى جرود عرسال.
وليواصل السياسيون الجعدنة والتهجّمات والاتهامات… ولم يقنعوا أحداً انّ مواقفهم تعني لبنان واللبنانيين، بل هي تلمظات أشبه بتلمظ الأفاعي لإنتاج زعامة مهزوزة او تجهيل من يقف وراء قصة ابريق الزيت في قبرشمون وهو أقصى ما يقدرون عليه…
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي