دمشق: وزير الدفاع يزور «الهبيط» في ريف إدلب بعد طرد الإرهابيين منها
زار وزير الدفاع السوري العماد علي أيوب، وبتوجيه من الرئيس السوري بشار الأسد بلدة الهبيط الاستراتيجية في ريف إدلب شمال سورية، بعد ساعات من تحريرها من المجموعات المسلحة.
والتقى وزير الدفاع السوري، الأحد، الجنود الذين شاركوا في عملية تحرير البلدة من المجموعات المسلحة بعد أن ألحقوا خسائر كبيرة في صفوفهم، مهنئاً الجميع بعيد الأضحى المبارك وبالانتصارات التي تتحقق على التنظيمات الإرهابية وداعميها.
واستمع العماد أيوب من القادة الميدانيين إلى شرح مفصل عن سير المعارك وخطوط التمركز الجديدة بعد تطهير الهبيط واطلع بشكل ميداني ومباشر على واقع البلدة التي حوّلتها المجموعات المسلحة إلى شبكة من الأنفاق والدشم والتحصينات.
وانتصارات الجيش السوري في ريفي حماة وإدلب دفع الاحتلالين الأميركي والتركي إلى الاتفاق على إنشاء «المنطقة الآمنة»، كما كشفت ذلك، وزارة الدفاع التركية، أمس، بالاعلان عن بدء إنشاء البنية التحتية لمركز العمليات المشترك الخاص بإدارة ما يسمى بـ «المنطقة الآمنة» في شمال سورية.
وأوضحت الوزارة في بيان، أن الوفد الأميركي بدأ بناء المركز في ولاية أورفا في شمال شرقي تركيا، مشيرة إلى أن «أعمال إنشاء مركز العمليات المشترك تستمر من أجل بدء الأعمال من دون أي تأخير».
كما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أمس، أنها «توصلت إلى اتفاق بشكل مبدئي مع تركيا على آلية أمنية على طول الحدود التركية، والتي تعتقد واشنطن أن من شأنها تبديد قلق تركيا، كما ستدفع قوات سورية الديمقراطية إلى التركيز على حماية المنطقة من تنظيم داعش بدلاً من أن تنشغل باحتمال حدوث هجوم تركي، وفي الوقت نفسه ستساهم في حماية أمن شمال شرق سورية»، بحسب بيان الدفاع الأميركية.
وفي السياق، كتبت ماريانا بيلينكايا، في «كوميرسانت»، حول احتجاج أنقرة لدى موسكو على أول نصر كبير تحققه دمشق في إدلب، وإصرار الجيش السوري على السيطرة على الطريق المؤدي إلى حلب.
وجاء في المقال: حذرت وزارة الدفاع التركية، الزملاء الروس من الممارسات «غير الأخلاقية والوحشية» للقوات الخاضعة لسيطرة الرئيس السوري بشار الأسد. جاء ذلك على خلفية أول انتصار كبير يحققه الجيش السوري، خلال أربعة أشهر من العملية العسكرية في محيط إدلب.
ففي نهاية الأسبوع الماضي، تم تحرير بلدتي الهبيط وسكيك، الواقعتين على مسافة حوالي 10 كيلومترات من الطريق السريع M5 ومدينة خان شيخون، جنوب محافظة إدلب. ووفقاً لمصادر سورية رسمية، قام الجيش بقطع خطوط إمداد المسلحين. هذا هو أول نجاح كبير للجيش السوري منذ نهاية أبريل. فلقد كانت المناطق التي استعادها الجيش خارج سيطرة دمشق منذ سبع سنوات.
ميدانياً، دمّرت وحدات الجيش السوري، أمس، بصاروخ موجّه، عربة مفخخة أرسلها تنظيم «جبهة النصرة» يقودها انتحاري كان يسعى لتفجيرها في إحدى نقاط الجيش تمهيداً لهجوم معاكس لاستعادة بلدة سكيك المحررة.
ونقل عن مصدر ميداني سوري في بلدة سكيك قوله: «إن قوات الرصد والاستطلاع في الجيش تابعت العربة المفخخة منذ لحظة انطلاقها من المواقع الخاضعة لهيئة تحرير الشام على محور بلدة ترعي باتجاه بلدة سكيك، حيث تم التعامل معها وتفجيرها بصاروخ موجه قبل وصولها إلى هدفها دون تسجيل أي أضرار».
ولفت المصدر إلى أنه «تم رصد تحركات أرتال للإرهابيين على محور بلدة ترعي، تشير إلى استعداد الجماعات المسلحة لهجوم معاكس تشنه على «مواقعنا في بلدة سكيك المحررة»، إلا أن تدمير العربة المفخخة أحبط الهجوم الذي كان مخططاً له أن يتبع فتح ثغرة في مواقع الجيش السوري.
وأضاف المصدر: إن «وحداتنا المقاتلة أحبطت عدة محاولات هجوم نفذها مسلحو النصرة على مواقعنا في بلدة سكيك»، لافتاً إلى أن الطيران الحربي الروسي لعب دوراً بارزاً في قطع خطوط إمداد المسلحين وإضعاف قدراتهم على شن الهجمات المعاكسة، وقد نفذ خلال الساعات الأخيرة عدة غارات مستهدفا مواقع الإرهابيين في اللطامنة وكفرزيتا وخان شيخون ومعرتحرمة والصياد في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.
وكانت وحدات الاقتحام في الجيش السوري تمكنت في العاشر من الشهر الحالي من السيطرة على بلدة وتل سكيك في ريف إدلب الجنوبي، بعد معارك واشتباكات عنيفة قتل فيها العديد من مقاتلي التنظيمات المسلحة، حيث اعتمد الجيش السوري خطة تكتيكية بدّل خلالها محور عملياته العسكرية مباغتاً مسلحي تنظيم «جبهة النصرة» وحلفائهم في تلال سكيك وبلدة سكيك شرق مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، وذلك على المقلب المقابل لعملياته عند محوري اللطامنة والهبيط غرباً، بهدف محاصرة المسلحين بريف إدلب الجنوبي عبر التقدّم من محاور عدة بالتوقيت ذاته لتشتيت قوتهم وتضييق الخناق عليهم عبر تقسيم المنطقة إلى قطاعات وقطع خطوط إمداد المسلحين الخلفية لتسهيل عملية تقدم القوات برياً باتجاه مواقع المسلحين في ريف حماة وإدلب، وهو ما حصل بالفعل خلال الأيام الأخيرة.
واعتمدت غالبية التنظيمات الإرهابية المسلحة خلال السنوات السابقة تكتيكاً هجومياً لم يتغير خلال سيطرتها على مناطق مختلفة من سورية، وخاصة في ريف حماة الشمالي وعلى جبهات محافظة إدلب، من خلال محاولة فتح ثغرات في مواقع الجيش السوري باستخدام العربات المفخخة التي يقودها انتحاريّون من جنسيات أجنبية «صينية وتركية وشيشانية وبيلاروس ومالديف وغيرها..»، تمهيداً لشنّ الهجمات المعاكسة أو الهجمات التي تسعى من خلالها لانتزاع السيطرة على مواقع جديدة، الأمر الذي مكّن الجيش السوري من إحباط معظم هذه الهجمات وقمعها قبل انطلاقها محولاً إياها إلى هجمات انتحارية مجانية.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الطوارئ الأرمينية، إرسال كل من أرمينيا وروسيا، مجموعة مشتركة من المساعدات الإنسانية إلى سورية، يقدر وزنها بأكثر من 140 طناً.
وقال المكتب الصحافي التابع لوزارة الطوارئ الأرمينية في بيان له «بقرار مشترك من حكومتي أرمينيا وروسيا الاتحادية، أرسلت المساعدات الإنسانية إلى سورية بواسطة المركز الروسي – الأرميني، للاستجابة الإنسانية».
وأوضح المكتب في بيانه، أن الشحنة تتكون من 52.5 طن من اللحوم و35 طناً من الأسماك المعلبة و40 طناً من السكر و14.5 طن من المواد الغذائية المجففة».
وأشار البيان إلى أن الجانبين الأرميني والروسي يتكفلان بنقل المساعدات الإنسانية، وتسليمها إلى جمعية الهلال الأحمر السوري، المسؤولة عن عمليات التوزيع.
وكانت وزارة الخارجية الأرمينية ذكرت في وقت سابق، أن البلاد منحت حق اللجوء لأكثر من 22 ألف مواطن سوري، لتصبح الدولة الثالثة في أوروبا من حيث عدد اللاجئين السوريين، بالنسبة لعدد السكان في البلاد.
يذكر أن الجالية الأرمينية وصل تعدادها في سورية قبل بدء الأزمة إلى أكثر من 110 آلاف شخص، معظمهم يقيمون في حلب ودمشق والحسكة، فيما غادرها بعد الأزمة نحو 90 ألف شخص، بحسب مصادر مختلفة.