المصري: «إسرائيل» تعيد الممالك التوراتية.. ودول خليجية تستعجل التطبيع وفتح السفارات
قال رئيس الوزراء الأردني الأسبق طاهر المصري إن نيات «إسرائيل» نحو القدس واضحة في سعيها لإعادة الممالك التوراتية وبناء الهيكل المزعوم، مشيراً إلى أن «صفقة القرن» الأميركية بشأن السلام بين الفلسطينيين والصهاينة تم تنفيذها بالفعل بإعلان «إسرائيل» دولة يهودية وضم القدس لتكون عاصمة لها إضافة إلى ضم الجولان.
وأضاف – في حلقة من برنامج «بلا حدود» الذي بثته قناة الجزيرة الأربعاء – أن الجانب السياسي من هذه الصفقة تم تحقيقه من جانب أميركا ووالكيان الصهيوني، وبعض الدول العربية التي تسعى لإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني وفتح سفارات لها هناك وإن كانت لم تعلنها حتى الآن، مؤكداً أن دول الخليج هي الهدف الصهيوني الأول في المنطقة، وإذا استمر الوضع الحالي للعرب فسينتهي أمر الأماكن المقدسة ويكون الكيان الصهيوني هو المقرّر بشأنها.
وأوضح المصري أن الأردن غير راضٍ عن اقتراحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخصوص «صفقة القرن»، وهو متمسك بـ «حل الدولتين» ليأخذ الفلسطينيون حقوقهم ولحفظ الأمن الأردني، نظراً لارتباط هذا الأمن بالضفة الغربية بل وبفلسطين جميعها، لأن 45 من اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة «الأونروا» في الخارج موجودون بالأردن، وذلك يؤثر عليه سياسياً وقانونياً ونفسياً.
وأكد أن ما يجري الآن من خطط وتنازلات في المنطقة يؤثر على الأردن بشكل كبير، لكن موقفه «واضح وقوي ومزعج للكيان الصهيوني والإدارة الأميركية لأنه يخالف كل إجراءاتهم». ولذلك فإنهم يضغطون على الأردن بأمور كثيرة سياسية واقتصادية، بل إن هناك من ينافس عربياً الأردن في الولاية على المقدسات بالقدس رغم أن حقه فيها مثبت منذ عقود في بيانات كل القمم العربية.
ووصف المصري الأردن بأنه «بلد ضعيف وعنده مشاكل اقتصادية ويعتمد على الآخرين في أشياء كثيرة جداً»، ولكنه – في المقابل – يتمتع بوضع مهم في المنطقة وخاصة في القضية الفلسطينية.
ولفت إلى أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية تتحكم في الموقف الأردني وفي إدارة علاقاته مع أميركا والكيان الصهيوني: أولا: أنه غير قابل بالاقتراحات الأميركية المتعلقة بصفقة القرن وغيرها وثانيا: أنه لا يستطيع وحده حماية الفلسطينيين وثالثا: أنه لا حل للقضية الفلسطينية من دونه.