قراءتان سياسية وشرعية لخطاب السيد في ذكرى الانتصار
عمر عبد القادر غندور
بين وضوح العداء الأميركي لحزب الله ومطاردته حتى لمؤيدي خط المقاومة من المدنيين، ووضوح موقف حزب الله من عدوانية أميركا، سابقاً ولاحقاً، أطلّ الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في ذكرى انتصار 2006 وألقى خطاباً في فسحة المساكنة بين منطق الدولة وضرورة مواجهة المحتلّ والظالم طبقاً لمبدأ الهداية والضلال ومن يضلل الله فما له من هادٍ …
ولذلك ستكون لنا قراءتان سياسية وشرعية ولا تنافر بينهما على أرض الواقع.
في السياسة، تحدث سماحته ولأول مرة عن عدم الانسجام الداخلي في موضوع المقاومة ما أحدث شرخاً في وحدتنا إلا أنّ موقف الرئيس إميل لحود والرئيس نبيه بري وكافة اللبنانيين مسيحيّين ومسلمين الذين شرعوا مناطقهم وبيوتهم لإيواء واحتضان اخوانهم ممن هجرتهم آلة الحرب الصهيونية، ورمّمت شرخ الوحدة الوطنية.
وكعادته كان سماحته كبيراً في كتم ألمه والتغاضي، كرّر الدعوة الى التآخي بين كافة المكونات اللبنانية في إطار منظومة الدولة والمؤسسات دون تمييز وتفاضل بين أكثرية وأقلية، واحترام التنوّع وعدم إلغاء أحد في دولة عادلة تعمل لرفاه اقتصادي ومعيشي لا تميّز بين مواطنيها، وشدّد على صدق التعاون لتفعيل الحكومة ومجلس النواب وسائر مؤسسات الدولة لتقوم بواجبها بموجب القوانين المرعية الإجراء، ورفض سماحته الدخول في صغائر حرتقات السياسيين ممن ينظرون الى أنفسهم من وراء عدسات التكبير، ونفى ان يكون حزب الله يتصرّف مع الآخرين من موقع فائض القوة.
ويتضح من كلام سماحة السيد في الشق المحلي، حرصه على منطق الدولة والدفاع عن مصالحها وأراضيها ومياهها وثروتها.
أما في قراءتنا الشرعية، فالسيد لم يأت بجديد ولطالما كنا معه وسنبقى معه في نظرته الى الحق والباطل.
كثيرون ممن يرون انّ كلام السيد لا يستقيم مع منطق الدولة، وردّنا عليهم انّ الحق والباطل ليس بينهما منطقة رمادية، فإما أن تكون مع الحق ويوفقك الله الى الهدى والذين اهتدوا زادهم الله هدى ، وإما أن تكون من الذين استحبوا العمى على الهدى، فآثروا الباطل على الهدى والعياذ بالله ومن يضلل الله فما له من هاد ، والله لا يهدي المنافقين والخائنين والعملاء، وأوصانا الله بأن لا نخشاهم فلا تخشوهم .
والمؤمنون وحدهم الذين فهموا عظمة الانتصار الإلهي في حرب تموز المجيدة وكيف صمد رجال الله بصدورهم وإيمانهم في وجه كتائب المدرّعات والدبابات تحت وطأة قصف جوي ومدفعي وهم في أعلى درجات الاطمئنان والصمود والبذل.
فمن ارتضى ذلك فليشكر الله على الهدى، ومن ردّ ذلك فأمره لله.
أفأنت تهدي العمي .
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي