توقعات حول معركة تحرير إدلب
حميدي العبدالله
واضح أنّ محاور تقدّم الجيش السوري تتجه الآن باتجاه السيطرة على خان شيخون، أو على الأقلّ إحكام الحصار عليها، ومن خلال السيطرة أو محاصرة خان شيخون يكون الجيش السوري قد أحكم حصاره على مجموعة من البلدات الواقعة في ريف حماة الشمالي وأهمّ هذه البلدات مورك وكفر زيتا واللطامنة، ويصبح على مشارف مدينة معرة النعمان من جهة الجنوب، في حين ترابط قوات الجيش العربي السوري في مدينة سنجار على تخوم المعرة الشرقية.
وواضح أيضاً أنّ الجيش السوري يقوم الآن بالسيطرة على التلال المحيطة ببلدة كباني تمهيداً للسيطرة عليها، وفي حال أحكم الجيش السوري السيطرة على كباني سيكون من السهل السيطرة على مدينة جسر الشغور، وتصبح معركة تحرير مدينة أريحا أكثر سهولة وأقلّ تعقيداً باعتبار أنّ الجماعات المسلحة ركزت دفاعاتها على بلدة كباني ومحيطها وتستميت بالدفاع عن خط تحصيناتها الأولى لإدراكها أنّ سقوط خط التحصينات الذي بنته في محيط كباني يجعل من المستحيل البقاء في جسر الشغور.
واضح أيضاً أنّ تحرير كباني وخان شيخون متوقعة في غضون أيام وليس أسابيع، وبعد تحرير هذه المواقع الأرجح أنّ قدرة الإرهابيين على إقامة خط دفاع آخر يساعد على تأخير تحرير إدلب أمر أقرب إلى المستحيل، وبالتالي ما إنْ يتمّ إنجاز تحرير خان شيخون وكباني حتى يكون الطريق ممهّداً لتحرير إدلب ومحيطها بشكل كامل، وذلك للأسباب التالية:
أولاً، تدمير وتحييد قدرات الإرهابيين الأساسية الذي تمّ ويتمّ في خطوط الدفاع الأولى، وتحديداً معارك تحرير الجبين وتل ملح وكباني وخان شيخون، ومع تناقص قدرات الإرهابيين العسكرية والبشرية تصبح القدرة على عرقلة تقدم الجيش السوري أمراً أقرب إلى المستحيل.
ثانياً، يرجح أن تبادر تركيا، كما بادر الكيان الصهيوني والأردن، ومن خلفهما الولايات المتحدة في المنطقة الجنوبية، إلى قبول خيار المصالحة الذي يشبه مصالحات المنطقة الجنوبية، ليتسنّى لتركيا سحب الإرهابيين المرتبطين بها، وتحديداً الإرهابيين من غير الجنسية السورية، لضمان ألا تقترب المعارك ضدّ الإرهابيين إلى منطقة الحدود التركية كي لا يتدفق النازحين من لهيب المعارك إلى داخل تركيا، تماماً كما فعل الأردن، عندما منع دخول النازحين وأرغمهم على البقاء في العراء على الحدود إلى أن تمّ الاتفاق على المصالحة وعادوا بعد ذلك إلى بيوتهم وتجنّب الأردن استقبال نازحين قدّر عددهم عند بدء تحرير المنطقة الجنوبية بـ 270 ألف نازح.
إذن، يتوقع ما أن يتمّ تحرير خان شيخون وكباني حتى تنتهي معركة تحرير إدلب من خلال سيناريو يشبه سيناريو المنطقة الجنوبية.