قالت له
قالت له: ما بين الصداقة والحب لماذا نتخيّل الصداقة ممنوعة من التحوّل لبعض غرام ومشاغبة ونتخيّل الحب ممزوجاً بالغيرة والالتزام فيصير كل منهما بثمن؟
قال لها: لأن من ينظم اللعبة هي المرأة وهي تعرف جيداً ما تملك وهو جمالها، وما يخلق من قدرة تلاعب بمخيلة الرجال فيبقى مصدراً للتشويق المضمر بنظرات الإعجاب وكلام البراءة المنمّقة بين الأصدقاء، بينما يفرض تبعات المساءلة والمحاسبة والتحقيق والتقارير الموثقة عند مَن يصيرون مشاريع أحباء.
قالت له: لم لا نقول إنها عبثية الرجل التي تسعى للإيحاء بالحب طلباً للمشاغبة الظرفية وتترك خلفها الضياع أو تسعى للإيحاء بالصداقة كمصيدة للفرائس بثقافة الانفتاح والعصرية وزمن التحرر والإبداع، فكان الرجل تعبيراً أنيقاً عن الغريزة وكانت المرأة تعبيراً فظاً عن العقل خلافاً لظاهر الأشياء حيث يرمز الرجل للعقل وترمز المرأة للضعف العاطفي، ولأن عقل الرجل منصرف في لعبة المال يتصرف عقل المرأة بوضع قواعد الحب والصداقة.
قال: ونحن أين نقع في كل هذا السؤال؟
قالت: بعض من هذا وبعض من ذاك.
قال لها: يناسبني أن أنال حقوق الحبيب وواجبات الصديق.
فقالت: والصديق بلا واجبات.
قال: واجب العناية والسؤال والاهتمام.
قالت: بل قل واجبات الحبيب وحقوق الصديق.
قال: والصديق بلا حقوق.
قالت: بل حق السؤال.
قال: وواجبات الحبيب؟
قالت: حق الخضوع للمساءلة.
قال: هل من منزلة بين المنزلتين؟
قالت: ها نحن فيها، حيث منك الاهتمام ومني السلام ولي حق المساءلة ولك حرية الكلام.
قال لها: وهل في مملكتك سجن مولاتي؟
قالت: لا، لكنني قد أحرمك من الدعاء في صلاتي.
قال: ومتى يكون الدعاء؟
قالت: من المغرب إلى الفجر كل مساء.
قال: أصير نهارياً فقط.
قالت: ويكون كل شيء سقط.
قال: إذن فلنسر بين النقط.
قالت: وما بتكون عم تعمل غلط.
وضحكا وتعانقا.