مهدي: تكامل الانتصارات يفرض علينا الانتصار على الأزمات الاقتصادية والحياتية رياشي: عرفناك سيدة جليلة وأتيناك لنشهد على صبرك ولأنك تستحقين الرثاء الجميل
أقامت منفذية المتن الجنوبي في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً تأبينياً بمناسبة مرور أسبوع على وفاة المناضلة سعدى خير الدين والدة الشهيد الرفيق عدنان حيدر أحمد.
حضر التأبين الذي أقيم في مجمع الإمام الهادي منطقة التيرو كلّ من عضوي المجلس الأعلى عاطف بزي وسماح مهدي، منفذ عام المتن الجنوبي محمد عماشة وأعضاء هيئة المنفذية، عدد من أعضاء المجلس القومي ومسؤولي الوحدات الحزبية، رئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء نهلة رياشي، وفود من حزب الله وحركة أمل والحزب الشيوعي اللبناني وفصائل المقاومة الفلسطينية.
كلمة التقديم كانت لحيدر عاصي ثمّ ألقى كلمة مديرية حي السلم وآل الفقيدة عضو المجلس القومي ربيع جابر.
رياشي
وألقت كلمة مؤسسة رعاية أسر الشهداء رئيستها نهلا رياشي وفيها قالت: منذ أربعين عاماً ونيّف وتحديداً في العام 1976، ارتقى الرفيق عدنان حيدر أحمد في جنوب لبنان، واليوم نلتقي في رحاب والدة الشهيد «أم عدنان» التي رحلت عن هذه الحياة متدثرة بحزنها الجليل على نجلها الذي اعتنق فكر الحزب السوري القومي الاجتماعي، وحسم خياره، في كتابة عهد الوفاء لهذا الوطن بأذكى الشهادات حيث ردّ وديعة الدم لأمّته.
أضافت: إنّ دماء أبطالنا تروي حكايات بطولة فعلت فعلها لتغيّر وجه التاريخ.. ولكلّ شهيد قصة بطولة وفداء، وقصة الشهيد عدنان يرويها تراب بلدة العيشية ذات معركة عن قواعد اشتباك مع العدو وعن بطولات ومسيرة مقاومة أحرزت أعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ…
الحديث لا يتوقف عن أمهات شهدائنا اللواتي شاركن في مسيرة مقاومتنا، وكم هي عظيمة واستثنائية الأمّ التي أنجبت وأحتضنت وربّت الأبناء الذين قاوموا وقاتلوا واستشهدوا.
وتابعت: أم عدنان، كما عرفها المقرّبون منها من الأقارب وأفراد عائلتها والجيرة، هي العمة والخالة والجدة، فقد عرفوا فيها المرأة القوية والأمّ المثابرة في مقارعة «غدرات الزمن»وصلافته، وهي التي صابرت وصبرت. لم تسمح لمرارة الحزن في قلبها ان تفسد طعم النعيم على أبنائها بلال وعلاء، فتحملّت أعباء تربيتهم مع والدهم بصلابة تتماهى مع الحبّ، ووقفت بعين العاصفة والتحديات.
وختمت رياشي قائلة: عرفناك إمرأة جليلة من طيات وجهك المتعب وطيف ابتسامتك الحانية وجع دفين ما برح القلب، ودموع متوارية لأنّ ام الشهيد لا تبكي، وان كنا اليوم أتيناك فلنشهد لك على صبرك، ولأنك تستحقين الرثاء الجميل.
مهدي
كلمة مركز الحزب ألقاها عضو المجلس الأعلى سماح مهدي، وجاء فيها: «نجتمع اليوم في ذكرى مرور أسبوع على وفاة أم عزيزة قدّمت أغلى ما تملك في سبيل هذه الأرض وهذه الأمة.
تجمعنا الفقيدة سعدى خير الدين والدة الشهيد الرفيق عدنان حيدر أحمد الذي تربّى في مدرسة الحزب السوري القومي الاجتماعي، واعتنق مبادئه مقتدياً بمؤسسه سعاده الذي قدّر الأم فقال فيها: بلادي وأمي ابتدأتا حياتي، وستلازمانها حتى الانتهاء، فيا إلهي اعني لكي أكون بارا بهما.
ومن عظيم بر شهيدنا عدنان بأمه أن رقاها في 29 تشرين الأول من العام 1976 إلى رتبة «أم شهيد».
الأم التي تربي ولدها، و تحرص عليه، و تسعى إلى أن تفرح به و بأولاده، تحكي لهم عن تاريخنا و بطولاتنا، في لحظة تتلقى نبأ استشهاد ابنها، فلا تذرف الدموع و لا تلطم الخدود، بل تطلق زغاريد تزف بها عريسها إلى الأرض التي أحب.
مفاهيم الشهادة ليست جديدة في الحزب السوري القومي الاجتماعي. فسعاده بتأسيسه للحزب أراده الخطة النظامية المعاكسة للمشروع اليهودي ولحركته السياسية المسماة «الحركة الصهيونية».
فمنذ تأسيس الحزب في العام 1932 كانت الشهادة غايتنا، فارتقى أول شهدائنا الرفيق حسين البنا ابن بلدة شارون في جبل لبنان عام 1936 أثناء قيامه بواجبه القومي في نابلس دفاعاً عن أرض فلسطين ضدّ العصابات اليهودية، مقاتلاً تحت راية الزوبعة الحمراء.
ومنذ ذلك التاريخ، ولا تزال، دماء السوريين القوميين الاجتماعيين تروي كلّ أرض الأمة السورية من فلسطين إلى الأردن والعراق والشام ولبنان.
وهنا اسمحوا لي بنقطة هامة، فمعاذ الله أن نبخس أياً من رفقاء السلاح حقه في أداء واجب المقاومة. فنحن في عقيدتنا وإيماننا نؤمن بأنّ شريكتنا في الجهاد سيدة دعت في صلاتها لمقاوم، ونرى الطفل الذي يتبرّع بما في قجته من مال ادّخره لصالح المجاهدين، نراه مقاوماً معنا.
فأيّ واحد من أرضنا، من بلادنا، امتشق السلاح فكان كتفه إلى كتفنا، قاتل معنا عدونا الواحد، وكانت بوصلته كما بوصلتنا فلسطين هو بالنسبة لنا من أهل المقاومة كما نحن أهلها وسنبقى.
هذه المقاومة في نظرنا لا تقتصر على الشأن العسكري. فإذا ما حققنا انتصاراً عسكرياً على الجبهة وألحق بهزيمة في الداخل، فكأننا لم نحقق ذلك الانتصار.
فعندما نراجع ما يحصل في بلادنا في ملف الكهرباء مثلاً، نرى وزير الحزب في الحكومة اللبنانية الأمين الراحل علي قانصو وقد حمل معه إلى مجلس الوزراء عرضاً متكاملاً من الحكومة الشامية لتزويد لبنان بالكهرباء بأسعار تفضيلية وتشجيعية. فيقابل هذا العرض بالرفض.
وتتلقى الحكومة عرضاً من الأردن بالتكامل عبر تقديم لبنان الماء مقابل الحصول على الكهرباء، فيرفض العرض أيضا.
ويجابه العرض المصري بالسلبية على الرغم من تمكن القاهرة من إشادة ثلاث محطات توليد كهرباء بطاقة 15000 ميغا واط بتكلفة 7 مليارات دولار، فيما لبنان يستأجر بواخر تركية تزوّده بطاقة 1200 ميغا واط فقط لقاء تكلفة بلغت 3,5 مليار دولار.
حتى العرض الألماني الذي يؤمّن الكهرباء للبنان على مدار الساعة وبكلفة أقلّ مقسطة على ثلاثين سنة، لم يلق قبولا.
أما عن الوضع الصحي والبيئي، فحدث ولا حرج. فها هو لبنان يسجل رسمياً أعلى نسبة للإصابة بمرض السرطان، وأعلى الأرقام على الإطلاق في حالات الوفاة الناتجة عنه. هذا فضلاً عن تحوّل النفايات إلى نقمة جديدة على المواطنين بدل أن تكون مصدر استفادة لتوليد الطاقة أو استخراج الغاز.
كما لاحظنا مؤخراً حملة جديدة تستهدف جيب المواطن البسيط عبر ضرائب تمسّ ذوي الدخل المحدود، فكنا ضدّها في مجلس النواب اللبناني. وتولى عضو الكتلة القومية الاجتماعية في المجلس الأمين النائب سليم سعادة تفصيل موقف الحزب من هذا الملف، بالإضافة إلى دوره المميّز في لجنة المال والموازنة.
إنّ نظاماً بُني على الطائفية لا يمكن إلا أن يكون نظاماً فاسداً، ولا مجال لمحاسبة الفاسدين فيه، لأنّ كلّ واحد منهم يرى في وجود الفاسدين الآخرين مبرّراً لفساده هو. والفاسدون يحمون بعضهم البعض ويغطون على فساد بعضهم متيقنين من أنّ نظامهم الطائفي يحميهم جميعاً.
إننا في الحزب السوري القومي الاجتماعي نؤكد مجدّداً أننا لن نسمح بأن يتحوّل الانتصار الذي حققناه نحن وشعبنا وكل قوى المقاومة بتحرير الجزء الأكبر من الأرض اللبنانية، إلى هزيمة في الداخل اللبناني.
في نهاية كلمتي لا أقدم العزاء باسم قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي، بل نحن هنا لنتقبّل العزاء مع أهلنا من آل خير الدين وآل حيدر أحمد، فنحن وإياكم أهل المصاب وأهل العزاء.
يبقى عزاؤنا أنّ الراحلة سعدى خير الدين أم الشهيد الرفيق عدنان حيدر أحمد قد رسخت فينا معنى الشهادة في سبيل أرضنا.
ويبقى عزاؤنا الأكبر أنّ البقاء للأمة وأنّ الخلود لسعاده.