المشهد كما في 2015
ـ بعكس ما يشتهي المشكّكون بمنطلقات المقاومة في ردّها الإستراتيجي لا بدّ من رؤية الترابط بين ما يجري في بياريتس وما يجري على خط الإشتباك بين المقاومة وجيش الاحتلال بعيون مختلفة، فالحديث عن أنّ تصعيد المقاومة للغة الردّ هو سلوك تفاوضي إيراني في لحظة دخلت المفاوضات حول الملف النووي مرحلة حساسة يعيد نفسه كما في عام 2015، عندما خرج السيد حسن نصرالله يعلن سقوط قواعد الاشتباك والعزم على الردّ على ايّ استهداف في أيّ مكان وأيّ زمان، وجاءت عملية القنيطرة الإسرائيلية واستشهد القيادي المقاوم جهاد مغنية.
ـ يومها جرى تغييب التصعيد عن حقيقته كفعل إسرائيلي تفاوضي لصالح الأميركي، ولذلك سارع المشككون لإفتراض عجز المقاومة عن ترجمة تهديدها بالردّ لفرضية تبعيتها للروزنامة الإيرانية الراغبة بإنجاح المفاوضات، وكانت النتيجة معاكسة لتوقعاتهم فردّت المقاومة بعملية نوعية في مزارع شبعا، وتدخل الأميركي ليقول للإسرائيلي إنّ العملية موجعة لكن لا مبرّر لذهاب إلى الحرب.
ـ اليوم يتكرّر المشهد فتصعّد إسرائيل وتردّ المقاومة برفع سقف معادلات الردع فيتحدثون عن حساسية التفاوض وتقدّمه، وهذا صحيح، لكنهم ينسون أنّ التصعيد إسرائيلي بطلب أميركي تفاوضي، وأنّ ردّ المقاومة سيكون وأنه كما في المرة الماضية سيكون الردّ موجعاً وستعضّ إسرائيل على جرحها وتصمت بطلب أميركي مرة أخرى…
التعليق السياسي