ميساء الساس: نسعى لرفع جودة التعليم وإيصال الأطفال إلى المدارس بعد تأهيلها وتوفير مستلزماتها التعليمية

لورا محمود

يلعب التعليم دوراً مهماً ومحورياً في حياة الشعوب لتكون قادرة على مواجهة تحدّيات المستقبل خاصة في زمن الحرب. ففي سورية عملت وزارة التربية على النهوض بواقع التعليم وبناء جيل قادر على الارتقاء بمجتمعه والنهوض به نحو الأفضل وايضاً تطوير البيئة والمناهج المدرسية رغم كل التحديات التي واجهتها من نزوح للأطفال وتسرّبهم من المدارس وتعرّض الكثير من المدارس للتخريب نتيجة الإرهاب وتحويلها إلى مراكز للإيواء إلا أن الوزارة بالتعاون مع منظمة اليونيسف استطاعت مواجهة التحديات لأن الأطفال يستحقون التعليم والصحة والحياة الكريمة، لذا أطلقت الوزارة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» حملة العودة الى المدرسة بعنوان «ادعم أبطال المستقبل» في فندق «برج الفردوس» في دمشق، وذلك في مؤتمر صحافي ضمّ مختلف وسائل الإعلام من تنظيم مؤسسة «ابتكار».

قدّمت معاون مدير التخطيط والتعاون الدولي في وزارة التربية ميساء الساس عرضاً حول حملة العودة إلى المدرسة، فبدأت الحديث عن الآثار السلبية التي تركتها الأزمة السورية على قطاع التعليم وانخفاض معدلات الالتحاق. فهدف الحملة اليوم هو رفع معدلات الالتحاق بالمدرسة. وقالت: عملنا بالتعاون مع منظمة اليونيسيف في العامين الماضيين على حملة «راجعلك مدرستي»، والعام الحالي نكمل نشاطاتنا بالحملة الحالية «ادعم ابطال المستقبل» للعام الدراسي 2019- 2020 وسبب اختيار توجه الحملة أننا وبعد أن تمّ عقد جلسات حوارية مع بعض العائلات تم التوصّل إلى أن الأطفال يتعرّضون للمعاملة السيئة في المدرسة، وأيضاً هناك قلة وعي حول أهمية التعليم وأثره على مستقبل الأطفال. فنحن بحاجة إلى دعم جودة التعليم. وبعد أن كنّا نعمل على رفع معدلات الالتحاق بالمدرسة نعمل اليوم على رفع جودة التعليم ونعمل أيضاً على وصول الأطفال إلى المدارس بعد تأهيلها. فنتيجة الأزمة خرج عدد كبير من المدارس عن الخدمة تقريباً 9900 مدرسة. لذلك نعمل مع اليونيسيف لعودة المدارس للخدمة وتوفير المستلزمات التعليمية لهذه المدارس.

وأضافت: نعمل على مسارين في الحملة الفئة أ والفئة ب وهم الطلاب الذين تسرّبوا لأكثر من عامين، لذا نعمل على كل فئة وحدها. نحن نحثّ الأهل على عودة أطفالهم للمدرسة وزيادة الوعي بالمناهج التعليمية التي تسهل عملية العودة الى المدرسة وتحسين التواصل ومهارات المعلمين لدعم بيئة اللاعنف والتماسك الاجتماعي. فالأزمة أفرزت العنف على بعض الأطفال لذا نحاول رفع مهارات المعلمين وتدريبهم لتفادي العنف وتأمين بيئة حاضنة للأطفال العائدين للمدرسة وعودة الذكور والإناث والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في عملية التعليم.

وتابعت: عملنا على إشراك الشباب والشخصيات المؤثرة اجتماعياً بالحملة بالإضافة إلى المعلمين للتعامل مع الأطفال في هذه الحملة لندعمهم نفسياً واجتماعياً وأيضاً ليعودوا إلى مدارسهم.

افولتر

وتحدّث مدير قسم التعليم في منظمة اليونسيف فريدريش افولتر قائلاً: إن لوسائل الإعلام الدور في تسليط الضوء على هذه الحملة وأيضاً الدور في تشجيع الاطفال للعودة للمدرسة. فالحكومة قدّمت الدعم الكبير للأطفال ليعودوا إلى مدارسهم، لكنها ليست اللاعب الوحيد بهذا الموضوع. فالمجتمع والأهالي لهم دور كبير في تشجيع الأطفال ليلتحقوا بالمدرسة. اليونيسيف عملت على تأمين الوضع الآمن ليعودوا لمدارسهم من خلال تأهيل المدارس وجعلها مناسبة للطفل وأيضاً تأمين مستلزمات التعليم وتدريب المعلمين ونتمنى المساعدة من الإعلام حتى نصل لكلّ طفل في سورية.

وفي سؤال لـ»البناء» عن الإحصائيات الموجودة لدى اليونيسف لعام 2019 عن عدد الأطفال المتسربين من المدارس خاصة أن اليونيسف قدّمت عام 2018 إحصائيات تقول إن هناك أكثر من مليوني طفل بسنّ الدراسة هم خارج المدرسة.

وقال افولتر: لا توجد إحصائيات لليونسيف لعام 2019 لكننا نعمل مع وزارة التربية على إحصائيات تشمل كل سورية لنعلم عدد الأطفال الذين مازالوا خارج المدرسة ولا نزال في مرحلة الدراسة. وعن العنوان الذي وضعته اليونيسيف وأهمية أن يكون جذاباً ليشجّع الأطفال للعودة للمدرسة لفت أفولتر أن اليونيسيف عملت مع شركات إعلام وشركات اتصالات سورية ولديهم خبراء اقترحوا هذا العنوان ليكون قادراً على جذب الأطفال وأنا أتفق مع هذا الرأي، لأن الأطفال بالرغم من صغر سنّهم إلا أنهم أذكياء ويعملون لبناء مستقبلهم، وهم في النهاية سيكونون مستقبل سورية.

خضور

وفي المؤتمر وجّهت «البناء» سؤالاً لمدير التوجيه في وزارة التربية المثنى خضور عن الأطفال الذين لجأوا إلى دول الجوار كلبنان وتركيا والأردن وكيفية التعامل معهم عند عودتهم إلى سورية خاصة ان التنشئة الاجتماعية والتعليمية التي تلقوها في البلدان المضيفة مختلفة عن سورية، أكد خضور أن هذا الموضوع بالنسبة لوزارة التربية كان تحدّياً. فهذا الطفل ذهب إلى مجتمع آخر واكتسب عادات وتقاليد وحتى أفكاراً أخرى، لذلك حرصت وزارة التربية على إعادة تكييف هذا الطفل وإعادة دمجه في مجتمعه. وهذا جزء أساسي ندرّب عليه المعلمين بالدورات التعليمية. إضافةً إلى المحتوى التعليمي في المناهج المطوّرة هو محتوى تعليمي جذاب فيه وسائل مهمة وأفكار جميلة. فهي تبنت رؤيا متطورة بالتعليم وتعزيز الانتماء للوطن ومساعدة وقبول الآخر والتعاطف معه، وكل هذه الأفكار موجودة في المناهج. وهذا السبب الذي دفع الوزارة للقيام بعملية تطوير هذه المناهج. وهذا الأمر كان هاجساً لديها.

وأضاف: اليونسيف هي الشريك والداعم لوزارة التربية وهي تدعم خطّة وزارة التربية. فهناك اجتماعات تُقام دائماً بين اليونيسيف والوزارة وتسأل اليونيسف ما هو الدعم الذي أنتم بحاجته. فهي المنظّمة المشرفة على عمل كل المنظّمات المحلية والدولية التي تعمل في مجال التعليم وهي تنظّم عملها. وهذا التنظيم يصبّ في خدمة أهداف وزارة التربية فهي تدعم الوزارة في مجال تأهيل المدارس وتقديم الخبرات الفنية أو المادية لتطوير جودة التعليم وأيضاً تدعم تدريب المعلمين وتدعم برامج التنمية المهنية المستمرة للمعلمين. ففي العام الدراسي الفائت قدّمت الحقائب المدرسية للأطفال لتخفيف الأعباء المادية عن الأهالي.

الضلي

وفي حديث مع «البناء» لفت مدير التعليم الأساسي في وزارة التربية الدكتور رامي الضلي أن المعلومة تشكّل العامل التحفيزي حتى تشجّع الطفل أو الطالب على المتابعة والبحث وتلقي الإجابة الصحيحة. كما

تشجّع على الجانب الإبداعي فلكلّ طفل وجهة نظر تحترمها المناهج الجديدة وتتيح له فرصة لتقديم وجهة نظره تلك، والمعلمون داخل الصف مدرّبون على المناهج المطوّرة وكيفية التعامل معها، أي هذا المعلم تدرّب خلال الصيف على هذه المناهج وبعد هذا التدريب فإن المدرّس داخل الصف يكونُ متابعاً من خلال موجّهين فأي صعوبة تواجهه يعود للموجّه. فكل المعلمين قاموا بدورات محلية ودورات مركزية في وزارة التربية.

وتابع: الغاية من عملية التوجيه في المرتبة الأولى هي تربوية. ليست الغاية متابعة المدرّس داخل الصف فقط إدارياً، وإنما الغاية منها الجانب الفنّي داخل الصف. وبالتالي أي ملاحظة نجدها عند المعلم فنياً في إيصال المعلومة هنا يتدخّل الموجّه لتعديل طريقة الإعطاء ليحقّق المعلم فيها الطريقة الصحيحة التي يقدّم فيها المناهج لذا سعت الوزارة بالتركيز على تدريب المعلمين قبل كل شيء.

وعن موضوع اللغة الإنكليزية والتعامل معها بطريقة أفضل في مدارسنا الرسمية والأخطاء التي يقع بها بعض المعلمين بطريقة إعطاء هذه المادة لفت الضلي إلى أن المناهج الجديدة تتيح الفرصة لإجابات عدّة وتتيح للتلميذ أن يعطي رأيه. وهناك صعوبة من قبل بعض التلاميذ بتعلّم اللغة الإنكليزية

أو الفرنسية، لكن هذا ليس سببه المعلم فالمعلمون ناجحون ومدربون وإذا كان بعض المكلّفين في بعض الأحيان يرتكبون خطأ. فالموجّه يتابع ويقوم بإنهاء تكليفه فوراً، لكن المعلم الأصيل داخل الصف لا يتم دخوله الى الصف الا بعد دراسة وإعادة تأهيل وتدريب على المناهج الجديدة. فالبعد عن المادة الدراسية والنقص في التدريب نعاني منه في المدارس مع المعلم الوكيل وليس الأصيل بالرغم من وجود وكلاء جيدين.

الجدير بالذكر أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف تأسّست عام 1946 مقرّها مدينة نيويورك الأميركية. تؤمن المنظمة أن التعليم هو واحد من الحقوق الاساسية لكافة البشر بغض النظر عن جنسهم. وتصبّ كافة جهودها في سبيل الحصول على فرص تعليم مناسبة لكافة المراحل وتؤمن اليونيسيف مع شركائها الموجودين على الأرض حماية الأطفال وتحسين إمكانية الحصول على التعليم وخدمات الدعم النفسي. وهدف اليونسيف رفع معدلات الالتحاق بالمدرسة في سورية وتقديم المستلزمات المدرسية كالحقائب وغيرها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى