غزة تعلن حالة الاستنفار لدى الأجهزة الأمنية
لم يكن التفجيران اللذان استهدفا حاجزين شرطيين في مدينة غزة ليل الثلاثاء، وتسببا باستشهاد ثلاثة من رجال الشرطة، أولى محاولات المسّ بحالة الاستقرار والأمن التي ينعم بهما المواطنون في الجيب الساحلي المحاصر من سنوات، رغم الأزمات اللامتناهية التي يفتعلها الاحتلال الصهيوني.
وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة حالة الاستنفار لدى الأجهزة الأمنية كافة لمتابعة التطورات الأمنية عقب انفجارين استهدفا حاجزين للشرطة في المدينة.
وقد أدّى أحد الانفجارين إلى استشهاد ثلاثة عناصر من الشرطة فيما أعلنت الأجهزة الأمنية الفلسطينية في القطاع فتح تحقيق للوقوف على الملابسات.
وفي تعقيبِه على حادثي التفجير في غزة اعتبر الناطق باسم حماس فوزي برهوم أن كل هذه الأحداث المشبوهة لا تخدم سوى الاحتلال الصهيوني.
من جهته، قال المتحدث باسم حماس حازم قاسم إنّ إضعاف جبهة غزة هي منفعة للكيان الصهيوني ولأعداء المقاومة.
وذكر أنّ «غزة لن تدخل في دوامة عنف بسبب وحدة المجتمع فيها كما أن المقاومة لن تسمح بذلك»، مضيفاً أنّ العدو لا يتوانى عن تحريك أدواته القذرة لبث التفرقة في غزة.
وقالت فصائل المقاومة الفلسطينية إن جريمة التفجير ضد رجال الشرطة هدفها ضرب استقرار الحالة الأمنية في غزة، محمّلةً الاحتلال المسؤولية الكاملة بصفته المستفيد الوحيد من نتائج هذه الجريمة.
وأضافت الفصائل «لن نسمح لأي كان المساس بأمن شعبنا ومقدراته واستقراره خدمة لأجندات مشبوهة»، مثمّنةً حالة الإجماع الوطني برفض الجريمة والعمل على دعم الأجهزة الأمنية في مواجهتها.
كما أكدت على أن «بوصلة المقاومة لن تنحرف عن مسارها الصحيح باتجاه الاحتلال الصهيوني».
إلى ذلك، شيّعت مدينة غزة ومخيم البريج جثامين شهداء الواجب الوطني الذين ارتقوا الليلة قبل الماضية في حادثي تفجير نقطتي عملهما غربي مدينة غزة.
وشارك في التشييع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وممثلين عن الفصائل الفلسطينية وذوي الشهداء وآلاف المشاركين.
وفي كلمةٍ خلال تشييع الشهداء قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية «إن شعبنا الفلسطيني المقاوم عصيّ على الانكسار وعوائل الشهداء واضحة الهدف والمسار ومحددة طريقها نحو القدس والوطن».
وأضاف الحية «جريمة الليلة التي استهدفت خيرة أبنائنا إنما تصبّ في خانة استثمار الاحتلال وعملائه الذي لا يطيب لهم المقام أن يجدوا غزة في أمان فيحاولون بين الفينة والأخرى إحداث بلبلة وفلتان وضجيج بين أبناء شعبنا في محاولة لإراحة الاحتلال من مأساته ومشاكله».
وقال «حدثت حوادث كثيرة مشابهة لها، سننتظر نتاج التحقيقات لتقول لنا مَن هي الجهة المجرمة التي استأجرت المغفلين المتطرفين الذين باعوا وطنهم لأجهزة الأمن في العالم كله، فليس وطنيًا ولا فلسطينيًا ولا مسلمًا مَن يستبيح دمنا ووطننا لحسابات هنا أو هناك».
من جانبه، قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش إنه «ومع الأسف اتضح قبل قليل أن جهات من بيننا أخذوا المهمة من يد الاحتلال ليستهدفوا عنوان الأمن والاستقرار وهو جهاز الشرطة والأمن».
وأضاف البطش خلال كلمته في تشييع الشهداء، «استهداف الأمن هو خلق للفوضى ومدخل لمزيد منها، وإننا في الجهاد والقوى الوطنية والإسلامية ندين هذه الجريمة، ونؤكد على دعمنا ووقوفنا مع أجهزة الأمن للمساهمة في كل ما هو مطلوب لاستقرار الحالة الأمنية».
وعقب التفجيرين أدانت فصائل فلسطينية ومؤسسات حقوقية ووطنية التفجيرين اللذيْن استهدفا حاجزين للشرطة الليلة الماضية وأسفرا عن استشهاد ثلاثة من رجال الشرطة وإصابة آخرين.
وقال المتحدث باسم الشرطة أيمن البطنيجي إن جهاز الشرطة سيبقى درعًا حامية لشعبنا ومحافظًا على الأمن والأمان.
وأكد البطنيجي أن شعبنا أمام أعداء كُثُر، «والكثيرون باتوا يحسدوننا على ثباتنا.. يريدوننا أن نطأطئ الرأس ونترك أبناء شعبنا فريسة للمحتل لكننا نقول إن اجهزتنا الأمنية وعلى رأسها وزارة الداخلية وجهاز الشرطة ستبقى درعًا حامية لشعبنا».
وبيّن أن الأجهزة الأمنية بدأت الانتشار بشكل واسع بحثًا عن المجرمين، مؤكدًا أن «ايدينا ستطول كل من دبّر وحاول أن يعتدي على بدلة ضابط أو فرد أو جندي من أجهزتنا الأمنية».
وشدد بقوله على أن «أيدي العدالة قادرة على إسكات المجرمين، غزة التي دفعت اثماناً غالية من دماء أبناء شعبها ودماء أبناء الأجهزة الأمنية هي قادرة بعيونها الساهرة أن تصل لكل آثم وتقدمه للعدالة».
وتابع حديثه «أن عدوّنا الجبان الذي عجز أن يصل لأبناء شعبنا الواعي يحاول بأسماء وهمية ومصطلحات غريبة أن يجذب بعض الجهلاء والمأجورين والموتورين والذين سوّلت لهم أنفسهم أن يعادوا أبناء جلدتنا».