ردّ المقاومة لحماية الاستقرار
ـ بعيداً عن الحماسة من موقع التأييد للمقاومة وبعيداً عن الجبن بداعي العداء للمقاومة، الردّ على العدوان الإسرائيلي ليس قضية كرامة وحسب، بل هو حساب سياسي دقيق لضرورات حفظ الاستقرار، وهذا أحد أسباب تلاقي مواقف رئيسي الجمهورية والحكومة في توفير الغطاء للردّ تحت شعار حق اللبنانيين بالدفاع بكلّ الوسائل.
ـ العدوان الإسرائيلي بدون الردّ يعني تكريس قاعدة قيام الطائرات المسيّرة بدون إعلان رسمي إسرائيلي بالقصف والتفجير والقتل في كلّ مناسبة وبشكل يبقي لبنان في حال حرب غير معلنة، ولهذا تبعات سياسية داخلية واقتصادية تعني عودة للوضع الذي كان قبل العام 2000 وهو ما لا يمكن لأيّ مسؤول سياسي شعبي أو رسمي أن يرضاه.
ـ الردّ المطلوب هو الردّ الذي يقول للعدو إنّ اللاإستقرار الذي يريد فرضه على لبنان بمعادلته الجديدة هو لاإستقرار على جبهة العدو الداخلية والعسكرية وأكلاف تحفز واستنفار دائمين وارتباك اقتصادي تجاه مخاطر الاستهداف، وأنّ القلق من خطر تصعيد الردّ والردّ على الردّ من إمكانية التحوّل إلى حرب يجب أن يكون قلقاً على طرفي الجبهة وليس على الجانب اللبناني منها فقط والهدف هو إعادة تثبيت الاستقرار.
ـ كلّ المتنمّرين على موقف الحكومة ومجلس الدفاع الأعلى بكذبة سيادية عاجزون عن تقديم بديل لردّ يحفظ الاستقرار، فمزاعم اللجوء إلى المجتمع الدولي نتج عنها أصلاً وضع ما قبل العام 2000 الذي يرفضه كلّ لبناني مخلص وغير مرتبط بأجندة أجنبية أو حاقدة، ومن ليس لديه بديل واقعي للردّ فليصمت على الأقلّ إذا كان صعباً على معنوياته وكرامته التي لا تتصل بكرامة الوطن، الاعتراف والانضمام إلى المؤيدين، وهذا أضعف الإيمان.
التعليق السياسي